العرب 24
جريدة العرب 24

غارات السعودية على جنوب اليمن تثير الجدل.. هل هي رسالة تحذير للمجلس الانتقالي؟

طائرة حربية سعودية
دعاء مكرم عبد اللطيف -

أعادت أنباء الغارات الجوية المنسوبة إلى السعودية على مواقع تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، الجدل مجددًا حول مستقبل التوازنات العسكرية والسياسية في جنوب اليمن، خاصة في ظل تصاعد نفوذ القوى الانفصالية وتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى صراع جديد يعمّق الأزمة اليمنية المعقدة.

اتهامات مباشرة دون تعليق رسمي

اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات، المملكة العربية السعودية بشن غارات جوية استهدفت قواته في حضرموت، وذلك بعد أيام من مطالبة الرياض بسحب تلك القوات من مناطق سيطرت عليها مؤخرًا. وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي سعودي يؤكد أو ينفي هذه الاتهامات، ما فتح الباب واسعًا أمام التكهنات حول طبيعة الرسائل السياسية والعسكرية التي تحملها هذه التطورات.

وبثت قناة “عدن المستقلة” التابعة للمجلس الانتقالي لقطات مصورة قالت إنها توثق لحظة القصف، حيث ظهر في أحد المقاطع صوت شخص يتهم الطائرات السعودية بتنفيذ الضربة، دون وجود تأكيد مستقل لمصدر هذه الغارات.

اشتباكات دامية في حضرموت

بالتزامن مع هذه الاتهامات، أفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات المجلس الانتقالي إثر اشتباكات عنيفة مع قوات حلف قبائل حضرموت المناوئة له، في منطقة عيص خرد بهضبة حضرموت التابعة لمديرية الشحر. وتكتسب هذه المنطقة أهمية استراتيجية بالغة، لاحتوائها على حقول نفطية تتبع شركة “بترومسيلة” الحكومية، ما يضفي بعدًا اقتصاديًا خطيرًا على الصراع الدائر.

تمدد الانتقالي يفاقم المخاوف

شهد مطلع ديسمبر تصعيدًا لافتًا من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعلن سيطرته على مساحات واسعة مما كان يُعرف بدولة اليمن الجنوبي سابقًا بين عامي 1967 و1990. وبرر المجلس تحركاته بالسعي إلى طرد جماعات إسلامية ووقف عمليات تهريب قال إنها تصب في مصلحة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

غير أن هذا التمدد أثار مخاوف متزايدة من اندلاع صدامات مع فصائل حكومية أخرى، إضافة إلى مخاوف إقليمية ودولية من أن تكون هذه التحركات تمهيدًا لمشروع انفصالي يعيد اليمن إلى مربع الانقسام.

رسائل إقليمية متزامنة

في هذا السياق، جددت مصر دعمها لوحدة اليمن وسلامة أراضيه، في موقف يعكس قلقًا عربيًا من تصاعد النزعات الانفصالية. كما صدرت إشارات إماراتية تشيد بجهود السعودية في دعم أمن واستقرار اليمن، ما يعكس تشابكًا معقدًا في المواقف داخل التحالف الداعم للشرعية.

مشهد مفتوح على التصعيد

تبقى التطورات الأخيرة في حضرموت مؤشرًا على مرحلة دقيقة تمر بها الساحة اليمنية، حيث تتداخل الحسابات العسكرية مع الرسائل السياسية، في وقت يظل فيه مستقبل الجنوب اليمني مفتوحًا على كل السيناريوهات، ما لم يتم احتواء التوتر عبر مسار سياسي واضح يعيد ترتيب الأولويات ويجنب البلاد جولة جديدة من الصراع.

غارات السعودية على اليمن، المجلس الانتقالي الجنوبي، حضرموت، جنوب اليمن، انفصال جنوب اليمن، التحالف العربي، السعودية واليمن، الصراع في حضرموت، وحدة اليمن، أخبار اليمن السياسية،