النوم الجيد أبرزها.. 6 نصائح طبية لعلاج زيادة الوزن وقصور الغدة الدرقية

يُعَدّ قصور الغدة الدرقية من الحالات الصحية التي تؤثر بشكل مباشر على عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى زيادة الوزن وصعوبة التخلص من الكيلوجرامات الزائدة حتى مع تلقي العلاج التعويضي المناسب للهرمونات؛ ويواجه العديد من المرضى تحديًا مضاعفًا، إذ لا يقتصر الأمر على بطء عملية التمثيل الغذائي فقط، بل يتداخل مع ذلك عوامل أخرى مثل التعب المزمن، انخفاض الطاقة، وتقلبات المزاج، ما يجعل رحلة فقدان الوزن أكثر تعقيدًا.
لماذا يزداد الوزن مع قصور الغدة الدرقية؟
تفرز الغدة الدرقية هرمونات تلعب دورًا أساسيًا في التحكم في الأيض وتنظيم مستوى الطاقة بالجسم. عند حدوث القصور، يقل إنتاج هذه الهرمونات، ما يبطئ عملية حرق السعرات ويؤدي إلى تراكم الدهون، كما أن قصور الغدة قد يسبب احتباس السوائل في الجسم، مما يزيد الوزن بشكل إضافي.
استراتيجيات فعّالة للتحكم في الوزن
وفقًا لموقع "هيلثي"، هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد مرضى قصور الغدة الدرقية في التغلب على زيادة الوزن:
1- اكتساب المعرفة أولًا
من الضروري أن يكون المريض على وعي كامل بآليات عمل الجسم وتأثير الهرمونات المختلفة مثل اللبتين والغريلين المسؤولة عن الشعور بالشبع والجوع، وكذلك علامات مقاومة الإنسولين، حيث إن هذه المعلومات تساعد على تصميم خطة غذائية مناسبة والتحكم في الوزن بشكل أفضل.
2- الترطيب الجيد ودوره في دعم الأيض
شرب كمية كافية من الماء أمر حيوي لزيادة كفاءة التمثيل الغذائي وتحفيز حرق الدهون. قلة الترطيب قد تؤدي إلى بطء الهضم وزيادة الشعور بالإرهاق، وهو ما يعوق محاولات فقدان الوزن.
3- ممارسة الرياضة بشكل منتظم ومكثف
مرضى قصور الغدة الدرقية قد يحتاجون إلى جهد بدني أكبر من المعتاد، بحيث يُنصح بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أو 75 دقيقة من النشاط المكثف أسبوعيًا. يفضل الجمع بين تمارين المقاومة لزيادة الكتلة العضلية ورفع معدل الأيض، والتمارين الهوائية مثل المشي السريع أو السباحة لتحفيز حرق الدهون.
4- النوم الكافي وجودته
قلة النوم ترفع من مستوى هرمونات الجوع وتزيد الرغبة في تناول السكريات والكربوهيدرات، ما يصعّب عملية التحكم في الوزن. يجب الحرص على الحصول على 7 – 9 ساعات من النوم العميق يوميًا لدعم فقدان الوزن وتعزيز التوازن الهرموني.
5- اختيار الأطعمة بحكمة
النظام الغذائي يلعب دورًا محوريًا؛ لذلك يُنصح بتقليل الكربوهيدرات المكررة والسكريات، وزيادة تناول الألياف من الخضروات والحبوب الكاملة لدعم الهضم وتقليل الشعور بالجوع. كما يُفضل الحصول على البروتينات الخالية من الدهون مثل السمك والدجاج لتعزيز الشبع والحفاظ على الكتلة العضلية.
6- تغيير نمط تناول الطعام
يجد بعض المرضى تحسنًا عند اتباع الصيام المتقطع، بينما يحقق آخرون نتائج أفضل عند تجنب الجلوتين، خاصة إذا كان لديهم تحسس منه. المهم هو اختيار نظام غذائي متوازن يناسب الجسم ويستجيب له المريض دون إجهاد أو حرمان قاسٍ.
الدعم الطبي والعلاجي
إلى جانب اتباع هذه الاستراتيجيات، يجب أن تتم عملية فقدان الوزن تحت إشراف طبي متخصص، إذ قد يتطلب الأمر تعديل جرعات العلاج الهرموني (ليفوثيروكسين) أو فحص مستويات الفيتامينات والمعادن الداعمة لوظيفة الغدة مثل اليود، السيلينيوم، والزنك.
كما أن بعض الحالات قد تستفيد من استشارة أخصائي تغذية علاجية لتصميم برنامج غذائي مخصص، يأخذ بعين الاعتبار متطلبات الجسم وحالته الصحية.
أثر فقدان الوزن على حياة مرضى قصور الغدة
النجاح في فقدان حتى 5 – 10% من وزن الجسم يمكن أن يحسّن من مستويات الطاقة، يخفف أعراض التعب، ويقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الوزن الصحي على تحسين المزاج وجودة الحياة، ويعزز الثقة بالنفس لدى المريض.
نصائح عملية لدعم الرحلة
-
تقسيم الوجبات إلى خمس أو ست وجبات صغيرة يوميًا بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة.
-
تجنب الأطعمة السريعة والمقلية والاعتماد على طرق الطهي الصحية مثل الشوي أو البخار.
-
ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل لتقليل هرمون الكورتيزول المرتبط بزيادة الوزن.
-
المتابعة الدورية مع الطبيب لمراجعة التحاليل وضبط العلاج.
-
الصبر والالتزام؛ لأن فقدان الوزن مع قصور الغدة يكون تدريجيًا وبطيئًا مقارنة بغيره.
الخلاصة
قصور الغدة الدرقية لا يعني الاستسلام لزيادة الوزن؛ بل يمكن التحكم فيه من خلال الالتزام بنظام غذائي صحي، ممارسة النشاط البدني، النوم الجيد، والدعم الطبي المستمر. ومع المعرفة الصحيحة والخطة المتوازنة، يمكن للمرضى الوصول إلى وزن صحي وتحسين جودة حياتهم بشكل ملحوظ.
قصور الغدة الدرقية، زيادة الوزن، فقدان الوزن مع خمول الغدة، علاج الغدة الدرقية، الصيام المتقطع، النظام الغذائي الصحي، فقدان الوزن التدريجي، تحسين الأيض، نصائح للتخسيس،