كاثلين فولبيغ: من ”أكثر نساء أستراليا كراهية” إلى براءة تاريخية بعد 20 عاماً من الظلم

بعد عقدين خلف القضبان، تعود كاثلين فولبيغ إلى الواجهة، ليس كـ"قاتلة أطفال" كما وصفتها الصحافة سابقًا، بل كرمز لأحد أكبر الأخطاء القضائية في تاريخ أستراليا؛ قضيتها صدمت الرأي العام وأثارت جدلاً عالميًا حول هشاشة العدالة عندما تُبنى على فرضيات لا أدلة دامغة.
إدانة اهتزت لها أستراليا
في عام 2003، أُدينت كاثلين فولبيغ بقتل أطفالها الأربعة الذين توفوا بين عامي 1989 و1999. الاتهامات حينها تحدثت عن خنقهم بدافع الغضب، واستندت المحاكم إلى شبهات وظروف غامضة، وسط حملة إعلامية شرسة وصفتها بأنها "أكثر نساء أستراليا كراهية".
العلم يكشف الحقيقة: أمراض وراثية نادرة
بعد سنوات من البحث، توصل العلماء إلى أن وفاة الأطفال كانت طبيعية ومرتبطة بأمراض وراثية نادرة، وليس بفعل جنائي. هذه النتائج غيّرت مجرى القضية وأجبرت السلطات على إعادة النظر في المحاكمة.
كاثلين تروي مأساتها داخل السجن
في شهاداتها بعد الإفراج عنها، وصفت فولبيغ قسوة السنوات العشرين خلف القضبان:
"ليالي السجن كانت جحيماً… صرخات وأنين مؤلم يملأ المكان بعد أن يزول مفعول الأدوية… لم أجد خلاصاً إلا حين منحني أحد الحراس سدادات للأذن".
وأضافت: "لم أكن أبداً تلك المرأة القاسية التي رسمتها وسائل الإعلام… بل أم فقدت أطفالها وظُلمت مرتين: مرة بفقدهم، ومرة بمحاكمتي".
الإفراج والعفو ثم البراءة
في يونيو 2023، صدر قرار بالعفو عنها، ثم ألغيت إداناتها نهائيًا في ديسمبر من العام نفسه. لكن فرحتها بالحرية جاءت متأخرة، فقد ضاع شبابها ووصمت عقودًا بأنها "قاتلة أطفال".
معركة جديدة: التعويض عن سنوات الظلم
اليوم، تتصدر فولبيغ عناوين الأخبار مجددًا، بعد أن عرضت عليها الحكومة الأسترالية تعويضًا قدره مليوني دولار، لكنها وصفته بأنه "إهانة"، مؤكدة أن براءتها تعني استعادة كرامتها وحقها الكامل، لا مجرد تعويض رمزي.
دروس قاسية من القضية
قضية كاثلين فولبيغ تُعد رسالة صارخة عن إمكانية وقوع العدالة في الخطأ، وعن الثمن الإنساني الفادح لذلك. هي ليست مجرد قصة عن القضاء، بل تحذير من تأثير الإعلام، وتذكير بأهمية العلم في كشف الحقيقة.
كاثلين فولبيغ، قضية كاثلين فولبيغ، براءة كاثلين فولبيغ، خطأ قضائي أستراليا، قاتلة الأطفال أستراليا، براءة بعد السجن، أخبار أستراليا اليوم، تعويض كاثلين فولبيغ، جرائم قتل الأطفال، القضاء الأسترالي.