فشل الضغوط الإسرائيلية على مصر
مئات الدبابات والصواريخ الباليستية في سيناء .. الجيش المصري ينشر قوات ضخمة على حدود إسرائيل

شهدت العلاقات المصرية الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة توترات متزايدة على خلفية الانتشار العسكري المصري المكثف في شبه جزيرة سيناء؛ فقد ارتفع عدد القوات المصرية المنتشرة هناك إلى نحو 40 ألف جندي مزودين بمدرعات ودبابات قتالية، ما أثار استياء تل أبيب التي حاولت عبر قنوات سياسية ودبلوماسية واقتصادية الضغط على القاهرة لتقليص وجودها العسكري، لكنها فشلت في ذلك.
الرواية الإسرائيلية: "تنسيق أمني" أم ضغوط سياسية؟
نقلت هيئة البث الإسرائيلية تصريحات للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال فيها إن الانتشار المصري يتم بالتنسيق مع إسرائيل، بزعم أن الهدف هو منع تدفق اللاجئين مع اتساع القتال في غزة؛ غير أن هذه الرواية تتناقض مع الانتقادات الإسرائيلية المستمرة، وتصريحات مسؤولين يؤكدون أنهم يسعون لدى الإدارة الأمريكية للضغط على القاهرة.
الحقيقة على الأرض: سيادة مصرية وتجاوزات إسرائيلية
تؤكد المعطيات أن مصر تمارس حقها السيادي الكامل في نشر قواتها حتى آخر نقطة حدودية، خاصة بعد تكرار إسرائيل لانتهاكات اتفاقية السلام كامب ديفيد من خلال:
-
السيطرة على محور فيلادلفيا.
-
نشر معدات عسكرية ثقيلة قرب الحدود.
-
تنفيذ عمليات عسكرية تهدد أمن سيناء.
هذه التجاوزات دفعت القاهرة إلى تعزيز وجودها العسكري، في رسالة واضحة بأن السيادة المصرية غير قابلة للمساومة.
لماذا الانتشار المكثف الآن؟
يتساءل مراقبون: هل يتعلق الأمر فقط بملف اللاجئين؟
المنطق يقول إن مواجهة تسلل اللاجئين مهمة الشرطة وحرس الحدود، لا القوات الخاصة والدبابات.
ما يجري في سيناء يعكس استعدادًا قتالياً لمواجهة تهديدات عسكرية محتملة، في ظل بيئة إقليمية متوترة تشمل:
-
الصراع المتصاعد في غزة.
-
التوتر مع إسرائيل حول ملفات استراتيجية.
-
التحركات الإيرانية والتركية في المنطقة.
محاولات الضغط تفشل في واشنطن وأوروبا
فشلت تل أبيب في إقناع الإدارة الأمريكية بتقليص الوجود العسكري المصري في سيناء.
بل على العكس، تستضيف مصر تدريبات "النجم الساطع" العسكرية بمشاركة 43 دولة من أغسطس حتى ديسمبر المقبل، ما يؤكد متانة العلاقات العسكرية المصرية–الأمريكية رغم الاعتراضات الإسرائيلية.
مصر تعزز مكانتها الإقليمية
زيارة الرئيس المصري الأخيرة للسعودية، واستضافة الشيخ محمد بن زايد لعدة أيام، تؤكد أن القاهرة ما زالت محور الاستقرار العربي والخليجي.
كما تبرز التطورات أن محاولات عزل مصر إقليميًا باءت بالفشل، وأنها ما تزال الثقل السياسي والعسكري الأبرز في المنطقة.
الجيش المصري: قوة رادعة لفرض السلام
تاريخيًا، تدرك القاهرة أن السلام مع إسرائيل لا يتحقق إلا بامتلاك قوة ردع حقيقية.
منذ حرب أكتوبر 1973 وحتى اليوم، تسعى مصر للحفاظ على توازن الردع عبر تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، ما يفسر انتشارها العسكري المكثف في سيناء.
سيناء تتحول إلى جبهة سيادية مصرية
لم يعد الوجود العسكري المصري في سيناء ملفًا تفاوضيًا، بل أصبح واقعًا معترفًا به حتى من الجانب الإسرائيلي، الذي فقد أوراق الضغط الفاعلة.
وفي الوقت نفسه، تحافظ القاهرة على التزاماتها القانونية، لكنها تؤكد حقها في تأمين حدودها الوطنية ضد أي تهديدات.
أبعاد إقليمية ودروس مستفادة
-
إسرائيل تدرك اليوم حدود قوتها أمام الجيش المصري، أحد أكبر الجيوش في الشرق الأوسط.
-
التوازن الإقليمي يمر عبر القاهرة، وأي محاولة لتجاوزه محكوم عليها بالفشل.
-
الدول العربية والخليجية تزيد من تنسيقها مع مصر كضامن أول للاستقرار الإقليمي.
معادلة جديدة بين القاهرة وتل أبيب
فشلت إسرائيل سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا في تقليص النفوذ المصري في سيناء، وأصبحت المنطقة جبهة سيادة وطنية مكتملة.
الرسالة المصرية واضحة: لا مساس بالأمن القومي، ولا تراجع عن الانتشار العسكري، ولا مساومة على السيادة الوطنية.
الجيش المصري، الانتشار العسكري في سيناء، إسرائيل ومصر، اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، محور فيلادلفيا، تدريبات النجم الساطع، قوة الجيش المصري، الصراع في غزة وسيناء، العلاقات المصرية الإسرائيلية، السيادة المصرية في سيناء