أوروبا وصعود اليمين المتطرف.. القارة العجوز تنتفض وزلزال التحول يعصف بفرنسا
صعود كبير لتيار اليمين المتطرف شهدته الانتخابات الأوروبية، وذلك في عدد من دول الاتحاد في مقدمتها ألمانيا، وهو ما تسبب في زلزال سياسي بفرنسا.
المعطيات الأولية لانتخابات البرلمان الأوروبي كشفت عن تحقيق الأحزاب اليمينية القومية والمتطرفة مكاسب مهمة، في ظل انتكاسة كبيرة مني بها زعيمي القوتين الرئيسيتين داخل الاتحاد الأوروبي، الأولى للمستشار الألماني "أولاف شولتس"، والثانية للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون".
زلزال في فرنسا
وعلى إثر ما تقدم أعلن الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" الذي يميل لنزعة القومية الفرنسية المتشددة، والمتأصلة منذ عهود الحملات الصليبية واحتلال الدول والاستيلاء على خيراتها، أعلن عن حلّ الجمعية الفرنسية -البرلمان- ، كما دعا لانتخابات تشريعية في 30 يونيو الجاري.
والانتخابات دُعي إليها ما يزيد على360 مليون ناخب، جرت لاختيار 720 عضوًا في البرلمان الأوروبي، وسط مناخ مثقل بالوضع الاقتصادي المضطرب، إلى جانب الحرب الروسية على أوكرانيا، بخلاف مواجهة الاتحاد الأوروبي مخاطر وتحديات إستراتيجية من العملاق الصيني، والمارد الأمريكي.
صراع التجمع الوطني والنهضة
وتصدر حزب التجمع الوطني الانتخابات الفرنسية بقيادة "جوردان بارديلا" بنسبة زادت على 31,5 %، ومحققًا التقدم بفارق كبير على حزب النهضة بزعامة الرئيس "إيمانويل ماكرون" وبنسبة تجاوزت الضعف ليحصل حزب التجمع الوطني على 31 من بين 81 مقعدًا فرنسيًا في البرلمان الأوروبي.
لم يختلف الحال في ألمانيا عن فرسنا؛ إذ حقق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المركز الثاني بنسبة زادت على 16%، وذلك كله رغم الفضائح التي طالت رئيس قائمة الحزب مؤخرًا، وبذلك تقدم على حزب الائتلاف الحاكم، والاشتراكيين الديموقراطيين.
حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف تصدّر هو الآخر النتائج بنسبة نحو 30% بزعامة رئيسة الوزراء اليمينية المتطرفة "جورجيا ميلوني"، وحقق حزب "الحرية" اليميني المتطرف نسبة 27% من الأصوات في النمسا أيضًا.
الحزب الشعبي في إسبانيا
وفي إسبانيا أيضًا حصد الحزب الشعبي اليميني المتطرف 22 من مقاعد البرلمان الأوربي، بينما حل ثانيًا حزب الاشتراكيين الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو شانشيز"، وجاء حزب "فوكس" اليميني المتطرف بـ 6 مقاعد.
ويشكل اليمين المتطرف قوة كبيرة في ملفات:- مواجهة روسيا التوسعية، وملف الهجرة، والمناخ، والسياسة الزراعية.
البرلمان الأوروبي أفاد أمس الاول الأحد بأن حزب الشعب الأوروبي سيحصد 181 مقعدًا، كما أن حزب الديموقراطيون الاشتراكيون سيحصد 135 مقعدًا، بينما كتلة تجديد أوروبا ستحصد 82 مقعدًا، بما يعادل 398 من إجمالي 720 مقعدًا.
رئيسة المفوضية الأوروبية "أورزولا فون دير لاين"، قالت: سنوقف اليمين المتطرف إن حزب الشعب الأوروبي هو أقوى مجموعة سياسية، ونحن سنبني حصنًا ضد متطرفي اليسار واليمين، سنوقفهم".
نسبة إقبال الناخبين على التصويت بلغت 51% في انتخابات البرلمان الأوروبي ، وهو ارتفاع ضئيل عن المشاركة في الانتخابات التي جرت في 2019.