تتصاعد مؤشرات سياسية وإعلامية حول دور مصري مرتقب في قطاع غزة، بعد تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بشأن احتمال نشر قوات مصرية داخل القطاع، مؤكدًا أن الأمر سيكون مؤقتًا وبجدول زمني محدد وتحت إشراف أممي، هذه الخطوة تأتي بعد إعلان القاهرة تدريب قوات فلسطينية استعدادًا للانتشار حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ما يثير تساؤلات حول ملامح الصفقة المقبلة، وهل تعكس رفضًا مصريًا قاطعًا لمشروع تهجير سكان غزة؟
خطة انتقالية بإشراف دولي
التحركات المصرية، وفق الدكتور عماد جاد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تهدف إلى وقف إطلاق النار أولًا، ثم إعادة تموضع القوات الإسرائيلية تمهيدًا لانسحاب كامل، مع نشر قوات أمن فلسطينية تتلقى تدريبات في القاهرة (قرابة 5 آلاف عنصر) بالتوازي مع وجود قوات مصرية وربما عربية وأوروبية رمزية لحفظ الأمن، وذلك ضمن قرار أممي يمنح هذه الخطوة شرعية دولية ويحول غزة إلى مرحلة انتقالية مؤقتة.
الموقف الإسرائيلي: لا بقاء طويل وحظر لحماس
في المقابل، يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية نائل الزعبي أن إسرائيل لا تسعى للبقاء في غزة، لكنها ترفض أي عودة لحركة حماس، ولا تمانع وجود قوات مصرية أو دولية لحفظ الأمن شريطة ألا تعيد الحركة إلى المشهد. ويرى أن الحكومة الإسرائيلية، تحت ضغط الرأي العام، تربط أي تهدئة بالإفراج عن جميع الرهائن، ما يمنحها ذريعة للاستمرار في التصعيد عند تعثر المفاوضات.
دور مجلس الأمن وحدود المشاركة المصرية
عبد العاطي شدد على أن دخول قوات مصرية سيكون مشروطًا بقرار من مجلس الأمن يضمن غطاءً قانونيًا دوليًا ويحول دون أي مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية. هذا التوجه يهدف إلى تمهيد الطريق لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، مع إدارة انتقالية مؤقتة للقطاع تشرف عليها الأمم المتحدة بدعم إقليمي.
بين الطموح والتحديات
مصر تسعى إلى منع التهجير القسري للفلسطينيين، وتعمل على إعادة ترتيب المشهد الأمني والسياسي دون الانجرار إلى صدام عسكري مباشر أو تحمل عبء دائم لإدارة القطاع. أما إسرائيل فتركز على إخراج حماس، بينما يظل المجتمع الدولي في انتظار صفقة شاملة قد تعيد طرح حل الدولتين بقوة في المحافل الأممية المقبلة.
مصر، غزة، القوات المصرية، بدر عبد العاطي، وقف إطلاق النار، اليوم التالي في غزة، مجلس الأمن، الأمم المتحدة، حماس، الاحتلال الإسرائيلي، التهجير القسري، السلطة الفلسطينية، خطة التسوية، الدولة الفلسطينية، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، نتنياهو، الرهائن، القوات الدولية.