اللواء سمير فرج: 30 يونيو أنقذت مصر من التفكك.. وخريطة التهديدات الإقليمية ما زالت تحيط بنا

في حديث وطني مفعم بالذكريات والتحليل، استعاد اللواء سمير فرج الخبير العسكري والإستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، أبرز محطات ثورة 30 يونيو، متناولًا أبعادها السياسية والاستراتيجية، ومحللًا بدقة خريطة التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه مصر والمنطقة حتى اليوم.
الذكرى التي أنقذت الدولة المصرية
وقال اللواء سمير فرج، خلال احتفالية المنتدى المصري لتنمية القيم الوطنية بذكرى الثورة: إن يوم 30 يونيو لم يكن مجرد مظاهرة شعبية، بل كان بداية لمرحلة إنقاذ وطني أنهت حقبة مظلمة كانت تهدد نسيج المجتمع ووحدة الدولة، موضحًا أن التاريخ سيسجل للرئيس عبد الفتاح السيسي موقفه التاريخي في الاستجابة لصوت الشعب وإنقاذ الوطن من جماعة كانت تتجه بالبلاد نحو الفوضى والانعزال.
وأضاف أن ما تحقق بعد تلك اللحظة المفصلية أعاد للمجتمع توازنه الطبيعي، وأعاد للمرأة المصرية مكانتها في التعليم والعمل والتمثيل، كما أفسح المجال أمام الفن والثقافة ليعودا إلى الحياة العامة بعد سنوات من التقييد والجمود.
دوائر الخطر التي تحيط بمصر
واستعرض اللواء فرج خريطة التهديدات الإقليمية التي تحيط بمصر، مؤكدًا أن الأمن القومي المصري ممتد في أربعة اتجاهات رئيسية، تبدأ من الشرق عبر سيناء وما شهدته من مواجهات مع الإرهاب، مرورًا بغرب البلاد حيث لا تزال ليبيا مصدر قلق بسبب هشاشة الوضع الأمني هناك، ثم الجنوب من السودان وقضية مياه النيل التي تمثل مسألة حياة لمصر، وأخيرًا الشمال عبر البحر المتوسط حيث تتنافس القوى الإقليمية على ثروات الغاز والممرات البحرية.
التحولات العالمية وصراع القوى الكبرى
وأشار اللواء سمير فرج إلى أن التحولات في المشهد الدولي جعلت الاقتصاد أداة القوة الأولى في العالم بعد تراجع الاعتماد على القوة العسكرية وحدها، مشيرًا إلى صعود الصين بوصفها قوة اقتصادية عظمى تقود مبادرة الحزام والطريق التي غيرت خريطة التجارة العالمية، وجعلت من قناة السويس محورًا استراتيجيًا لا غنى عنه.
وتطرّق إلى الانقسامات داخل الغرب وتبدّل سياسات الولايات المتحدة خلال العقد الأخير، ما أدى إلى إعادة تشكيل موازين القوى وخلق نظام عالمي جديد تحاول فيه كل دولة الدفاع عن مصالحها الوطنية بشراسة غير مسبوقة.
الصراع في سوريا.. نموذج للحروب بالوكالة
وفي قراءته للمشهد السوري، وصف اللواء فرج ما حدث هناك بأنه درس في كيفية استخدام القوى الكبرى لأدوات الحرب غير التقليدية، عبر تمويل وتسليح ميليشيات محلية وإقليمية لخدمة أجندات بعيدة عن مصالح الشعوب، مؤكدًا أن ما جرى في سوريا لم يكن ثورة كما رُوّج له بل كان مخططًا لتفكيك الدولة ضمن مشروع الفوضى الخلاقة الذي استهدف المنطقة بأسرها.
رسالة وعي ويقظة
واختتم اللواء سمير فرج حديثه بنداء وطني صادق دعا فيه المصريين إلى التمسك بالوعي والوحدة خلف مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن مصر كانت وستبقى العمود الفقري للاستقرار في الشرق الأوسط، وأن الحفاظ على مكتسبات الوطن يتطلب وعيًا مجتمعيًا شاملاً في مواجهة حملات التضليل ومحاولات زعزعة الثقة.
وقال: إن مستقبل مصر مرهون بقدرتها على بناء اقتصاد قوي ودولة عصرية تستند إلى العلم والانضباط، مشددًا على أن الجيش المصري سيبقى الحارس الأمين على أمن الوطن ووحدته حتى آخر لحظة
اللواء سمير فرج، ثورة 30 يونيو، الأمن القومي المصري، قناة السويس، ليبيا، السودان، حوض النيل، سوريا، الصين، السياسة الدولية، مبادرة الحزام والطريق، القوات المسلحة المصرية، عبد الفتاح السيسي، التحولات العالمية، التهديدات الإقليمية