العرب 24
سبتمبر 3 2025 الأربعاء
ربيع أول 10 1447 هـ 05:22 مـ
شيخ الأزهر: ليتحد العرب والمسلمون ويحرروا فلسطين كما فعلنا في دحر الحروب الصليبية تسريب فيديو هدير عبد الرازق 8:54 دقيقة كامل .. ومفاجأة في انتظارها الثلاثاء المقبل فيديو هدير عبد الرازق كامل والاصلي 11 دقيقه .. شاهد رقص داخل السيارة مع شاب أون ذا رن رابط نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025 الدور الثاني .. بوابة الأزهر https://natiga.azhar.eg نتيجة التقديم للصف الأول الابتدائي الأزهري ورياض الأطفال 2025/2026 «رابط قطاع المعاهد» خطوات الاستعلام برقم البطاقة عن تكافل وكرامة 2025 عبر الموقع الرسمي tk.moss.gov.eg الاستعلام عن برنامج تكافل وكرامة برقم البطاقة 2025 نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثاني برقم الجلوس .. صناعي زراعي تجاري وفندقي نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية الدور الثاني 2025 برقم الجلوس عبر بوابة الأزهر الإلكترونية سعر الذهب في اليمن اليوم الثلاثاء 2/9/2025 بالريال والدولار الأمريكي سعر الذهب في العراق اليوم الثلاثاء 2/9/2025 بالدينار العراقي والدولار الأمريكي سعر الذهب في الإمارات اليوم الثلاثاء 2/9/2025 بالدرهم والدولار الأمريكي

حين تلتقي الشاشة بالمصحف: كيف غيّرت التطبيقات طريقة علاقتنا بالقرآن الكريم

أحدث ظهور التطبيقات الذكية في البلدان العربية ثورة حقيقية في أساليب تعلم وحفظ الكتاب المبين. فبعد أن كانت هذه العملية المقدسة تعتمد بشكل رئيسي على الطرق التعليمية التراثية والمؤسسات العتيقة، أصبح في وسع الأفراد الآن أن يستمعوا لكلمات الوحي ويتأملوا في حكمها وأسرارها من خلال ضغطة زر واحدة على شاشاتهم المحمولة. هذا التقدم المذهل يحمل في ثناياه بُعداً إنسانياً عميقاً، فقد وفر لشرائح عريضة من الناس، من جميع الأعمار، إمكانية اكتشاف روعة وجمال القرآن الكريم عبر وسائل عصرية تتماشى مع طبيعة حياتهم المتسارعة والمتطورة. وفي زمن تشتد فيه المعركة بين عمالقة التكنولوجيا للفوز بإعجاب المستخدمين وولائهم، قامت مراكز أكاديمية متقدمة في مجال الدراسات الإسلامية مثل مركز تفسير للدراسات القرآنية بالتصدي لهذا التحدي من خلال تطوير باقة شاملة من التطبيقات المختصة، يتناول كل منها جانباً معيناً من جوانب التفاعل مع القرآن العظيم. وهكذا تطل برأسها قضية محورية تقلق المسلمين في أرجاء المعمورة: كيف نضمن استمرار رباطنا الروحي بكتاب الله في عالم رقمي يموج بالملهيات والمشتتات؟

ما الذي تغيّر؟

  • التحول من الاستماع السلبي إلى التفاعل الدقيق: نطق الكلمة وتظليلها لحظة القراءة يربط العين بالأذن باللسان، ويمنح المتعلم تغذية راجعة فورية تقلل الأخطاء وتثبّت المهارة الصوتية

  • من المصحف الورقي إلى منظومة متعددة القنوات: قراءات مختلفة، تفاسير، لغات واجهة، ومكتبات صوتية واسعة تتيح للمتعلم أن يختار مساره وأن يضبط سرعته وإيقاعه اليومي

  • التعلّم المصغّر كروتين يومي: وحدات قصيرة، تقييمات سريعة، وتدرّب منظّم على سورة مركزية كالفاتحة، تُبقي العادة حيّة بلا عبء معرفي كبير

وحي للقرآن الكريم: التجربة قبل التقنية

لا يقدّم “وحي” مجرد مصحف رقمي؛ إنّه تجربة قراءة واستماع وفهم تُبنى على تفاصيل صغيرة تصنع الفارق للمبتدئ والمتقدّم معًا، يتيح المصحف بروايتي حفص وورش، ومكتبة قرّاء واسعة، وإمكانية تنزيل التلاوات والتفاسير للعمل دون اتصال، ما يجعل التعلّم قابلًا للاستمرارية في ظروف متباينة، كما أن دعم عشرات اللغات وتوسيع مصادر التفسير إلى ما يفوق المئة وثمانين مصدرًا يحوّل التطبيق إلى جسر معرفي بين تقاليد الشرح الكلاسيكية وحاجات القارئ المعاصر

“تعلم الفاتحة”: التركيز الذي يُتقن الأساس

الفاتحة ليست سورة كبقية السور؛ هي شرط صحة الصلاة وبوابة التلاوة الصحيحة، لذا يأتي التركيز عليها مدخلًا تربويًا ذكيًا । يقدّم “تعلم الفاتحة” تدريبًا عمليًا على النطق والتجويد مع اختبارات وتقييمات مدعومة بتقنيات التعرف على الصوت، ما يمنح المتعلم معيارًا موضوعيًا لتحسين الأداء خطوة بخطوة، هذا التصميم المصغّر، المحدّد الهدف، يسهّل الالتزام ويقلّل رهبة البداية، ويحوّل الإتقان إلى تجربة قابلة للقياس اليومي

“سورة” و”غريب”: المعنى حين يصير ملموسًا

الانتقال من التلاوة إلى الفهم يمرّ عبر “لغة” النص، وهنا تبرز جهود توضّح معاني الكلمات، تصريفاتها وقراءاتها، وتعرضها بواجهات مبسطة متعددة اللغات، هذا المنحى اللغوي يعيد للقارئ حساسية الكلمة القرآنية بوصفها بناءً دلاليًا وصوتيًا معًا، لا مجرد لفظ متوارث، ويعزّز ثقة المتعلم بالقراءة الواعية لا الآلية، حين تُبسّط المفاهيم وتُقرّب الدلالات، يصبح التذوق القرآني ممارسة يومية قابلة للاستمرار، لا قفزة معرفية متقطعة

“باحوث”: السؤال محرك الفهم

في خلفية كل رحلة فهم سؤالٌ ما: عن دلالة، عن موضع، عن تركيب، عن اختلاف قراءة؛ وهنا تأتي قيمة “باحوث” كباحث قرآني متقدم يتيح تتبع الآيات ومصادر التفسير والقراءات عبر واجهة بحث ذكي، حين يَسهل استدعاء الشواهد وتصفّح التفاسير ومواءمة القراءات، يتحول القارئ من متلقٍ إلى محقق صغير، يعبر من المعلومة إلى المنهج، هذه النقلة لا تصنعها القوائم وحدها، بل طريقة تنظيم النتائج وإتاحة المقارنة وإمكانية الحفظ والمراجعة عبر الزمن

بين التربية الرقمية وطمأنينة الهوية

ليس كل انفتاح رقمي مكسبًا إن افتقد رؤية تربوية تحمي اللغة وتُنمّي الذائقة وتصل بين التقليد والعصر، التطبيقات التي تمنح القارئ سلّمًا للصعود لا مصعدًا سريعًا، تحافظ على توازنٍ دقيق بين سهولة الاستخدام وعمق المحتوى، وبين التيسير والصرامة العلمي، في هذا التوازن تسكن الطمأنينة: أن تكون التقنية وسيلة لا بديلًا عن شيخ متقن، وأن تكون الشاشة مرآةً للتدبر لا ستارًا يحجب المعنى

كيف نبني عادة لا تنقطع؟

  • اختيار تطبيق واحد للقراءة اليومية مثل وحي، وتثبيت وقت قصير ثابت لا يُكسر ولو لخمس دقائق، مع تفعيل التحميل دون اتصال لقطع الأعذار

  • إقران التلاوة بفهم المعاني عبر “سورة” أو “غريب”، ولو بكلمة واحدة يوميًا، فالمداومة تغلب الكثرة المتقطعة

  • تخصيص جلسة أسبوعية قصيرة لـ”تعلم الفاتحة” لمراجعة الأداء الصوتي، فإتقان الأساس ينعكس على بقية السور تلقائيًا

  • تدوين الأسئلة وتمريرها عبر “باحوث” لبناء خريطة فهم شخصية، تحفظها العلامات المرجعية والملاحظات والمشاركة عند الحاجة

في المحصلة، لم تعد علاقتنا بالقرآن حبيسة رفّ في غرفة معزولة، بل سلوكًا يوميًا يتخلل المواصلات والاستراحة والدرس والأسرة، تُعينه تطبيقات مثل وحي للقرآن الكريم، تطبيق سورة، باحوث كباحث قرآني متقدم، تعلم الفاتحة، وتطبيقات “غريب” لمعاني الكلمات، من دون ضجيج دعائي أو زينة لفظية زائدة تلك هي الهِبة حين تُهذّبها الرؤية: تقنية تفتح الباب، وتربية تمسك بالمقبض، وقارئٌ يمشي بخطى ثابتة نحو نصّه المؤسِّس