جسر جوي صيني ومناورات النجم الساطع مع أمريكا
هل تستعد مصر للحرب .. ست طائرات صينية ضخمة تهبط في مصر: ماذا تحمل؟

مصر بين تحركات الشرق وصفقات الغرب .. شهدت الساحة العسكرية والسياسية المصرية خلال الأشهر الماضية سلسلة من التحركات اللافتة التي تداخلت فيها ملفات التعاون العسكري الصيني، المناورات الأمريكية، وضغوط الغاز الإسرائيلية. هذه التحركات أثارت تساؤلات واسعة حول الأهداف الحقيقية وراءها وتأثيراتها المحتملة على الأمن القومي المصري.
ست طائرات صينية ضخمة تهبط في مصر: ماذا تحمل؟
وفقًا لتقارير متعددة أبرزها من موقع Middle East Monitor بتاريخ 25 أبريل، ثم تقارير أحدث من موقع نزيف الشهر الجاري، تم رصد ما بين ست إلى ثماني طائرات نقل عسكرية صينية طراز Y-20 في الأجواء المصرية، اللافت أن هذه الطائرات، التي تصل حمولتها إلى 60 طنًا لكل طائرة، هبطت في قواعد بالصحراء الغربية وليس في المطارات المدنية المعتادة.
التقارير أشارت إلى أن هذه الشحنات قد تضم أنظمة دفاع جوي، رادارات متطورة، أو حتى صواريخ استراتيجية، مع تكهنات بوجود طائرات تزويد بالوقود (YY-20) مما يعزز قدرة الجيش المصري على تنفيذ عمليات بعيدة المدى.
مصر وأمريكا: النجم الساطع يعود بقوة
بالتوازي مع الحراك الصيني، أعلنت مصر والولايات المتحدة عن إطلاق مناورات "النجم الساطع 2025"، والتي تُعد الأضخم في الشرق الأوسط، بمشاركة 43 دولة وأكثر من 7,900 مقاتل، وتُجرى بين 28 أغسطس و10 سبتمبر 2025.
هذه المناورات التي تُعقد في الأعوام الفردية منذ 1980 تحمل رسائل متعددة:
-
تعزيز الشراكة العسكرية المصرية الأمريكية.
-
طمأنة إسرائيل باستمرار التحالفات الغربية.
-
موازنة النفوذ الصيني المتصاعد في شمال أفريقيا.
ضغوط الغاز الإسرائيلي: ورقة سياسية أم شريان اقتصادي؟
في ظل هذه التوترات، برز ملف اتفاق الغاز بين مصر وإسرائيل بقيمة 35 مليار دولار كعامل ضغط محتمل.
صحيفة العربي الجديد كشفت أن مصر تدرس إعادة النظر في الصفقة، خاصة مع تصاعد المخاوف من استخدام الغاز كورقة ابتزاز سياسي مقابل ملفات حساسة كـ"التهجير المحتمل" أو ترتيب الأوضاع في سيناء.
إسرائيل من جانبها ترى الغاز ورقة نفوذ اقتصادية، بينما تستفيد مصر منه في تشغيل صناعات حيوية مثل الأسمدة ومواد البناء، ما يجعل قرار الإلغاء أو التجميد معقدًا اقتصاديًا لكنه مطروح سياسيًا.
هل تلوح عملية عسكرية ضد إثيوبيا؟
ظهور طائرات تزويد الوقود الصينية وارتباطها بمقاتلات ميج 29 ورافال المصرية يعزز التكهنات بوجود خطة محتملة لعمليات عسكرية خارج الحدود، خاصة في ظل تعثر مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا.
تحليلات عسكرية أشارت إلى أن هذه القدرات تمنح مصر مدى عملياتي أطول وضغطًا تفاوضيًا أكبر.
غزة والتهجير: قلق مصري متصاعد
بالتوازي مع الأجندة العسكرية، تشهد المنطقة ضغوطًا متزايدة فيما يخص التهجير المحتمل للفلسطينيين نحو سيناء.
تقارير إسرائيلية مثل إسرائيل هيوم تحدثت عن "حالة حرب باردة" مع مصر، ودعت تل أبيب لاستغلال أوراق الضغط، وعلى رأسها الغاز، لتحقيق مكاسب استراتيجية.
خبراء حذروا من أن إدخال حتى 200 ألف لاجئ فلسطيني إلى مناطق مثل العريش قد يؤدي إلى:
-
انفلات أمني ونزاعات قبلية.
-
ضغط هائل على البنية التحتية والخدمات.
-
تحولات ديموغرافية خطيرة.
واشنطن بين الصمت والضغط الخفي
المشهد المعقد يتزامن مع تراجع الدور الأمريكي في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في غزة، وتصريحات مثيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي كشف أن عدد الرهائن الأحياء لدى حماس "أقل بكثير مما تعلنه تل أبيب".
الصمت الأمريكي اعتبرته نيويورك تايمز "أخطر من التصعيد العسكري نفسه"، لأنه يفتح المجال لإعادة تشكيل خريطة المنطقة دون اعتراض.
تحالفات متقاطعة ومصالح متشابكة
تجد مصر نفسها اليوم في مفترق طرق استراتيجي:
-
من جهة، شراكة عسكرية متنامية مع الصين تشمل نقل معدات ثقيلة وتكنولوجيا متقدمة.
-
ومن جهة أخرى، تحالف استراتيجي تاريخي مع الولايات المتحدة يتجدد عبر المناورات الكبرى وصفقات التسليح.
-
وبينهما، ضغوط إسرائيلية متصاعدة تستغل احتياجات الطاقة المصرية لإعادة صياغة معادلات الإقليم.
ما القادم؟
المؤشرات الحالية توحي بأن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة:
-
حسم ملف الغاز مع إسرائيل سيحدد مسار العلاقات الاقتصادية والسياسية.
-
استمرار الجسر الجوي الصيني قد يعيد رسم موازين القوى العسكرية في شمال أفريقيا.
-
نتائج مناورة النجم الساطع ستكشف طبيعة الشراكة المصرية الأمريكية في ظل الصراع الإقليمي.
-
ومصير التهجير الفلسطيني سيبقى الاختبار الأهم لمدى قدرة القاهرة على حماية حدودها ومصالحها القومية.
الجسر الجوي الصيني مصر، طائرات Y-20 الصينية، مناورات النجم الساطع 2025، اتفاق الغاز بين مصر وإسرائيل، تهجير الفلسطينيين سيناء، صفقات السلاح المصرية، التعاون العسكري الصيني المصري، الغاز الإسرائيلي مصر، مناورة Bright Star Egypt، أخبار الجيش المصري اليوم،