غزو العراق .. الجذور الخفية لصعود شركات التكنولوجيا الكبرى «جوجل» أنموذجًا

البدايات المتشابكة بين الدولة ورأس المال .. في عالم يُنظر فيه إلى وادي السيليكون على أنه واحة الابتكار الفردي وحرية السوق، يكشف الفيلم الوثائقي عن قصة مغايرة تمامًا، حيث يظهر أن نشأة شركات التكنولوجيا العملاقة لم تكن وليدة عبقرية رواد الأعمال وحدهم، بل كانت ثمرة استثمارات ضخمة من الدولة ومؤسساتها العسكرية والاستخباراتية.
منذ خمسينيات القرن الماضي، ضخّت الحكومة الأمريكية مليارات الدولارات في مشروعات بحثية تحت ذريعة الأمن القومي، وهو ما مهّد الطريق لظهور الإنترنت وأساسيات الذكاء الاصطناعي لاحقًا.
وكالة داربا والولادة الحقيقية للإنترنت
لم يكن الإنترنت اختراعًا فرديًا بقدر ما كان مشروعًا استراتيجيًا لإدارة الحروب والتواصل بين الوكالات العسكرية، وكالة مشاريع البحوث المتقدمة الدفاعية "داربا" لعبت الدور الأبرز في تصميم شبكات الاتصال التي تحولت لاحقًا إلى ما يعرف اليوم بالشبكة العنكبوتية العالمية، هذه الحقيقة تُظهر أن القطاع الخاص لم يدخل إلا بعد أن مهدت الدولة الطريق تقنيًا وماليًا.
الجامعات بوابة التمويل الحكومي
ركز الوثائقي على الدور المحوري للجامعات الأمريكية، حيث تحولت مختبراتها إلى ساحات تجارب تموّلها الحكومة عبر عقود ضخمة، ستانفورد ومعهد MIT كانا أبرز محطات تطوير الرقائق الإلكترونية والخوارزميات التي تبني عليها جوجل وفيسبوك اليوم أنظمتها، وهنا يبرز سؤال جوهري: هل حقًا يمكن وصف هذه الشركات بأنها قصص نجاح فردية، أم أنها امتداد لمؤسسة الدولة العميقة؟.
بدايات جوجل المموّلة من البنتاغون
من الحقائق الصادمة التي يكشفها الفيلم أن محرك البحث جوجل لم يكن مشروعًا بريئًا بالكامل، بل استفاد في مراحله الأولى من تمويل مباشر وغير مباشر عبر مؤسسات حكومية واستخباراتية، فبحوث مؤسسيه في جامعة ستانفورد ارتبطت ببرامج ممولة من وكالة الأمن القومي و"داربا"، ما جعل البنية التحتية لجوجل جزءًا من مشروع أكبر للسيطرة على تدفق المعلومات.
بين الأمن القومي والاقتصاد الحر
يخلص الوثائقي إلى أن العلاقة بين شركات التكنولوجيا والدولة ليست علاقة خصومة كما يُروّج، بل شراكة متينة بنيت على عقود سرية وميزانيات ضخمة، ما يعني أن فكرة "الابتكار الحر" ليست سوى أسطورة إعلامية لتلميع صورة هذه الشركات أمام الرأي العام، ومع اتساع نفوذ جوجل وفيسبوك وأمازون، فإن هذه الشركات باتت تمثل الذراع الناعمة لمشروع الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد الرقمي العالمي، وهو ما استخدم في غزو العراق.
التكنولوجيا الأمريكية، صعود جوجل، وكالة داربا، وادي السيليكون، الذكاء الاصطناعي، الإنترنت، الأمن القومي الأمريكي، الجامعات الأمريكية، شركات التكنولوجيا، الدولة العميقة،