العرب 24
أغسطس 23 2025 السبت
صفر 28 1447 هـ 10:23 صـ
انتهى من كتابة نصف المصحف .. جريدة العرب 24 تنفرد بأول حوار صحفي مع خطاط المصحف الشريف الدكتور حسن البكولي بين قدسية... أسعار الذهب في الإمارات اليوم الجمعة 22/8/2025 بالدرهم والدولار الأمريكي أسعار الذهب في الكويت اليوم الجمعة 22/8/2025 بالدينار والدولار الأمريكي أسعار الذهب في الأردن اليوم الجمعة 22/8/2025 بالدينار والدولار الأمريكي أسعار الذهب في المغرب اليوم الجمعة 22/8/2025 بالدرهم والدولار الأمريكي أسعار الذهب في الجزائر اليوم الجمعة 22/8/2025 بالدرهم والدولار الأمريكي أسعار الذهب في فلسطين اليوم الجمعة 22/8/2025 بالشيكل الإسرائيلي والدولار الأمريكي أسعار الذهب في سوريا اليوم الجمعة 22/8/2025 بالليرة والدولار الأمريكي أسعار الذهب في الصومال اليوم الجمعة 22/8/2025 بالشلن والدولار الأمريكي أسعار الذهب في قطر اليوم الجمعة 22/8/2025 بالريال القطري والدولار الأمريكي أسعار الذهب في اليمن اليوم الجمعة 22/8/2025 بالريال والدولار الأمريكي أسعار الذهب في السعودية اليوم الجمعة 22/8/2025 بالريال السعودي والدولار الأمريكي

ما هي الرسائل التي وجهها السنوار في لحظات استشهاده؟

السنوار رفقة هنية
السنوار رفقة هنية

يحيى السنوار شاهداً وشهيداً، لكن بدت صورته الأخيرة تجسيداً للنهايات حين تطابقت البدايات. مسجنٌ على أرضه بين ركام، كانت كأنها منبته، وهم حوله وقوف طارئ. لقد قاتل السنوار حتى الرمق الأخير فوق أرض غزة التي ما عرف غيرها، لا في نفق يستولي على المساعدات ولا يتمترس بأحد، كان وحده. وحين أصيب، قاتلت يده حتى رحل. أنا أقول بأنه أكبر هدية يمكن أن يقدمها العدو والاحتلال لي، هي أن يغتالني، وأن أقضي إلى الله سبحانه وتعالى شهيداً على يده.

أنا اليوم عمري 59 سنة، وحقيقة أفضل أن أستشهد بالـ F16 أو بالصواريخ، من أن أموت بالكورونا أو من جلطة أو بسكته أو بحادث طرق. مثل هؤلاء الذين يموتون، يغيب يحيى السنوار، أبو إبراهيم، في كنيته لولده الأكبر، الذي قيل إنه أنجبه مع أخ وأخت أخرى في فاصل عابر من متاع حياة قضاها بين المقاومة والاعتقال والاستشهاد. كان يمكن للرجل الستيني أن يكون جداً يتحضر للتقاعد عند بحر عسقلان، مسقط رأس العائلة، لو لم يقم الاحتلال ويهجّر مع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مخيم في خانيونس.

هناك وُلِد يحيى وكبر وتخرج من الجامعة، وظل تحرير فلسطين هما ماثلاً أمامه في الخيام. كان الاحتلال معضلته، وكان هو شاغل الاحتلال الذي يتغنى اليوم بتصفية حسابه معه. فماذا عن حساب شعب مع محتله؟ لكن ما دمنا نعرف أننا على الحق وأننا على الإسلام، وأننا نجاهد من رسالة وعقيدة وإيمان ووطن وشعب، لا يمكن أن نسلم.

والموت هو موت، الويس مات والشجاع مات، والمهمل مات، كله بدّه يموت. فلما الخوف؟ هذا الشيخ أحمد ياسين، الأب المؤسس لحركة المقاومة الإسلامية حماس، المولودة من رحم القهر والذل عام 87، لا يعبأ الشيخ في منتصف العمر بالموت كما في منتهى للعقل الإسرائيلي يمثل القضاء على قادة زلزالاً ونهاية في العقل المقاوم. الموت بداية لا فناء، تكرر ذلك توالياً في الحركة التي صارت مع الزمن أقوى حركة مقاومة مسلحة داخل فلسطين.

فبعد أسابيع من اغتيال الشيخ ياسين في ربيع 2004، ستقتل إسرائيل خلفه عبد العزيز الرنتيسي، صاحب المفاضلة الشهيرة بين السكتة القلبية والاباتشي، فليكن بالاباتشي. وقد كان قائمة طويلة من القادة والسياسيين في حماس، اغتالتهم إسرائيل، كان آخرهم قبل سنوار رئيس الحركة إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري، فضلاً عن قيادات عدة صنعت تاريخ الحركة عسكرياً مثل صلاح شحادة وغيره.

ويحيى آخر تحول أيقونة في التسعينات، اسمه يحيى عياش، مهندس العبوات والهجمات الفدائية. قتل الاحتلال يحيى السنوار بمحض صدفة جمعتهم في بناء في رفح، لتتعالى أصوات تهنئ إسرائيل بالإنجاز العظيم بعد عام من قتال مرير وإبادة لقطاع غزة. وتلاقت مع ذلك مواقف دولية ترى العالم أفضل بدون سنوار، هي ذاتها من لا ترى مشكلة في عالم فيه نتنياهو قاتل أكثر من 20 طفلاً وامرأة.

ويسود لديهم جميعاً أن نهاية قائد تجلب نهاية التابعين، بالرغم من تصادم ذلك بحقائق أن ما يجمع المقاومين قضية الأفراد فيها على تأثيرهم، يد تمسك الراية. بينما يرى بعض أن حماس اليوم قد لا تكون نفسها من قبل، وأن رحيل الرجل الذي فتح آفاقاً سُدت أمام القضية الفلسطينية المتجهة نحو التصفية، يستعصي على التعويض في ظل احتشاد إقليمي ودولي يدفع المقاومين نحو الجدار الأخير.

ليخيم بين الاستسلام أو الموت، للأيام أن تفصل في الجدل القديم حول حق القوة وقوة الحق. لكن سطور التاريخ تنبئ أنه لا أرض ضاعت وراءها مقاوم. وثمة ما يدرك في إسرائيل نفسها الحقيقة الأبدية التي أرسلها سنوار في مشهده الأخير. يتحدثون عن أسطورة ولدت أمام أعين ملايين المسلمين والعرب ممن شاهدوه صغاراً وكباراً يقاتل ويقتل ولا يرفع راية بيضاء. لقد ذهب السنوار وبقي الإرث والأثر، فمن بيده مسح ذلك من القلوب والعقول؟

موضوعات متعلقة