العرب 24
جريدة العرب 24

10 معلومات جديدة عن أبو عبيدة لسان القسام الذي ارتقى شهيدًا

أبو عبيدة
رحيم أحمد العلامي -
في مسيرة امتدت لأكثر من عقدين، تحوّل “أبو عبيدة” من ناطق عسكري ملثم إلى أحد أكثر الوجوه الإعلامية حضورًا في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قبل أن تعلن حركة حماس رسميًا، في أغسطس 2025، اغتياله خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت غرب مدينة غزة، لتُسدل الستار على شخصية لعبت دورًا محوريًا في الخطاب العسكري والإعلامي للحركة.

الظهور الأول وبناء الصورة الإعلامية

ظهر “أبو عبيدة” للمرة الأولى عام 2002، بوجه ملثم وصوت حازم، مرتديًا الزي العسكري، ناطقًا باسم “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس. ومنذ ذلك الحين، ارتبط اسمه بالبيانات العسكرية المصورة، التي اتسمت بلغة حادة ورسائل مباشرة لإسرائيل، ما منحه حضورًا لافتًا في المشهد الإعلامي الفلسطيني.

وظل اسمه الحقيقي مجهولًا لسنوات طويلة، إلى أن كشفت حماس لاحقًا أن “أبو عبيدة” هو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، المولود في 11 فبراير 1985 بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، والمنحدر من عائلة تعود أصولها إلى مدينة المجدل في عسقلان.

من العمل الطلابي إلى القسام

ارتبط حذيفة الكحلوت بحركة حماس منذ مرحلة الدراسة الثانوية، حيث كان عضوًا في “الكتلة الإسلامية”، قبل انضمامه إلى كتائب القسام في جباليا. ومع مرور الوقت، تدرج داخل الجهاز العسكري حتى أصبح ناطقًا رسميًا باسمه في سن مبكرة نسبيًا.

وحصل “أبو عبيدة” على درجة الماجستير في أصول الدين من الجامعة الإسلامية في غزة، بينما وصفه قياديون في الحركة بأنه يجمع بين الصرامة العسكرية وروح الدعابة، وهي سمة انعكست أحيانًا في خطابه الإعلامي.

محطة شاليط وبروز الدور الإقليمي

يُعد إعلان “أبو عبيدة” عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006 إحدى أبرز محطات مسيرته. تلك العملية مهّدت لاحقًا لصفقة تبادل الأسرى عام 2011، التي أُفرج بموجبها عن أكثر من ألف أسير فلسطيني، من بينهم قادة بارزون في حماس.

ما بعد 7 أكتوبر والحرب على غزة

بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، تصاعد الحضور الإعلامي لـ“أبو عبيدة” بشكل غير مسبوق. وأصبح، وفق مصادر داخل حماس، أكثر من مجرد ناطق عسكري، إذ دخل دائرة صنع القرار في المجلس العسكري، وكان قريبًا من محمد الضيف وعدد من القادة الذين اغتالتهم إسرائيل لاحقًا.

الاغتيال وإعلان الرحيل

في 30 أغسطس 2025، اغتالت إسرائيل “أبو عبيدة” في غارة استهدفت مبنى بحي الرمال غرب غزة. ورغم الصمت الأولي من حماس، أعلنت الحركة لاحقًا استشهاده ضمن بيان نعت فيه خمسة من كبار قادة القسام، مؤكدة التزامها بمنهجية تنظيمية في الإعلان عن خسائرها القيادية، وتعيين بدائل وفق لوائح داخلية.

يا من هجوتَ أبا عبيدةَ قائلا

(مات الجميع وأنت حيٌّ تخطبُ)

ها قد قضى مستشهدا بدمائهِ

وبقيتَ أنت كقرد غابٍ يلعبُ

فاعلم لحاك الله أنّك بُوقُهم

ولتُبدَلَنَّ كـــما يُبدَّلُ جَوربُ

منذ أول مرة سمعت فيها صوت أبو عبيدة، وهو يخرج كل حرف من مخرجه، ويضبط العربية ضبط سيبويه، ويطرب بالحروف كما كان الخليل بن أحمد، شعرت أني أمام صوت ليس رجلًا عاديًا، بل أمام صوت وليد العلم، خرج من رحم العلماء، درس المتون وحاز الفنون، حتى أصبح الصوت نفسه مدرسة تُدرّس.

وفي النطق واللغة والبلاغة علّامة لا يخطئها السامع

ومع انكشاف هويته، اتضحت عظمة مقامه، فإني أمام أبو إبراهيم الملثم، من أهل العلم الراسخين، حيث وُلد عام 1984 في السعودية، ثم ارتحل إلى غزة ليلتحق بركب العلماء، وتخرج في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية – قسم العقيدة، وقدم رسالة الماجستير سنة 2013 بعنوان: "الأرض المقدسة بين اليهودية والنصرانية والإسلام"، بحث امتد نحو 650 صفحة، لم يقتصر على المقارنة العقدية بين الأديان، بل تناول الاستراتيجيات والخطط التي تسعى للسيطرة على الأرض المقدسة ونزعها، فكانت الأرض محور حياته العلمية منذ صغره، ومنطلق عمله وجهده.

ما يذهل العقول حقاً أنه سبق سبقا بعيداً في فهم العقيدة، وفهمها بفكر ناضج وعمل جاد

الاثنين التاسع من شهر رجب عام 1447هــ

أبو عبيدة-حذيفة الكحلوت-المتحدث العسكري لحماس-كتائب القسام-اغتيال أبو عبيدة-الحرب على غزة-حماس-محمد الضيف-قادة القسام-الصراع الفلسطيني الإسرائيلي-