يوم السحرة وغضب إلهي: لماذا يخشي البشر ظاهرة القمر الدموي؟

مع اقتراب ظاهرة القمر الدموي العملاق التي ستزين السماء في 7 سبتمبر 2025 م، الموافق 15 ربيع الأول 1447 ه، يتجدد الجدل حول هذا الحدث الفلكي الفريد الذي رافقته منذ القدم أساطير وخرافات ومعتقدات شعبية متوارثة، حيث اعتبره البعض نذير شؤم، ورآه آخرون علامة إلهية تستدعي التوبة والصلوات، الخسوف الكلي المنتظر هو الثاني في عام 2022 بعد خسوف مايو الماضي، ويتزامن مع اكتمال البدر في مشهد يترقبه الملايين من عشاق الظواهر الكونية.
القمر الدموي: من الظاهرة العلمية إلى الأساطير القديمة
يحدث القمر الدموي عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، فيحجب ظلها الضوء المباشر عن القمر، ما يجعله يتحول تدريجيًا إلى اللون الأحمر الداكن الذي يشبه لون الدم؛ هذه الظاهرة أثارت على مر العصور رهبة الشعوب القديمة، حيث اعتقدت حضارات مثل بابل أن الخسوف مؤشر على نهاية حكم الملك وأن الشياطين تصيبه بلعنة قاتلة، أما شعوب الإنكا فقد عاشوا في رعب أثناء الخسوف وقرعوا الطبول لإبعاد الأرواح الشريرة.
طقوس غامضة ومعتقدات غريبة حول القمر الدموي
في بعض مناطق أفريقيا، كان يُنظر إلى الخسوف كغضب إلهي يستدعي تقديم القرابين، بينما ربطت قبيلة لويزينو في جنوب كاليفورنيا الظاهرة بمرض القمر، وأقاموا الصلوات لاسترداد عافيته، وفي جنوب القارة الأفريقية اعتُبر الخسوف وقتًا للتسامح وإظهار الحب، اعتقادًا بأن الشمس والقمر يتصارعان ويجب تهدئتهما بالمودة. أما في الهند، فكان الناس يتجنبون الطبخ والأكل والشرب خوفًا من فساد الطعام وعسر الهضم.
القمر الدموي وعلاقته بالحامل والخرافات الشعبية
الأساطير العربية القديمة ذهبت أبعد من ذلك، حيث كان يُعتقد أن المرأة الحامل إذا لمست بطنها أثناء الخسوف، فإن الجنين سيولد مشوهًا أو ملعونًا. كانت النساء يلجأن إلى غرف مغلقة، ويضعن آنية ماء على الأسطح لاستحمامها بعد الخسوف لطرد السحر، هذه المعتقدات وإن تراجعت، ما زالت موجودة لدى البعض حتى اليوم.
بين الدين والنبوءات: القمر الدموي في النصوص المقدسة
شهد التاريخ ظهور نبوءات تربط القمر الدموي بنهاية العالم. ففي عام 2014، قدّم جون هيغي ومارك بيلتز نظرية "نبوءة القمر الدموي"، التي زعمت أن حدوث أربعة خسوفات متعاقبة للقمر يشير إلى نهاية الأرض، مستشهدين بنصوص من الكتاب المقدس مثل: «الشمس ستتحول إلى ظلام والقمر إلى دم، قبل أن يأتي يوم الرب العظيم». هذه النبوءات زادت من رهبة هذه الظاهرة، وربطتها لدى بعض المؤمنين بعلامات الساعة.
خسوف القمر: هل هو خطر أم مجرد مشهد بديع؟
علميًا، يؤكد الفلكيون أن خسوف القمر ظاهرة طبيعية آمنة تمامًا لا تسبب أي ضرر للعين أو الصحة. يمكن مشاهدتها بالعين المجردة دون الحاجة لأي أدوات حماية، على عكس كسوف الشمس الذي قد يضر البصر. ولا يوجد دليل علمي على أن الخسوف يسبب أضرارًا للحامل أو يؤثر على الجنين، فكل ما يُشاع في هذا الصدد مجرد خرافات.
متى يحدث خسوف القمر القادم؟
الخسوف الكلي للقمر في 7 سبتمبر 2025 م، الموافق 15 ربيع الأول 1447، ومن المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة عدة خسوفات أخرى، إلا أن القمر الدموي العملاق يعد من الظواهر النادرة التي لا تتكرر كثيرًا بنفس الحدة والجمال.
الدروس المستفادة من القمر الدموي
تظل ظاهرة القمر الدموي مزيجًا بين العلم والأساطير، بين الجمال الطبيعي والرهبة التاريخية. ومع التقدم العلمي، أصبح بإمكاننا تفسير هذه الأحداث بدقة ورصدها مسبقًا، لكن الخرافات ما زالت تلقي بظلالها على وعي بعض الشعوب. لذا، فإن أفضل ما يمكن فعله هو الاستمتاع بهذا المشهد السماوي الفريد، ونشر الوعي حول حقيقته بعيدًا عن الأوهام والخزعبلات.
القمر الدموي، خسوف القمر 2025، القمر الدموي العملاق 7 سبتمبر، خسوف القمر الدموي، أساطير القمر الدموي، أضرار خسوف القمر، خسوف القمر للحامل، متى يحدث خسوف القمر في السعودية، علامات الساعة القمر الدموي، نبوءة القمر الدموي