40 ألف مقاتل.. لماذا نشر الجيش المصري دبابات وصواريخ في سيناء؟

شهدت شبه جزيرة سيناء في الأشهر الأخيرة انتشارًا عسكريًا مصريًا غير مسبوق، حيث وصل عدد القوات المصرية إلى نحو 40 ألف جندي مزودين بدبابات ومدرعات قتالية وصواريخ باليستية، الأمر الذي أثار استياء إسرائيل ودفعها لمحاولات دبلوماسية واقتصادية للضغط على القاهرة من أجل تقليص وجودها العسكري، لكنها باءت بالفشل.
الرواية الإسرائيلية: "تنسيق أمني" أم ضغوط سياسية؟
زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هذا الانتشار يتم بالتنسيق مع تل أبيب، بحجة منع تدفق اللاجئين في ظل اتساع القتال في غزة، إلا أن هذا الطرح يتناقض مع الانتقادات المتكررة من مسؤولين إسرائيليين الذين سعوا لدى الإدارة الأمريكية للضغط على مصر دون جدوى.
السيادة المصرية فوق كل اعتبار
المصادر الميدانية تؤكد أن القاهرة تمارس حقها السيادي الكامل في نشر قواتها على حدودها، خاصة مع تكرار الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاقية السلام، ومنها:
-
نشر معدات عسكرية ثقيلة قرب الحدود.
-
تنفيذ عمليات تهدد أمن سيناء.
-
محاولات السيطرة على مناطق حساسة في المحور الحدودي.
هذه التجاوزات دفعت الجيش المصري إلى تعزيز وجوده العسكري كرسالة حاسمة بأن السيادة الوطنية غير قابلة للمساومة.
لماذا الآن؟ خلفيات الانتشار المكثف
يرى مراقبون أن الأمر لا يتعلق فقط بملف اللاجئين، فمهمة ضبط الحدود تقع أساسًا على عاتق الشرطة وحرس الحدود، بينما انتشار الدبابات والصواريخ الباليستية يعكس استعدادًا استراتيجيًا لمواجهة تهديدات عسكرية محتملة. هذا الانتشار يأتي في ظل:
-
تصاعد الصراع في غزة.
-
توتر سياسي وأمني مع إسرائيل.
-
تحركات إقليمية لإيران وتركيا تؤثر على توازن المنطقة.
فشل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية
لم تنجح إسرائيل في إقناع الإدارة الأمريكية بضرورة تقليص الحضور العسكري المصري، بل على العكس، تستضيف القاهرة تدريبات "النجم الساطع" العسكرية بمشاركة 43 دولة من أغسطس حتى ديسمبر المقبل، وهو ما يؤكد متانة التعاون العسكري المصري–الأمريكي رغم الاعتراضات الإسرائيلية.
القاهرة مركز الثقل العربي والإقليمي
تؤكد التطورات الأخيرة أن محاولات عزل مصر إقليميًا قد فشلت. زيارة الرئيس المصري للسعودية واستضافة الشيخ محمد بن زايد له، تبرزان مكانة القاهرة كمحور للاستقرار العربي والخليجي، فضلًا عن دورها الاستراتيجي في حماية الأمن القومي العربي.
الجيش المصري: قوة ردع لحماية السلام
تاريخيًا، تدرك القاهرة أن السلام مع إسرائيل لا يتحقق إلا بتحقيق توازن ردع حقيقي. فمنذ حرب أكتوبر 1973 وحتى اليوم، تسعى مصر لتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، وهو ما يفسر هذا الوجود المكثف في سيناء.
سيناء جبهة سيادة وطنية
لم يعد ملف سيناء خاضعًا للمساومات السياسية؛ بل أصبح واقعًا استراتيجيًا، حيث فقدت إسرائيل معظم أوراق الضغط الفاعلة، فيما تؤكد القاهرة التزامها القانوني باتفاقياتها، مع إصرارها على تأمين حدودها ضد أي تهديدات محتملة.
أبعاد إقليمية ومعادلة جديدة
-
إسرائيل باتت تدرك حدود نفوذها أمام الجيش المصري، أحد أقوى الجيوش في المنطقة.
-
التوازن الإقليمي يمر عبر القاهرة، وأي محاولة لتجاوزه محكوم عليها بالفشل.
-
الدول العربية والخليجية تكثف تعاونها مع مصر كضامن رئيسي للاستقرار الإقليمي.
الرسالة المصرية: لا مساومة على السيادة
الانتشار العسكري في سيناء اليوم ليس مجرد خطوة دفاعية، بل إعلان واضح بأن الأمن القومي المصري خط أحمر، وأن أي تهديدات ستُواجَه بقوة ردع شاملة تجمع بين البعد العسكري والدبلوماسي والإقليمي.
الجيش المصري، الانتشار العسكري في سيناء، قوات مصرية على الحدود، إسرائيل ومصر، الصراع المصري الإسرائيلي، تدريبات النجم الساطع، قوة الجيش المصري، التوتر في غزة وسيناء، السيادة المصرية، اتفاقية كامب ديفيد،