العرب 24
جريدة العرب 24

روبيو يدعو لضبط النفس في اليمن وسط غارات سعودية ورفض المجلس الانتقالي الانسحاب من حضرموت والمهرة

حرب اليمن
دعاء مكرم عبد اللطيف -

في لحظة إقليمية شديدة الحساسية، عاد اليمن إلى واجهة المشهد السياسي والعسكري، مع تصاعد التوتر في محافظتي حضرموت والمهرة، عقب غارات جوية نُسبت إلى سلاح الجو السعودي، استهدفت مواقع لقوات موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي. تطورات متسارعة دفعت أطرافًا دولية وإقليمية إلى التحذير من الانزلاق نحو تصعيد أوسع، في بلد أنهكته سنوات طويلة من الصراع والانقسام.

دعوة أمريكية للتهدئة دون انحياز

في هذا السياق، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى “ضبط النفس” مع تصاعد الأعمال القتالية في اليمن، مؤكدًا أهمية مواصلة الجهود الدبلوماسية للوصول إلى حل دائم. وتجنّب روبيو الانحياز لأي طرف، مشيدًا في الوقت ذاته بالدور الدبلوماسي لكل من السعودية والإمارات، باعتبارهما شريكين رئيسيين لواشنطن في الملف اليمني.

غارات سعودية ورسائل سياسية

وجاءت الدعوة الأمريكية بعد يوم واحد فقط من مطالبة الرياض المجلس الانتقالي الجنوبي بسحب قواته “بشكل عاجل” من محافظتي حضرموت والمهرة. وبحسب بيانات المجلس، فقد نفذت الطائرات السعودية عدة غارات جوية استهدفت مواقع لقوات النخبة الحضرمية، لاسيما في وادي نحب، وهو ما اعتبره المجلس تصعيدًا لا يخدم مسار التفاهمات.

المجلس الانتقالي يتمسك بمواقعه

رفض المجلس الانتقالي الجنوبي الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها مؤخرًا، مؤكدًا استمراره في “تأمين حضرموت والمهرة”. وقال في بيان رسمي إن الغارات الجوية “لن تثني شعب الجنوب عن المضي نحو استعادة حقوقه”، مع إبداء انفتاحه على أي ترتيبات تضمن الأمن ومنع عودة التهديدات.

موقف سعودي وتحذير من التحركات الأحادية

من جهتها، شددت السعودية على أن تحركات المجلس الانتقالي تمت دون تنسيق مسبق، وأدت إلى تصعيد غير مبرر أضر بمصالح الشعب اليمني وجهود التحالف. وأكدت الرياض استمرار مساعيها لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، والدفع نحو حل سياسي شامل يعالج القضية الجنوبية عبر الحوار.

دعم خليجي ومصري لمسار التهدئة

إقليميًا، رحبت الإمارات بالجهود السعودية لدعم الأمن والاستقرار في اليمن، فيما أعلنت كل من قطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان دعمها لأي مساعٍ تهدف إلى خفض التصعيد. كما جددت مصر تمسكها بوحدة اليمن وسيادته، محذرة من تداعيات أي خطوات تهدد استقرار البلاد أو حرية الملاحة في البحر الأحمر.

بين دعوات التهدئة والتحركات العسكرية، يقف اليمن مجددًا عند مفترق طرق، حيث تبدو الحاجة ملحّة لإعلاء لغة السياسة على صوت السلاح، تجنبًا لمزيد من التعقيد في أزمة إنسانية وسياسية تُعد من الأكثر تعقيدًا في المنطقة.

اليمن، المجلس الانتقالي الجنوبي، حضرموت، المهرة، الغارات السعودية، ماركو روبيو، ضبط النفس في اليمن، الصراع في جنوب اليمن، الموقف الأمريكي من اليمن، السعودية والإمارات في اليمن، وحدة اليمن، الأزمة اليمنية