«إكسون الأمريكية» .. عودة عملاق الطاقة إلى العراق عبر حقل مجنون النفطي

تشهد الساحة النفطية العالمية تطورًا جديدًا مع استعداد شركة إكسون موبيل الأمريكية للعودة إلى العراق بعد انقطاع استمر نحو عامين، في خطوة قد تعيد رسم خريطة استثمارات الطاقة في البلاد، وتنعش قطاع النفط العراقي الذي يُعد من بين الأكبر في العالم من حيث الاحتياطيات والإنتاج المحتمل.
اتفاق مرتقب يعيد التحالف النفطي الأمريكي – العراقي
وبحسب ما نقلته وكالة بلومبرج نيوز، فإن الشركة العملاقة ومقرها ولاية تكساس تستعد لتوقيع اتفاق مبدئي مع شركة نفط البصرة وشركة تسويق النفط العراقية (سومو) خلال الأيام المقبلة، في إطار تفاهمات تتعلق بإعادة استكشاف وتشغيل حقل مجنون النفطي، أحد أكبر وأغنى الحقول في العالم.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الاتفاقية المنتظرة ستشمل مشروعات للبنية التحتية النفطية والتسويق والتصدير في جنوب العراق، بما يعزز قدرة البلاد على تصدير الخام بطرق أكثر كفاءة واستدامة.
حقل مجنون.. كنز العراق النفطي
يقع حقل مجنون على بُعد نحو 60 كيلومترًا شمال مدينة البصرة، ويُعتبر من الحقول العملاقة التي اكتُشفت في سبعينيات القرن الماضي. ويُقدّر احتياطيه بنحو 38 مليار برميل من النفط الخام، مما يجعله من أغنى الحقول عالميًا من حيث الطاقة الإنتاجية والإمكانات الاقتصادية.
وقد شهد الحقل خلال السنوات الماضية توقفات متكررة في الإنتاج والتطوير بسبب تحديات لوجستية وأمنية، إضافة إلى انسحاب عدد من الشركات الأجنبية، بينها إكسون موبيل في عام 2023، ما أبطأ وتيرة التطوير وأثر على حجم الصادرات.
دوافع العودة الأمريكية إلى الجنوب العراقي
بحسب خبراء الطاقة، فإن عودة إكسون موبيل إلى العراق تأتي ضمن استراتيجية جديدة للشركة تستهدف إعادة التوسع في الأسواق الغنية بالموارد منخفضة التكلفة الإنتاجية، لاسيما بعد استقرار نسبي في الأوضاع الأمنية والسياسية في الجنوب العراقي.
كما أن ارتفاع أسعار النفط العالمية وتزايد الطلب في آسيا وأوروبا، جعل من العراق وجهة جذابة مجددًا لشركات الطاقة الكبرى، خصوصًا مع الموقع الاستراتيجي لحقل مجنون القريب من موانئ التصدير على الخليج العربي، مما يسهل عمليات الشحن والنقل.
تعاون جديد يعزز الاقتصاد العراقي
يتوقع محللون أن تسهم عودة الشركة الأمريكية في زيادة إنتاج النفط العراقي خلال الأعوام المقبلة، وتعزيز مستويات التصدير عبر ميناء البصرة، الأمر الذي قد ينعكس إيجابًا على الإيرادات الحكومية في ظل سعي بغداد لتمويل مشروعات التنمية والبنية التحتية.
وتعد الخطوة أيضًا إشارة قوية إلى تحسن ثقة الشركات الأجنبية في مناخ الاستثمار العراقي، خاصة في قطاع الطاقة الذي يمثل أكثر من 90% من إيرادات الدولة.
مستقبل حقل مجنون بين الطموح والاستثمار
ويرى مراقبون أن التعاون الجديد مع إكسون موبيل قد يفتح الباب أمام مرحلة ثانية من تطوير حقل مجنون، تشمل تحديث أنظمة الاستخراج والضخ، وبناء محطات تخزين ومعالجة متطورة، إلى جانب تحسين تقنيات الحد من حرق الغاز المصاحب وتعزيز معايير الاستدامة البيئية.
وفي المقابل، لا تزال تحديات البيروقراطية والبنية التحتية القديمة تمثل عقبة أمام تسريع وتيرة العمل، وهو ما تسعى الحكومة العراقية لمعالجته من خلال إصلاحات تشريعية وإدارية تسهّل عمليات التعاقد مع الشركات العالمية.
عودة إكسون موبيل تمثل رسالة واضحة بأن العراق ما زال لاعبًا محوريًا في سوق النفط العالمية، وبأن الاستثمارات الكبرى يمكن أن تعود إليه بثقة حين تتوافر بيئة مستقرة وشراكات استراتيجية.
إكسون موبيل، حقل مجنون، نفط البصرة، سومو، النفط العراقي، استثمارات الطاقة، حقول النفط في العراق، البصرة، اتفاقية النفط، إنتاج النفط، تصدير النفط العراقي، الاقتصاد العراقي، شركات النفط الأمريكية، عودة إكسون موبيل للعراق، بلومبرج، الطاقة العالمية.