ساعات حاسمة في دمشق… والرئيس يختفي بصمت
ليلة الهروب الغامضة .. كيف غادر بشار الأسد قصر الشعب بعد العشاء الأخير؟

في ليلة مثقلة بالتوتر والارتباك، بدت دمشق كما لم تكن من قبل، المدينة التي اعتادت على صدى الرصاص وأصوات الطائرات عاشت هدوءًا مريبًا يسبق العاصفة، داخل القصر الرئاسي كان كل شيء يسير كالمعتاد، في المطبخ يُحضّر العشاء البسيط، وعلى المكاتب تتراكم الأوراق، بينما جلس بشار الأسد في صمت مطبق أمام الهاتف الأرضي، شارد الذهن، كأنه يستمع إلى وقع نهاية قادمة.
هبوط طائرة مجهولة في مطار دمشق
في تلك الساعات، هبطت طائرة في مطار دمشق الدولي دون إعلان مسبق أو تسجيل رسمي، وجرى توجيهها إلى ممر جانبي مغلق أمام الحركة الاعتيادية، الطائرة لم تكن ضمن البروتوكولات المعتادة، مما أثار دهشة العاملين في المطار الذين بدأوا يتهامسون حول سرّ هذه الرحلة المفاجئة. جرى تجهيز طائرة ثانية بسرعة غير معهودة، لتبدأ سلسلة من الأحداث غير المألوفة التي لم تشهدها العاصمة منذ عقود.
تحركات غير اعتيادية داخل القصر الرئاسي
في الوقت نفسه، رُصد دخول سيارتين عبر البوابة الخلفية للقصر بهدوء تام، بعيدًا عن المسارات المعتادة ودون أي وجود ظاهر للحراسة. كانت تلك إشارة إلى أمر جلل يحدث في الخفاء، بشار الأسد غادر مكتبه دون أن يأخذ معه شيئًا، لا سترة ولا ملفات، وسار في ممرات القصر وحده بلا مرافقة، كمن يودّع مكانًا لم يعد يشعر بالانتماء إليه. في الطابق السفلي، كان النادل يرص الأطباق منتظرًا قدومًا لم يحدث.
انسحاب بلا وداع
في لحظة خاطفة، توقفت حركة القصر، أغلقت البوابات تباعًا، وتعالت أصوات الأجهزة الأمنية وهي تعلن إغلاق الممرات. دخلت سيارات بسرعة مذهلة، وخرج منها الأسد مسرعًا نحو الطائرة التي كانت تنتظره على الممر الجانبي، لم يلتفت إلى الوراء، لم يودّع أحدًا، ترك السيارات وأبوابها مفتوحة، وكأنه يغادر وطنًا لا بيتًا. أقلعت الطائرة في صمت نحو وجهة غير معلنة، تاركة وراءها عاصمة تترقب مصيرها المجهول.
من دمشق إلى حميميم ثم موسكو
مع بزوغ الفجر، هبطت الطائرة في القاعدة الروسية بحميميم، حيث مكث الأسد وولديه في قاعة خاصة لساعات عدة بانتظار تجهيز طائرة أخرى أكثر أمانًا وقادرة على التخفي عن الرادارات وبعد تأمينها، أقلعت نحو موسكو في رحلة كانت الأولى له بصفة مختلفة، لا رئيسًا بل رجلًا هاربًا من سقوط نظامه.
سوريا بلا رئيس
في تلك اللحظة، كانت الساعة تشير إلى السادسة وثمان عشرة دقيقة صباحًا بتوقيت دمشق. أعلن المراقبون أن بشار الأسد أصبح بلا رئاسة، وأن سوريا دخلت مرحلة جديدة من تاريخها. لم تُعلن حالة الطوارئ، ولم تُطلق صفارات الإنذار، لكن المدينة تصرفت كما لو أنها فقدت مركز ثقلها. الطرق فرغت من المارة، الخوف سبق الخبر، والمؤسسات بدأت تتفكك بصمت كما لو أنها تفك عقدها الأخير مع السلطة.
النظام يتلاشى في الظل
مع الساعات الأولى للصباح، غابت الوجوه التي كانت تتصدر المشهد، وتلاشت الشعارات التي ملأت الجدران، بينما انسحبت القوات الحكومية من مواقعها تدريجيًا. في بعض المناطق، شوهدت أسلحة ملقاة وبذلات عسكرية تُركت دون أصحابها، مشهد أشبه بانهيار دولة بأكملها دون طلقة واحدة، وكأن النظام الذي حكم بالحديد والنار قرر أن يختفي بالسكوت نفسه الذي اعتاد أن يفرض به هيبته.
النهاية التي انتظرها السوريون
عند السادسة والثلث، أعلن المراسلون عبر القنوات المحلية والدولية: سوريا بلا بشار الأسد. المدينة التي صمدت تحت القصف لسنوات طويلة كانت تشهد لحظة غير مسبوقة، بين دموع الفرح وألم الخسارات. في شوارع حطين وساحة الأمويين، علت الهتافات: "ارفع رأسك فوق، أنت سوري حر". هكذا انتهت قصة رجلٍ حكم بلغة الخوف ورحل بصمتها، تاركًا خلفه وطنًا يبحث عن بداية جديدة بعد أن أسدل الستار على فصلٍ دامٍ من تاريخه.
بشار الأسد، سقوط النظام السوري، دمشق، القصر الرئاسي، حميميم، موسكو، الجيش السوري، الثورة السورية، انسحاب الأسد، نهاية حكم الأسد، سقوط بشار الأسد، سوريا بلا رئيس، القصر الجمهوري، الطائرة الروسية، المطار العسكري، دمشق اليوم، رحيل بشار الأسد، لحظة سقوط الأسد، نهاية النظام السوري، حرب سوريا