العرب 24
نوفمبر 28 2025 الجمعة
جمادى آخر 7 1447 هـ 11:42 مـ
جريدة العرب 24

ما هي الرسائل التي وجهها السنوار في لحظات استشهاده؟

السنوار رفقة هنية
السنوار رفقة هنية

يحيى السنوار شاهداً وشهيداً، لكن بدت صورته الأخيرة تجسيداً للنهايات حين تطابقت البدايات. مسجنٌ على أرضه بين ركام، كانت كأنها منبته، وهم حوله وقوف طارئ. لقد قاتل السنوار حتى الرمق الأخير فوق أرض غزة التي ما عرف غيرها، لا في نفق يستولي على المساعدات ولا يتمترس بأحد، كان وحده. وحين أصيب، قاتلت يده حتى رحل. أنا أقول بأنه أكبر هدية يمكن أن يقدمها العدو والاحتلال لي، هي أن يغتالني، وأن أقضي إلى الله سبحانه وتعالى شهيداً على يده.

أنا اليوم عمري 59 سنة، وحقيقة أفضل أن أستشهد بالـ F16 أو بالصواريخ، من أن أموت بالكورونا أو من جلطة أو بسكته أو بحادث طرق. مثل هؤلاء الذين يموتون، يغيب يحيى السنوار، أبو إبراهيم، في كنيته لولده الأكبر، الذي قيل إنه أنجبه مع أخ وأخت أخرى في فاصل عابر من متاع حياة قضاها بين المقاومة والاعتقال والاستشهاد. كان يمكن للرجل الستيني أن يكون جداً يتحضر للتقاعد عند بحر عسقلان، مسقط رأس العائلة، لو لم يقم الاحتلال ويهجّر مع مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى مخيم في خانيونس.

هناك وُلِد يحيى وكبر وتخرج من الجامعة، وظل تحرير فلسطين هما ماثلاً أمامه في الخيام. كان الاحتلال معضلته، وكان هو شاغل الاحتلال الذي يتغنى اليوم بتصفية حسابه معه. فماذا عن حساب شعب مع محتله؟ لكن ما دمنا نعرف أننا على الحق وأننا على الإسلام، وأننا نجاهد من رسالة وعقيدة وإيمان ووطن وشعب، لا يمكن أن نسلم.

والموت هو موت، الويس مات والشجاع مات، والمهمل مات، كله بدّه يموت. فلما الخوف؟ هذا الشيخ أحمد ياسين، الأب المؤسس لحركة المقاومة الإسلامية حماس، المولودة من رحم القهر والذل عام 87، لا يعبأ الشيخ في منتصف العمر بالموت كما في منتهى للعقل الإسرائيلي يمثل القضاء على قادة زلزالاً ونهاية في العقل المقاوم. الموت بداية لا فناء، تكرر ذلك توالياً في الحركة التي صارت مع الزمن أقوى حركة مقاومة مسلحة داخل فلسطين.

فبعد أسابيع من اغتيال الشيخ ياسين في ربيع 2004، ستقتل إسرائيل خلفه عبد العزيز الرنتيسي، صاحب المفاضلة الشهيرة بين السكتة القلبية والاباتشي، فليكن بالاباتشي. وقد كان قائمة طويلة من القادة والسياسيين في حماس، اغتالتهم إسرائيل، كان آخرهم قبل سنوار رئيس الحركة إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري، فضلاً عن قيادات عدة صنعت تاريخ الحركة عسكرياً مثل صلاح شحادة وغيره.

ويحيى آخر تحول أيقونة في التسعينات، اسمه يحيى عياش، مهندس العبوات والهجمات الفدائية. قتل الاحتلال يحيى السنوار بمحض صدفة جمعتهم في بناء في رفح، لتتعالى أصوات تهنئ إسرائيل بالإنجاز العظيم بعد عام من قتال مرير وإبادة لقطاع غزة. وتلاقت مع ذلك مواقف دولية ترى العالم أفضل بدون سنوار، هي ذاتها من لا ترى مشكلة في عالم فيه نتنياهو قاتل أكثر من 20 طفلاً وامرأة.

ويسود لديهم جميعاً أن نهاية قائد تجلب نهاية التابعين، بالرغم من تصادم ذلك بحقائق أن ما يجمع المقاومين قضية الأفراد فيها على تأثيرهم، يد تمسك الراية. بينما يرى بعض أن حماس اليوم قد لا تكون نفسها من قبل، وأن رحيل الرجل الذي فتح آفاقاً سُدت أمام القضية الفلسطينية المتجهة نحو التصفية، يستعصي على التعويض في ظل احتشاد إقليمي ودولي يدفع المقاومين نحو الجدار الأخير.

ليخيم بين الاستسلام أو الموت، للأيام أن تفصل في الجدل القديم حول حق القوة وقوة الحق. لكن سطور التاريخ تنبئ أنه لا أرض ضاعت وراءها مقاوم. وثمة ما يدرك في إسرائيل نفسها الحقيقة الأبدية التي أرسلها سنوار في مشهده الأخير. يتحدثون عن أسطورة ولدت أمام أعين ملايين المسلمين والعرب ممن شاهدوه صغاراً وكباراً يقاتل ويقتل ولا يرفع راية بيضاء. لقد ذهب السنوار وبقي الإرث والأثر، فمن بيده مسح ذلك من القلوب والعقول؟

موضوعات متعلقة

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى27 نوفمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.5969 47.6969
يورو 55.1457 55.2711
جنيه إسترلينى 62.9754 63.1173
فرنك سويسرى 59.0605 59.2066
100 ين يابانى 30.4522 30.5182
ريال سعودى 12.6874 12.7154
دينار كويتى 155.0336 155.4099
درهم اماراتى 12.9586 12.9872
اليوان الصينى 6.7194 6.7337

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6440 جنيه 6405 جنيه $135.70
سعر ذهب 22 5905 جنيه 5870 جنيه $124.39
سعر ذهب 21 5635 جنيه 5605 جنيه $118.73
سعر ذهب 18 4830 جنيه 4805 جنيه $101.77
سعر ذهب 14 3755 جنيه 3735 جنيه $79.16
سعر ذهب 12 3220 جنيه 3205 جنيه $67.85
سعر الأونصة 200305 جنيه 199240 جنيه $4220.66
الجنيه الذهب 45080 جنيه 44840 جنيه $949.88
الأونصة بالدولار 4220.66 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى