بالفيديو .. ما هي الغدة الدرقية وما أهميتها في جسم الإنسان وكيف يتم إزالتها؟
تعد الغدة الدرقية واحدة من أهم الغدد في جسم الإنسان بالرغم من صغر حجمها، إذ تلعب دورا مركزيا في تنظيم الطاقة وتعزيز وظائف الخلايا، مما يجعل تأثيرها ممتدا إلى معظم أنظمة الجسم. توجد الغدة الدرقية في مقدمة الرقبة مباشرة أمام القصبة الهوائية، بينما تعلوها الحنجرة، ويشبه شكلها الفراشة التي تمتد فصوصها إلى جانبي القصبة الهوائية. وعلى الرغم من حجمها المتواضع إلا أن تأثيرها كبير لأنها تفرز هرمونات تنظم عمل الخلايا وتساعد الجسم على إنتاج الطاقة اللازمة للحركة والنشاط طوال اليوم.
تفرز الغدة الدرقية هرمونات التي ثلاثة والتي أربعة، وهما المسؤولان عن تحديد كيفية استهلاك الخلايا للأكسجين والعناصر الغذائية، وهي العملية التي تعرف بعملية الحرق أو التمثيل الغذائي، إذ تساعد الخلايا في توليد الطاقة التي يستخدمها الجسم في الحركة وأداء الأنشطة اليومية. كما تساهم هذه الطاقة في توليد حرارة الجسم، وهي وظيفة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها، إذ يشعر الإنسان بالدفء بفضل حرارته الداخلية وليس بسبب الملابس الثقيلة التي تعمل فقط على حفظ الحرارة ومنع فقدانها بسرعة. ولو غابت الغدة الدرقية عن الجسم سيشعر الإنسان بالبرودة الشديدة حتى في أيام الصيف لأن مصدر الحرارة الأساسي سيتوقف عن العمل.
الحالات الطبية التي تستدعي استئصال الغدة الدرقية
يلجأ الأطباء إلى استئصال الغدة الدرقية في أربع حالات رئيسية إلى جانب حالات أخرى أقل شيوعا، ويعد سرطان الغدة الدرقية أبرز الأسباب التي تتطلب إزالة الغدة بالكامل للحفاظ على حياة المريض ومنع انتشار الورم. وتأتي الأورام الحميدة أو ما يعرف بالعقيدات كسبب ثان، وهي أورام ليست سرطانية لكنها قد تسبب مشكلات وظيفية أو جمالية تستدعي التدخل. أما السبب الثالث فهو تضخم الغدة الدرقية أو ما يعرف بالجويتر، وهو تضخم يضغط على القصبة الهوائية ويسبب صعوبة في التنفس وقد يزداد خطورة مع الوقت. أما السبب الرابع فهو فرط نشاط الغدة الدرقية أو ما يعرف بالهايبرثيرويد، وهي حالة تنتج فيها الغدة هرموناتها بكميات مفرطة تفوق احتياج الجسم مما يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة تتطلب أحيانا الإزالة الكاملة للغدة.
ولا تقتصر أسباب الاستئصال على هذه الحالات فقط، فهناك ظروف صحية مختلفة قد تفرض على الأطباء اللجوء إلى الجراحة لحماية المريض وتفادي تفاقم الأعراض. وفي كل الأحوال يخضع المريض لتقييم دقيق قبل اتخاذ القرار النهائي لضمان أن الاستئصال هو الخيار الصحيح.
كيفية إجراء عملية استئصال الغدة الدرقية
الجراحة التقليدية
تتم عملية استئصال الغدة الدرقية تحت التخدير الكلي لضمان راحة المريض وتسهيل العمل الجراحي. وفي حال الجراحة التقليدية يبدأ الجراح بعمل فتحة صغيرة أفقيا في مقدمة الرقبة للوصول مباشرة إلى الغدة، ثم يقوم بفتح الطبقات الخارجية بحرص شديد حتى يصل إلى فصي الغدة الدرقية. وبعد الوصول إليها يقوم بفصل الفصين لجعل الإزالة أكثر سهولة ثم يبدأ في قطع الأوعية الدموية التي تغذي الغدة بالدم، ويتم هذا القطع باستخدام الحرارة لتجنب حدوث أي نزيف أثناء العملية، وبعد إزالة أحد الفصوص يضعه الجراح في كيس جراحي معقم ويخرجه خارج الجسم ثم يعيد الخطوة نفسها مع الفص الآخر.
الجراحة بالمنظار
أما في حال إجراء العملية بالمنظار فيبدأ الجراح بعمل فتحة داخل الشفة السفلية للفم إضافة إلى فتحات صغيرة أخرى بجانبها لإدخال الأدوات الجراحية. ويحتوي المنظار على كاميرا وإضاءة تساعد الجراح على رؤية المناطق الداخلية بدقة عالية على الشاشة الخارجية، مما يسمح له بالتحرك بدقة والوصول إلى الغدة دون الحاجة لشق جراحي كبير. ويقوم الجراح بالخطوات ذاتها من فصل الفصين وقطع الأوعية الدموية ثم استخراج الغدة داخل كيس طبي معقم.
بعد الانتهاء من العملية يتم خياطة الفتحات بعناية سواء كانت داخل الشفة أو في الرقبة، وفي حالة الجراحة التقليدية يتم وضع درنقة لتصريف الدم والسوائل الزائدة من مكان العملية، وتبقى هذه الدرنقة لمدة ثمان وأربعين ساعة قبل إزالتها.
المضاعفات المحتملة بعد الاستئصال
من أشهر المضاعفات التي قد تحدث بعد العملية إصابة العصب المسؤول عن التحكم في الحنجرة لأنه يقع مباشرة خلف الغدة، وبمجرد تأثره قد يعاني المريض من بحة في الصوت أو صعوبة في الكلام وقد تدوم هذه المشكلة إن حدثت إصابة بالغة للعصب. كما توجد غدد صغيرة جدا خلف الغدة الدرقية تعرف بالغدد الجاردرقية أو الباراثيرويد، وهي أربع غدد صغيرة بحجم حبة العدس وتلعب دورا أساسيا في الحفاظ على مستوى الكالسيوم في الجسم. ونظرا لالتصاقها الشديد بالغدة قد يتم استئصالها بالخطأ أثناء الجراحة مما يستدعي تعويض الجسم بالكالسيوم لفترة طويلة.
فترة التعافي بعد العملية
يقضي المريض بعد العملية يوما أو يومين داخل المستشفى لمراقبة حالته والتأكد من عدم حدوث مضاعفات ثم يعود إلى منزله لمتابعة رحلة التعافي. ويصف الطبيب دواء الليفوثيروكسين وهو بديل هرموني يتناوله المريض مدى الحياة لتعويض غياب الغدة الدرقية إضافة إلى مكملات الكالسيوم لتعويض نقص الغدد الجاردرقية إن تمت إزالتها. وتبلغ تكلفة العملية في مصر بين ثلاثمائة وثمانمائة دولار بحسب المستشفى والطريقة المستخدمة في الجراحة.
الغدة الدرقية، استئصال الغدة الدرقية، جراحة الغدة الدرقية، المنظار الجراحي، هرمونات الغدة الدرقية، جراحة الرقبة، سرطان الغدة الدرقية، فرط نشاط الغدة الدرقية، الجويتر، الغدة الجاردرقية، الليفوثيروكسين،


