وداع مؤثر للدكتور أحمد عمر هاشم.. صوت الأزهر الذي نادى رسول الله من فراش المرض

رحل عن عالمنا فجر الثلاثاء، العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأحد أبرز الوجوه الدعوية والفكرية في العالم الإسلامي، تاركًا وراءه إرثًا علميًا وإنسانيًا كبيرًا امتد لعقود من الزمن في خدمة الإسلام واللغة العربية والدعوة إلى القيم الوسطية. وقد شُيعت جنازته ظهر أمس من الجامع الأزهر الشريف، في مشهد مهيب اختلط فيه الحزن بالخشوع، ودموع الوداع بدعوات الرحمة والمغفرة.
عزاء بالقاهرة وقرية بني عامر
أقامت الأسرة عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم مساء أمس الثلاثاء في الساحة الهاشمية بقرية بني عامر، مسقط رأسه، وسط حضور واسع من العلماء والمحبين وأبناء قريته الذين ودّعوه بالدعاء والدموع. كما أعلنت العائلة عن إقامة عزاء ثانٍ اليوم الأربعاء عقب صلاة المغرب، في قاعتي الروضة والكوثر بمسجد الشرطة في التجمع الخامس، لاستقبال المعزين من الشخصيات العامة والرموز الدينية والسياسية الذين حرصوا على تقديم واجب العزاء في هذا العالم الذي مثّل وجهًا مشرقًا للأزهر والعلم والدعوة المعتدلة.
مشهد إنساني مؤثر قبل الرحيل
وفي لحظة إنسانية نادرة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مؤثرًا للدكتور أحمد عمر هاشم وهو على فراش المرض، يناجي النبي محمد ﷺ بكلمات مؤثرة تفيض حبًا وخشوعًا وصدقًا في الإيمان. ظهر العالم الراحل بصوتٍ ضعيف وعيونٍ دامعة، يقول مناجيًا:
“اقرأ سلامي لسيدي رسول الله، وقل له خادم حديثك، خادم نعالك، أحمد عمر يقرئك السلام، ويدعوك ويرجوك أن تدعو له بالشفاء، والقبول، وحسن الخاتمة، وأن تنصر الأمة الإسلامية. وصلى الله على سيدنا محمد، وجزاك الله خير ما جزيت نبيًا عن أمته ورسولًا عن دعوته.”
الكلمات التي نطقها العالم الجليل أثارت موجة من التعاطف العميق عبر مواقع التواصل، إذ رأى فيها كثيرون وصية وداعٍ صادقة من رجل عاش عمره في حب الله ورسوله، وكرّس حياته لخدمة حديث النبي الكريم وتعليم الأجيال معاني الإخلاص والرحمة.
مسيرة علمية حافلة
وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في محافظة الشرقية، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، حيث شقّ طريقه العلمي حتى أصبح رئيسًا لجامعة الأزهر وعضوًا في مجمع البحوث الإسلامية، ثم عضوًا في هيئة كبار العلماء. وقد عُرف ببلاغته وفصاحته في الخطب والدروس الدينية، وبكتاباته التي جمعت بين قوة الحجة وسلاسة البيان.
كما شارك الراحل في العديد من المؤتمرات الإسلامية داخل مصر وخارجها، وساهم في نشر الفكر الأزهري الوسطي، الذي يوازن بين التمسك بالثوابت والانفتاح على معطيات العصر. وكان دائم الدعوة إلى الحوار ونبذ التطرف، مؤكدًا أن “الإسلام لا يُختزل في مظاهر، بل هو سلوك ورحمة وعدل.”
رحيل في صمت وترك بصمة خالدة
برحيله، فقد الأزهر الشريف صوتًا منيرًا في سماء العلم والدعوة، ورمزًا من رموز التنوير الديني الذين جمعوا بين الزهد في الدنيا والغيرة على الدين. وقد امتلأت وسائل الإعلام وصفحات التواصل بنعي الراحل، حيث كتب تلاميذه ومحبيه كلمات تعبّر عن حزنهم العميق وفخرهم بعطائه العلمي، داعين الله أن يتغمده برحمته الواسعة.
ورغم الفقد الكبير، سيبقى اسم الدكتور أحمد عمر هاشم خالدًا في ذاكرة الأزهر والعلم، رمزًا للعالم الذي عاش في خدمة كتاب الله وسنة نبيه، وغادر الدنيا تاركًا أثرًا لا يُمحى في القلوب والعقول.
وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم، جنازة أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، الأزهر الشريف، عزاء أحمد عمر هاشم، الساحة الهاشمية، مسجد الشرطة التجمع، العالم الأزهري، محبي أحمد عمر هاشم، مناجاة الرسول، الفيديو النادر، رموز الأزهر، العلماء الراحلين، سيرة أحمد عمر هاشم.