خطاب فخامة الرئيس أحمد الشرع في احتفال النصر
5 رسائل نارية من الرئيس السوري أحمد الشرع للعالم في ذكرى تحرير دمشق
في الذكرى الأولى لفتح سوريا وعودة البلاد إلى وحدةٍ طال انتظارها، ألقى رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع كلمة مطوّلة أمام آلاف المواطنين الذين ازدحمت بهم ساحات دمشق، في مشهد يعكس حجم التحول التاريخي الذي شهدته البلاد خلال عام واحد فقط. وقد جاء الخطاب محمّلًا بروح دينية ووطنية، مستعرضًا ما عاشه السوريون من خوف واضطراب قبل أن يتحقق النصر، قبل أن يركز على مسؤولية الشكر والعمل من أجل بناء الدولة من جديد.
استحضار الآية الكريمة ومعاني النصر
استهل الرئيس كلمته بتلاوة الآية الكريمة التي تقول واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون مستشهدًا بما حملته من معانٍ عميقة تتعلق بالتحوّل من الخوف إلى الأمن، ومن الاضطهاد إلى التمكين. واستعاد اللحظات القاسية التي عاشها السوريون قبل النصر، حين كان الفرد يمضي إلى صلاة الفجر في جوامع دمشق وهو يتلفت حوله خوفًا من الملاحقة، ويمضي ليلته لا يدري هل ينام في بيته أم سيفقده في الغد.
وأشار الرئيس إلى أنّ النصر الذي تحقق بفضل الله عز وجل ليس مجرد تحول عسكري أو سياسي، بل هو انتقال من حقبة مظلمة إلى فجر جديد، وهو ما يحمّل الجميع مسؤولية الشكر عبر العمل والاجتهاد ولمّ الشمل الوطني.
نهاية الحقبة السوداء وبداية عهد جديد
توقف الرئيس عند لحظات سقوط النظام السابق، واصفًا تلك المرحلة بأنها حقبة سوداء غريبة عن تاريخ سوريا وحضارتها وعراقتها. وأشاد بحشود الثوار والمقاتلين الذين دخلوا دمشق باعتبارهم صُنّاع مرحلة جديدة للأمة بأكملها. وأكد أن ما شهدته سوريا خلال العام الماضي يشكل نقطة تحوّل لم تحصل منذ ألف عام، على حد وصفه، مشددًا على أنّ الله قد خصّ أهل الشام بكرامة عظيمة ومسؤولية أكبر.
وأوضح أنّ النصر الذي تحقق لا بد أن يُصان، وأن تكون الخطوة التالية هي العمل الجاد لإعادة بناء البلاد واستعادة وحدتها، مشددًا على أنّ الحكومة بعد الله تعتمد على الشعب في تحقيق ذلك.
سوريا الموحدة من جديد
أعلن الرئيس بوضوح أن مشروع الدولة الجديدة يقوم على توحيد سوريا من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، مؤكدًا أن هذا الهدف ليس شعارًا وإنما برنامج عمل يجري تنفيذه بالفعل. وقال إنّ بناء سوريا سيتم بما يليق بحاضرها وماضيها وحضارتها العريقة، وبقيم العدالة ونصرة المستضعفين.
كما تكررت في كلمته تكبيرات حماسية تفاعل معها الحضور، لتشكل حالة وجدانية جامعة بين الإيمان بالنصر والإصرار على مواصلة الطريق.
رحلة الشكر إلى مكة وزيارة الحرمين
تحدث الرئيس كذلك عن أولى زياراته الخارجية بعد التحرير، والتي كانت إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة شكرًا لله عز وجل. واستعاد تفاصيل دخوله الكعبة المشرفة والصلاة في داخلها، معتبرًا أنها لحظة روحانية رافقت مسيرة النصر.
وكشف أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أهداه قطعة من ستار الكعبة مكتوبًا عليها وجعلنا البيت مثابة للناس وأمنًا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وهي هدية قال إنه أراد أن تكون رمزًا لوحدة المسلمين، فأهداها بدوره إلى المسجد الأموي في دمشق لتكون وصلاً روحيًا بين مكة المكرمة وبلاد الشام.
تدشين الهدية في المسجد الأموي
أعلن الرئيس خلال كلمته أن قطعة ستار الكعبة سيتم تدشينها رسميًا في المسجد الأموي خلال الاحتفال، معتبرًا هذه اللحظة جزءًا من معنى النصر وتجليًا لعلاقات المحبة بين سوريا والمملكة العربية السعودية. وأكد أن هذه الهدية الثمينة جاءت في توقيت يحمل دلالات عميقة، إذ تتزامن مع الذكرى الأولى للنصر، ومع بداية عهد جديد يفتح أبوابه للمحبة والعمل والتجديد.
دعوة السوريين إلى الوحدة والطاعة والعمل
وجّه الرئيس نداء مباشرًا للشعب السوري محذرًا من أي خلافات قد تعيد البلاد إلى الوراء، وداعيًا الجميع إلى الطاعة ما دامت الدولة ملتزمة بكتاب الله وسنة رسوله. وأكد أن الشعب والحكومة معًا سيواجهون كل التحديات مهما عظمت، وأن النصر الذي تحقق هو بداية مرحلة تحتاج إلى وعي ومسؤولية وحسن إدارة.
وختم كلمته بالدعاء لسوريا وأهلها، سائلًا الله أن يحمي البلاد ويعين القائمين عليها وأن يجعل هذا النصر فاتحة خير وبركة. ثم قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وسط هتافات الجماهير التي عبّرت عن لحظة وطنية فارقة.
فتح سوريا، خطاب أحمد الشرع، الذكرى الأولى للفتح، سوريا الجديدة، إعادة إعمار سوريا، المسجد الأموي، ستار الكعبة، العلاقات السورية السعودية، نصر سوريا، توحيد سوريا،

