أحمد الشرع.. كيف جعل رفض مصافحة النساء رسالة راقية للعالم؟ (فيديو)

موقف يثير الجدل ويحصد الاحترام .. في المشهد السياسي العربي، قلما يبرز رئيس بأسلوب بروتوكولي خاص يصبح جزءًا من صورته العامة. الرئيس السوري أحمد الشرع، بخطوته الهادئة وابتسامته الدبلوماسية، اختار مسارًا مختلفًا أثار نقاشات واسعة: رفض مصافحة النساء بأسلوب حضاري ولبق. موقفه، الذي قد يبدو تفصيلًا بسيطًا، تحول إلى عنوان يعكس فلسفة حكمه وحدود انفتاحه، ويطرح تساؤلات عن العلاقة بين الدين، التقاليد، والسياسة في سوريا.
الخلفية الثقافية والدينية: جذور موقف الشرع
ينحدر أحمد الشرع من بيئة محافظة ترى المصافحة بين الجنسين أمرًا له بعد ديني واجتماعي. ويؤكد مقربون من القصر الرئاسي أن قراره ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لتنشئة دينية وثقافية رسخت لديه قيم الحياء والخصوصية في التعامل بين الرجال والنساء. ورغم أن منصبه الرئاسي يضعه أمام بروتوكولات دولية صارمة، فإنه نجح في إيجاد صيغة لبقة تجمع بين الالتزام بالمبدأ واحترام الآخر.
الأسلوب في الرفض: تحية تليق بالدبلوماسية
لا يكتفي الرئيس السوري بتجنب المصافحة، بل يقدم بديلًا راقيًا: انحناءة خفيفة، ابتسامة صادقة، وكلمات ترحيب دافئة، ترافقها عبارات اعتذار مهذبة تشرح الموقف دون حرج. هذا الأسلوب، الذي التقطته عدسات الكاميرات في عدة لقاءات، جعل من رفضه المصافحة مشهدًا بروتوكوليًا قائمًا بذاته يحظى بالتحليل والإشادة وحتى التقليد في بعض الأوساط المحافظة.
ردود الفعل: بين الإعجاب والانتقاد
أثار هذا الموقف موجة واسعة من التفاعل. فهناك من اعتبره تعبيرًا عن الأصالة واحترام القيم الدينية، ورمزًا لاستقلالية القرار السوري في زمن الضغوط الغربية. بينما رأى آخرون أن الموقف قد يُفهم في المحافل الدولية على أنه تراجع عن مبادئ المساواة والانفتاح.
رغم هذا الانقسام، اتفقت غالبية التحليلات على أن الرئيس الشرع استطاع تقديم موقفه بطريقة لا تُشعر الطرف الآخر بالإهانة أو التمييز، وهو ما جعل الأمر مقبولًا حتى لدى كثير من الأوساط الغربية.
البعد السياسي والاجتماعي: ما وراء البروتوكول
يرى مراقبون أن هذه التفاصيل الصغيرة تحمل رسائل سياسية ضمنية؛ فالشرع يرسخ صورة "الرئيس ذو الهوية"، الذي يحترم التنوع السوري، لكنه لا يتنازل عن ثوابت يرى أنها جزء من هوية المجتمع. وفي مجتمع سوري متأرجح بين موجات التغريب ومحاولات الحفاظ على الأصالة، أصبح هذا الموقف رمزًا لتوازن سياسي بين المحافظة والانفتاح.
تأثير الموقف على صورته الدولية
في زمن تتصدر فيه الصور ومقاطع الفيديو الإعلام العالمي، نجح أحمد الشرع في أن يجعل هذا السلوك عنصرًا من عناصر شخصيته السياسية. فبينما يرى منتقدوه أن ذلك قد يحد من علاقاته مع بعض القوى الغربية، يرى أنصاره أنه أكسبه احترامًا واسعًا في الدوائر الإسلامية والعربية التقليدية، ورسخ صورته كرئيس مبدئي غير متنازل عن قيمه.
قراءة في المستقبل: هل يتحول الموقف إلى سياسة عامة؟
تتساءل الأوساط السياسية: هل سيتبنى النظام السوري تحت قيادة الشرع بروتوكولات رسمية بديلة تعكس هذا التوجه في كل المؤسسات؟ وهل سيكون هذا جزءًا من هوية السياسة السورية الجديدة؟
خبراء العلاقات الدولية يرون أن مثل هذه المواقف قد تفتح بابًا لنقاش أوسع حول كيفية التوفيق بين البروتوكولات الدولية والخصوصيات الثقافية.
رفض المصافحة... بين المبدأ والرسالة
رفض الرئيس السوري أحمد الشرع مصافحة النساء لم يعد مجرد فعل فردي في لحظة بروتوكولية؛ بل تحول إلى رمز سياسي وثقافي. وبين من يرى فيه تعبيرًا عن احترام المرأة بطرق بديلة، ومن يعتبره خطوة إلى الوراء، يبقى هذا الموقف شاهدًا على زمن يتقاطع فيه الدين مع السياسة، والبروتوكول مع الهوية.
الرئيس السوري أحمد الشرع, رفض مصافحة النساء, البروتوكول الدبلوماسي السوري, القيم الدينية والسياسية في سوريا, أخبار سوريا اليوم, أحمد الشرع 2025, المواقف الدبلوماسية العربية, العادات والتقاليد السورية, الجدل حول مصافحة النساء, العلاقات الدولية السورية
لمشاهدة الفيديو الخاص بالرئيس السوري أحمد الشرع في رفض مصافحة النساء اضغط هنا