مقتل 4 جنود في عملية جباليا.. ضربة موجعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتطورات ميدانية ترسم خريطة الحرب في غزة

في سياق متصاعد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، شهدت الساعات الأخيرة عملية نوعية نفذتها المقاومة الفلسطينية في جباليا، أدت إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين وتدمير دبابة تابعة للواء 401 المدرع، بحسب اعتراف جيش الاحتلال نفسه. العملية التي وُصفت بـ"المهجع" أعادت إلى الواجهة التكتيكات العسكرية للمقاومة وأسقطت صورة التفوق التقني الإسرائيلي في القتال الليلي ضمن بيئة حضرية مغلقة.
تفاصيل العملية وتوقيتها الاستراتيجي
العملية وقعت عند الساعة السابعة صباحًا، وهو توقيت بالغ الحساسية عسكريًا حيث يُفترض أن تكون القوات في ذروة يقظتها الصباحية. وفق اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والاستراتيجي، فإن اختيار هذا التوقيت جاء لاستغلال حالة التراخي التي تصيب القوات بعد ساعة أو ساعتين من موعد اليقظة الأولى. وقد رصدت المقاومة تحركات الدبابات الإسرائيلية التي كانت تتمركز بين جباليا والشيخ رضوان، واستهدفت إحدى نقاط المبيت، حيث يجري عادة تجميع الآليات ليلاً بغرض الحماية والصيانة.
آلية التنفيذ والخسائر الإسرائيلية
تقدّم ثلاثة مقاتلين من كتائب القسام باتجاه منطقة المبيت، وتمكنوا من قتل قائد الدبابة أثناء وجوده خارج البرج، ثم ألقى أحدهم عبوة شديدة الانفجار داخل الدبابة، ما أدى إلى مقتل طاقمها المكون من أربعة جنود وإشعال النيران فيها. عقب العملية، اندلع اشتباك أسفر عن إصابة جندي إسرائيلي آخر قبل انسحاب المجموعة المنفذة. هذه العملية كشفت هشاشة الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في مناطق التمركز المؤقت، وأظهرت قدرة المقاومة على الرصد والاختراق.
الخريطة الميدانية: تقدم محدود ومخاطر متزايدة
وفق الخرائط الميدانية التي استعرضها الصحفي محمود الكن، فإن التقدم الإسرائيلي يتمحور بين جباليا والشيخ رضوان على مسافة لا تتجاوز كيلومترًا ونصف، حيث تحاول قوات الاحتلال التمركز لفتح الطريق نحو شارع الرشيد والتوغل أكثر في قلب مدينة غزة. إلا أن هذه التحركات تتم ضمن مسارات محددة ومحسوبة بسبب الطبيعة العمرانية الكثيفة، ما يجعل الآليات عرضة للكمائن والعمليات المضادة خاصة مع حلول الظلام.
الأهداف الإسرائيلية ومعضلة السيطرة
الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أكد أن السيطرة الإسرائيلية على شرق مدينة غزة لا تزال نظرية وليست فعلية، نظرًا لاستمرار عمل الأنفاق ووجود مقاومة مسلحة منظمة قادرة على شن هجمات خلف الخطوط. الهدف المعلن لجيش الاحتلال يتمثل في دفع المدنيين نحو الغرب والسيطرة على المحاور المؤدية إلى غزة القديمة، إلا أن العمليات النوعية كعملية جباليا تعرقل هذا التقدم وتستنزف القوات المهاجمة.
البيئة العملياتية: بين القتال الليلي ومناطق المبيت
أحد أبرز دروس العملية أن التفوق التقني الإسرائيلي في القتال الليلي يفقد فعاليته داخل البيئات الحضرية المغلقة، حيث تتحول الدبابات إلى أهداف ثابتة سهلة الرصد. كما أظهرت العملية ضعف منظومة الحماية في مناطق المبيت، إذ تعتمد على قوات خارجية لا تتبع أطقم الدبابات نفسها، ما يفتح ثغرات تستغلها المقاومة للتسلل وتنفيذ عمليات دقيقة.
تداعيات العملية على مسار الحرب
عملية جباليا تحمل رسائل متعددة: أولها أن المقاومة ما زالت قادرة على المبادرة رغم التفوق الجوي واللوجستي الإسرائيلي، وثانيها أن تكتيك استنزاف القوات عبر ضرب مناطق التمركز قد يطيل أمد الحرب ويزيد كلفتها السياسية والعسكرية. كما أنها تكشف هشاشة محاولات الاحتلال للسيطرة الميدانية دون تأمين خطوطه الخلفية.
عملية جباليا، كتائب القسام، مقتل جنود إسرائيليين، اللواء 401 المدرع، الحرب على غزة، مناطق المبيت، المقاومة الفلسطينية، التوغل الإسرائيلي في غزة، شارع الرشيد غزة، الخريطة الميدانية لغزة 2025، الحرب الإسرائيلية الفلسطينية