بعد تهديد ترامب ووعده بإنهاء الحرب
عاجل .. حماس توافق على مفاوضات وقف إطلاق النار وسط تصعيد ميداني وضغوط أمريكية

في تطور لافت للأزمة المستمرة في قطاع غزة، أعلنت حركة حماس استعدادها الفوري للجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد تلقيها مقترحاً جديداً من واشنطن، جاء عقب إنذار وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"الأخير" للحركة من أجل إبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب.
البيان الصادر مساء الأحد عن حماس أشار إلى تسلم الحركة أفكارًا عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق شامل يضمن وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي، مع تأكيدها على ضرورة إعلان واضح بإنهاء الحرب وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع وتشكيل لجنة فلسطينية مستقلة لإدارة غزة فورًا.
الضغوط الأمريكية وتفاصيل الصفقة المقترحة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عبر منصته "تروث سوشال" أن إسرائيل وافقت على الشروط الأمريكية، وأن الكرة الآن في ملعب حماس. الاقتراح الذي تقدمت به واشنطن يتضمن إطلاق سراح 48 رهينة إسرائيلياً محتجزين في غزة مقابل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، على أن يتم التفاوض لاحقاً على إنهاء الحرب خلال فترة الهدنة المقترحة؛ إسرائيل من جهتها أكدت أنها "تدرس بجدية" المقترح دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، فيما طالبت حماس بضمانات دولية ملزمة وعدم تكرار ما وصفته باتفاقات سابقة نقضتها إسرائيل.
الوضع الميداني: تصعيد وغارات وقذائف
بالتزامن مع التحركات السياسية، شهدت جبهات القتال تصعيداً جديداً، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض ثلاث طائرات مسيرة أطلقت من اليمن، وسقوط رابعة في منطقة مطار رامون دون تفعيل صافرات الإنذار، كما رصد الجيش إطلاق قذيفتين صاروخيتين من وسط غزة نحو نتيفوت، اعترضت منظومة القبة الحديدية إحداهما فيما سقطت الأخرى في منطقة مفتوحة. سرايا القدس، الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي، تبنت الهجوم مؤكدة أنه جاء رداً على "جرائم الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني".
مأساة إنسانية متفاقمة: المجاعة والضحايا
وزارة الصحة في غزة أعلنت تسجيل 87 قتيلاً و409 جرحى خلال 24 ساعة، بينهم أربعة انتشلت جثثهم من تحت الأنقاض. كما ارتفع عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 387 وفاة، بينهم 138 طفلاً، منذ إعلان المجاعة رسمياً في مدينة غزة، إجمالي الضحايا منذ بدء الحرب تجاوز 64,368 قتيلاً و162,776 مصاباً، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد نصف مليون فلسطيني.
أسطول الصمود وتأجيل المساعدات
على الصعيد الإنساني، أعلنت هيئة "أسطول الصمود العالمي" تأجيل إبحار قافلتها من تونس إلى غزة حتى الأربعاء المقبل لأسباب تقنية ولوجستية، بعد أن كانت قد أرجأت انطلاقها سابقاً من برشلونة بسبب الأحوال الجوية. الأسطول يضم ناشطين من عشرات الدول وشخصيات بارزة بينهم السويدية غريتا تونبرغ والممثل الإيرلندي ليام كنينغهام، ويهدف إلى فتح ممر إنساني للقطاع المحاصر.
آفاق المرحلة المقبلة
المشهد الحالي يضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد لمدى قدرته على فرض وقف شامل لإطلاق النار ومنع المزيد من التصعيد. بينما ترى واشنطن أن الفرصة متاحة الآن لإنهاء الحرب، تؤكد حماس أن أي اتفاق دون انسحاب كامل وضمانات دولية سيكون مرفوضًا، ومع استمرار الغارات وارتفاع حصيلة الضحايا، تبقى الآمال معلقة على نتائج الوساطات في القاهرة والتحركات الأممية لفتح الطريق أمام حل سياسي يضع حداً لأشهر من النزيف الإنساني.
حماس، غزة، إسرائيل، دونالد ترامب، حرب غزة، وقف إطلاق النار، صفقة تبادل الأسرى، المجاعة في غزة، أسطول الصمود، مفاوضات السلام