مصر تتجه لتدريس اللغة الهيروغليفية بالمراحل التعليمية.. التفاصيل الكاملة
خلال الساعات الماضية، تداولت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي، تزعم إضافة مادة اللغة الهيروغليفية إلى المناهج الدراسية اعتبارًا من العام الدراسي المقبل، بالتزامن مع احتفالات المصريين بافتتاح المتحف الكبير، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بين أولياء الأمور والطلاب.
وتبين أن البداية، كانت بطلب قدمه عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، والذي دعا خلاله إلى تدريس اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية في مراحل التعليم، بهدف تعريف الطلاب بتاريخهم وحضارتهم العريقة.
وصباح اليوم، وبعد أن انتشار أخبار تشير إلى تدريس اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية في مراحل التعليم لطلاب الثانوية، نفى شاي زلطة المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم تلك الأخبار، مؤكدًا على أنه لا أساس لها من الصحة.
وبالرجوع لمصادر بوزارة التربية والتعليم، عن إمكانية إضافة اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية، ودراسة إضافتها، أكد على أنه حتى الآن لم يتم طرح الفكرة رسميًا للنقاش أو الدراسة داخل الوزارة، مشيرة إلى أن ما يتم تداوله بشأن إقرار المادة أو إضافتها للمناهج عارٍ تمامًا من الصحة.
وشددت المصادر على أن أي تعديل أو إضافة للمناهج لا يتم إلا بعد دراسة تربوية وموافقة من الجهات المختصة، مؤكدة أن الوزارة تركز حاليًا على تطوير المناهج القائمة وفقًا لمعايير التعليم الجديدة.
من صفحات الكتاب إلى أرض الواقع.. الطلاب يشاهدون افتتاح المتحف المصري الكبير ويدرسونه في المناهج
على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، حيث تتقاطع أنفاس التاريخ مع نسمات الحاضر، يقف المتحف المصري الكبير كأنه سفينة ضخمة تبحر من ماضي الأجداد إلى آفاق المستقبل، بين جدرانه تشع روح مصر القديمة، وفي أركانه تسكن حكايات الفراعنة التي لم تزل تنبض بالحياة، وفيما تستعد مصر لافتتاح هذا الصرح العالمي يوم السبت المقبل، وتتجه أنظار العالم إلى الجيزة، حيث تُفتَح أبواب أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في التاريخ، أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تحكي قصة الإنسان المصري منذ فجر التاريخ، تتصدرها المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون، لتقف شاهدة على عبقرية المصري القديم وعظمة حضارته، كانت وزارة التربية والتعليم حاضرة في الحدث قبل بدايته من خلال تناوله في المناهج الدراسية.
فلم يكن المتحف في مناهج الدراسة مجرد مكان لعرض الآثار، بل هو مشروع وطني ومعرفي يجسّد رؤية مصر الحديثة في أن الثقافة استثمارٌ لا يقل أهمية عن أي مشروع اقتصادي، وهو ما استعرضه منهج اللغة العربية لطلاب الصف الأول الإعدادي، وتحديدًا في نص الاستماع وهو الدرس الأول من الوحدة الثانية، والذي يشير إلى أن تصميم المتحف المعماري المهيب على شكل مثلثات، يرمز إلى الأهرامات الخالدة، كأن مصر تقول للعالم: ها نحن نمدّ جذورنا في الأرض، وعيوننا نحو السماء.
غلاف كتاب اللغة العربية لطلاب الصف الأول الإعدادي
لكن أجمل ما في القصة ليس الحجر ولا التمثال، بل الإنسان، حيث يؤكد المنهج على أن ذلك الجيل الجديد من طلاب المدارس، الذين يدرسون في كتاب اللغة سيتعرفون من خلال درس المتحف على أن ما بين دفتي الكتاب ليس مجرد نصٍ أدبي، بل حقيقة نابضة على أرض وطنهم.
تاريخنا أساس مستقبلنا.. المتحف في المناهج
وعن فلسفة تناول المتحف، يقول أحد واضعي الكتاب، إنه خلال أيام قليلة، سيشاهد الطلاب الدرس على أرض الواقع، والصفحة التي قرأوها ستتحول إلى زيارةٍ حقيقية يمكنهم أن يعيشوها، يرون فيها تمثال رمسيس الثاني واقفًا على الدرج العظيم، وكأنه يدعوهم للصعود إلى مجد أجدادهم، مشيرًا إلى أنها لحظة فخر، حين يمتد جسر بين المدرسة والمتحف، وبين الدرس والواقع.
درس الاستماع عن المتحف المصري الكبير
وأكد على ضرورة أن يكون الطلاب لا يتعلمون التاريخ فحسب، بل يرونه ويتنفسونه، ويعرفون أن الحضارة ليست ماضيًا يُروى، بل قصة تُستكمل بأيدي مخلصة، مؤكدًا أن هناك جملة جاءت في النص تشير إلى أنه في كل قاعة من قاعات المتحف، وكل قطعة أثرية تلمع تحت الضوء، هناك رسالة تقول: من مجدنا نصنع مستقبلنا.
وأشار إلى إن هذا النص، تجسيد حيّ لمعنى التعليم الوطني، حيث تتلاقى الكلمة في الكتاب مع الحقيقة في الحياة، ليكتشف النشء أن الوطن ليس فكرة بعيدة، بل واقعًا يشاركهم الحلم والعمل.













