تصريحات نارية للأمير تركي الفيصل .. هاجم إسرائيل وحذر الخليج ورسالة صادمة لترامب

في خطاب حاد وصريح، أطلق الأمير تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تحذيرات قوية من أن أمن دول الخليج يواجه خطرًا متصاعدًا بسبب الممارسات الإسرائيلية التي وصفها بأنها عدوانية ومنفلتة من أي التزام بالقوانين الدولية أو الأعراف الدبلوماسية.
تهديد مباشر لأمن الخليج
أكد الأمير تركي أن الاعتداء الإسرائيلي على قطر، حين استهدف قادة من حركة حماس كانوا يناقشون وقف إطلاق النار، يجب أن يُقرأ بوصفه رسالة تحذيرية لدول الخليج كافة، وقال إن هذا التطور يفرض على الحكومات الخليجية مراجعة جذرية لتحالفاتها وخططها الدفاعية، مشددًا على أن الأمن المشترك أصبح عرضة لتهديد مباشر يستوجب استراتيجية جديدة أكثر صرامة، وأضاف أن الهجوم كشف حقيقة أن إسرائيل مستعدة لتجاوز كل الحدود دون حساب، ما يجعل من الضروري عدم تركها تتحرك بحرية في المنطقة.
إسرائيل وغياب الالتزام الدولي
في معرض حديثه، وصف الأمير تركي إسرائيل بأنها دولة تتجاهل القانون الدولي وتتنكر للأعراف التي تنظم العلاقات بين الدول، وهو ما يجعلها خطرًا وجوديًا على استقرار الشرق الأوسط، وأوضح أن هذا السلوك العدواني يجب أن يدفع الدول الخليجية إلى وقفة جادة لإعادة تقييم أولوياتها الأمنية، بحيث لا تبقى قراراتها رهينة لتحالفات قد لا توفر الحماية الفعلية عند وقوع الأزمات، ورأى أن حادثة قطر تصلح لأن تكون لحظة وعي سياسي تفتح الباب أمام مراجعة معمقة للخيارات الخليجية في مواجهة التهديدات القادمة من تل أبيب.
الدور الأمريكي ومعايير مزدوجة
لم يكتف الفيصل بالحديث عن إسرائيل، بل وجه سهام انتقاداته إلى الولايات المتحدة، التي اتهمها بالتخلي عن حيادها المفترض في عملية السلام وتحولها إلى حليف قوي لإسرائيل، وأشار إلى أن ازدواجية المعايير الأمريكية أصبحت مكشوفة، فبينما تدافع واشنطن عن مبادئ القانون الدولي في مناطق أخرى، فإنها تغض الطرف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وأكد أن هذا الانحياز لم يؤجج الصراع فحسب، بل ساهم في ما وصفه بالإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة والضفة الغربية، وهو ما يفاقم الشعور بعدم الثقة بالولايات المتحدة كوسيط في قضايا المنطقة.
ترامب وصناعة السلام
وفي إطار حديثه عن الدور الأمريكي، توقف الأمير تركي عند تجربة الرئيس الأسبق دونالد ترامب، الذي حاول الظهور في صورة صانع السلام، وقال الفيصل إن هذا الطموح لا يمكن أن يتحقق إلا إذا قامت واشنطن بمراجعة شاملة لأخطائها السابقة في الشرق الأوسط، وأعادت النظر في سياساتها التي أضرت بمصالح أصدقائها وحلفائها، وأضاف أن حالة عدم الاستقرار في المنطقة تعود بالأساس إلى السياسات الأمريكية المتذبذبة، التي ساهمت في تعميق الانقسامات وإطالة أمد الصراعات.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
ورحب الفيصل بالخطوات الدبلوماسية الأخيرة التي قادتها المملكة العربية السعودية بالتعاون مع فرنسا، والتي أثمرت عن موجة اعترافات دولية جديدة بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتبر أن هذا الاعتراف يشكل إنجازًا سياسيًا مهمًا على طريق الحل العادل للقضية الفلسطينية، كما أنه يفتح الباب أمام توسيع دائرة الدعم الدولي لحقوق الفلسطينيين، وأكد أن الاعتراف ليس مجرد خطوة رمزية، بل يعكس تحولًا في موازين المواقف العالمية تجاه الصراع المستمر منذ عقود.
رد على الاتهامات الإسرائيلية
في مواجهة الاتهامات التي أطلقتها الحكومة الإسرائيلية ومؤيدوها ضد الدول التي اعترفت بفلسطين، شدد الأمير تركي على أن الاعتراف لا يمكن اعتباره مكافأة لحركة حماس أو لهجمات السابع من أكتوبر، وأوضح أن هذه الدعاية الإسرائيلية تهدف إلى طمس الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الاعتراف يعكس إقرارًا دوليًا بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، ووصف تلك المزاعم بأنها "مغالطات خبيثة" تسعى إلى تشويه المواقف الدولية العادلة.
رؤية استراتيجية جديدة للخليج
ركز الأمير تركي في كلمته على أن المرحلة المقبلة تتطلب صياغة رؤية استراتيجية جديدة للأمن الخليجي، تقوم على تعزيز الوحدة الداخلية وتوثيق التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة، وقال إن الاعتماد على تحالفات هشة لم يعد خيارًا واقعيًا في ظل تصاعد التهديدات، لافتًا إلى أن أمن الخليج لم يعد شأنًا داخليًا لدولة بعينها، بل قضية إقليمية تمس الجميع، وأكد أن التضامن الخليجي هو السبيل الأنجع للتصدي لأي محاولات تستهدف النيل من استقرار المنطقة.
الخلاصة
تكشف تصريحات الأمير تركي الفيصل عن إدراك متزايد لدى النخب الخليجية بأن المنطقة تدخل مرحلة حساسة تتسم بتعاظم المخاطر وتراجع الضمانات الخارجية، فإسرائيل تمارس سياسة عدوانية مباشرة، والولايات المتحدة تتخلى عن حيادها التاريخي، فيما تظل القضية الفلسطينية محورًا لا يمكن تجاوزه في أي معادلة إقليمية، وبينما تتواصل الجهود الدبلوماسية لإقرار حل الدولتين، فإن الخليج يقف أمام تحدٍ مصيري يتمثل في كيفية حماية أمنه المشترك من تهديدات متسارعة وتحالفات متقلبة، وهو ما يجعل الدعوة إلى استراتيجية جديدة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
تركي الفيصل، أمن الخليج، إسرائيل دولة منبوذة، الهجوم الإسرائيلي على قطر، العدوان الإسرائيلي، قادة حماس في الدوحة، الحرب على غزة، الاعتراف بدولة فلسطين، حل الدولتين، السياسات الخليجية، العلاقات السعودية الأمريكية، ازدواجية المعايير الأمريكية، دونالد ترامب، الأمن الإقليمي، السياسة السعودية، الاعتراف الدولي بفلسطين، مجلس التعاون الخليجي، التحالفات الإقليمية، الاحتلال الإسرائيلي، القضية الفلسطينية