دراسة دولية تكشف: وصول الطفل الأول يطفئ شرارة الحب بين الزوجين تدريجيًا
كشفت دراسة دولية حديثة نُشرت في مجلة Human Nature بتاريخ 24 أكتوبر 2025 عن نتائج مثيرة للجدل، مفادها أن وصول الطفل الأول إلى الحياة الزوجية قد يؤدي إلى تراجع تدريجي في مشاعر الحب الرومانسي بين الشريكين، رغم ما يجلبه من فرح ومسؤولية مشتركة.
قاد الدراسة فريق بحثي دولي برئاسة الدكتورة أجنيسكا زيلزنيوفيتش من جامعة فروتسواف البولندية، وشارك فيها أكثر من 3100 متطوع من 25 دولة تمثل ثقافات متنوعة، من بينها أستراليا والهند ورومانيا والبرازيل وبلجيكا وفيتنام، وشكل المتزوجون نحو 82% من العينة، بينما بلغت نسبة المخطوبين 18%.
اعتمد الباحثون على مقياس ستيرنبرغ الثلاثي للحب، وهو أداة علمية تقيس ثلاثة مكونات أساسية للعلاقات الرومانسية الحميمية، الشغف، والالتزام، كما جمعوا بيانات تفصيلية عن عدد الأطفال والعمر والظروف المعيشية والمهنية للمشاركين.
وأظهرت النتائج أن عنصري الحميمية والشغف يتراجعان بوضوح بعد إنجاب الطفل الأول، في حين يظل الالتزام مستقرًا أو يتزايد لدى بعض الأزواج، مما يشير إلى أن الروابط العاطفية قد تضعف بينما تتعزز روابط المسؤولية والتعاون الأسري.
وأرجع الباحثون هذا التحول إلى عوامل متعددة أبرزها قلة النوم، والإرهاق الجسدي والنفسي، وضغوط التوازن بين العمل والحياة الأسرية، إضافة إلى التحديات المالية التي ترافق مرحلة الأبوة المبكرة، كما لُوحظ أن الثقافة المجتمعية تلعب دورًا جوهريًا، فالأزواج الذين يحظون بدعم عائلي ومجتمعي قوي يعانون تراجعًا أقل في مشاعر الحب مقارنة بمن يواجهون التجربة بمفردهم.
وتؤكد زيلزنيوفيتش أن "الحب لا يختفي بعد إنجاب الأطفال، بل يتحول في طبيعته، من شغف عاطفي إلى ارتباط أعمق قائم على الالتزام والرعاية المشتركة"، وتوصي الدراسة الأزواج بضرورة الاهتمام بالتواصل العاطفي وتجديد العلاقة لمواجهة تحديات الحياة الأسرية دون خسارة وهج الحب الأول.

