”أسطول الصمود العالمي” يبحر لكسر حصار غزة: تحالف 44 دولة يتحدى الحصار الإسرائيلي

في خطوة إنسانية تحمل أبعادًا سياسية ورسالة تضامن عالمية، أكمل "أسطول الصمود العالمي" استعداداته الأخيرة للإبحار باتجاه غزة، في محاولة جريئة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أشهر طويلة، انطلق الأسطول اليوم الأحد من ميناء برشلونة الإسباني، على أن تتبعه قافلة أخرى من تونس في الرابع من سبتمبر/أيلول المقبل، في تحرك يضم عشرات السفن وآلاف الناشطين من مختلف القارات.
تحالف دولي يضم 44 دولة لدعم غزة
يضم الأسطول مجموعة واسعة من المنظمات والتحالفات، من بينها اتحاد أسطول الحرية، حركة غزة العالمية، قافلة الصمود، ومنظمة "صمود نوسانتارا" الماليزية، ووفقًا للقائمين على المبادرة، يشارك في الأسطول أكثر من آلاف الناشطين من 44 دولة، يجمعهم هدف واحد: إيصال رسالة رفض عالمية للحصار الإسرائيلي، ودعم سكان غزة الذين يعيشون في ظروف إنسانية متدهورة.
تصريحات المتحدث باسم الأسطول
قال المتحدث باسم "أسطول الصمود العالمي"، سيف أبو كشك، إن هذه المبادرة جاءت استجابة لصمت المجتمع الدولي إزاء المجازر والإبادة الجماعية في غزة. وأضاف: "نحن نعلم المخاطر التي قد تواجهنا في هذه الرحلة البحرية، ولكن لا يمكن مقارنة أي خطر محتمل مع ما يعانيه أهلنا في غزة يوميًا من حصار وتجويع وقصف متواصل".
وأشار أبو كشك إلى أن الأسطول وُلد ضمن مبادرات عالمية متعددة، هدفها كسر الحصار وفضح الجرائم التي تُرتكب في القطاع. وأبدى أسفه لما وصفه بـ "التقاعس الدولي"، قائلاً: "حكومات العالم تراقب المجازر دون أن تحرك ساكنًا، بينما الشعب الفلسطيني يُترك يواجه مصيره وحده".
امتداد لمحاولات تاريخية لكسر الحصار
لا يُعد هذا التحرك الأول من نوعه، إذ يستند إلى إرث طويل من المبادرات الشعبية العالمية. فقد انطلقت أولى هذه المحاولات في عام 2010 مع سفينة "مافي مرمرة" التركية، التي أثارت حينها ضجة واسعة بعد اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية، وتواصلت بعدها محاولات أسطول الحرية على مر السنوات، لتصل إلى موجات جديدة عام 2025 شملت سفن: الضمير، مادلين، وحنظلة. واليوم، يأتي "أسطول الصمود العالمي" كتحرك أوسع وأكثر تنظيمًا من ذي قبل.
تحديات ومخاطر في البحر
يعلم القائمون على المبادرة أن رحلتهم قد تواجه اعتراضات إسرائيلية مباشرة، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية اعتادت على منع مثل هذه القوافل سابقًا، ومع ذلك، يؤكد المشاركون أن الإرادة الإنسانية أقوى من أي تهديد عسكري. فكما يقول أبو كشك: "لن نكل حتى نصل إلى شواطئ غزة، فكل لحظة نتردد فيها تعني استمرار معاناة الأطفال والنساء والشيوخ تحت الحصار".
الوضع الإنساني في غزة: مأساة تتفاقم
منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل كافة المعابر المؤدية إلى القطاع، مانعة دخول المساعدات الإنسانية رغم تكدس الشاحنات على حدوده. أدى ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وارتفاع معدلات الجوع والمجاعة، ونقص حاد في الأدوية والإمدادات الطبية، ويهدف الأسطول إلى كسر هذا الطوق الخانق، ليس فقط عبر إيصال الدعم المباشر، بل أيضًا عبر إيصال رسالة سياسية للعالم بأن الصمت جريمة إضافية.
دعوة عالمية للمشاركة والدعم
دعت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة جميع الشعوب، والمنظمات الحقوقية، والهيئات الإنسانية إلى دعم الأسطول إعلاميًا وسياسيًا وشعبيًا. وأكدت أن نجاح هذه المبادرة يعتمد على حجم التضامن الدولي الذي يمكن حشده لمواجهة السياسات الإسرائيلية وإجبارها على رفع الحصار.
أسطول الصمود العالمي: ما الذي يميزه؟
يتميز هذا الأسطول بحجمه الكبير وتنوع المشاركين فيه، حيث يضم ناشطين، حقوقيين، إعلاميين، وبرلمانيين سابقين من دول مختلفة، كما يتميز بالتغطية الإعلامية الواسعة التي يسعى منظموه لتحقيقها لإبقاء الأنظار مركزة على مأساة غزة، خاصة في ظل محاولات التعتيم الإعلامي التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الماضية.
البعد السياسي للتحرك
لا يقتصر دور الأسطول على الجانب الإنساني فحسب، بل يكتسب بعدًا سياسيًا واضحًا، إذ يمثل تحديًا مباشرًا للسياسات الإسرائيلية، ورسالة ضاغطة على المجتمع الدولي لاتخاذ موقف جاد إزاء الإبادة الجماعية المستمرة، والحصار المفروض على الفلسطينيين.
هل ينجح الأسطول في مهمته؟
يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن "أسطول الصمود العالمي" من كسر الحصار بالفعل؟ أم سيلقى نفس مصير المحاولات السابقة التي واجهت اعتراضًا عسكريًا إسرائيليًا؟ المؤكد أن هذه المبادرة ستعيد قضية غزة إلى الواجهة، وستسلط الضوء على معاناة المدنيين، حتى لو لم تصل السفن إلى وجهتها النهائية.
رسالة إلى العالم
في نهاية المطاف، يحمل الأسطول رسالة إنسانية للعالم: "غزة ليست وحدها". فكل ناشط وكل سفينة تمثل صوتًا ضد الظلم، وخطوة نحو حرية طال انتظارها، وقد تكون هذه المبادرة بداية لموجة جديدة من التحركات العالمية التي تضع حدًا للحصار المستمر منذ سنوات.
أسطول الصمود العالمي، كسر حصار غزة، أسطول الحرية 2025، أسطول الصمود برشلونة، قافلة الصمود إلى غزة، مافي مرمرة، الحصار الإسرائيلي غزة، التضامن مع فلسطين، سفن كسر الحصار، المجاعة في غزة، معبر غزة المغلق، أسطول غزة سبتمبر 2025، كسر الحصار الإسرائيلي، أسطول غزة الإنساني