العرب 24
جريدة العرب 24

بلغ نقابة المأذونين حل قيام المأذون بزيادة الرسوم عليك

100 جنيه فقط للعقد .. تعديلات رسوم الزواج والطلاق في مصر لعام ٢٠٢٥

زواج رحمة محسن تعبيرية
-

تشهد منظومة الزواج والطلاق في مصر تغيرات متسارعة مع بداية عام ٢٠٢٥ بعد القرار الذي أصدرته نقابة المأذونين برفع رسوم الزواج والطلاق وتوحيدها على مستوى الجمهورية وهي خطوة أثارت حالة كبيرة من النقاش العام وولدت انقسامًا بين من يرى أنها إصلاح تنظيمي ضروري لضبط آليات العمل ووقف الفوضى في الرسوم وبين من يعتبرها عبئًا ماليًا جديدًا يقع مباشرة على عاتق الشباب المقبلين على الزواج وعلى الأسر التي تواجه بالفعل أعباءً اقتصادية متزايدة في ظل الظروف المعيشية الراهنة وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين

رسوم الزواج بعد التعديل

التعديل الجديد ينص على أن الزواج من دون وجود مؤخر صداق ستكون رسومه ١٠٠ جنيه فقط وهي قيمة وصفها كثيرون بأنها رمزية مقارنة بالتكاليف الأخرى التي ترافق أي خطوة للارتباط الرسمي أما في حال وجود مؤخر صداق فإن الرسوم أصبحت تتراوح بين ثلاثة وخمسة في المئة من قيمة المؤخر مع إضافة رسم ثابت بقيمة ٦٠٠ جنيه وهو ما يعني أن قيمة المؤخر أصبحت عنصرًا مؤثرًا بشكل مباشر في حجم الرسوم التي يدفعها الطرفان وهو ما لم يكن موجودًا بهذه الصورة من قبل ويعكس توجهًا واضحًا لربط الرسوم بالقيمة المالية المدونة في العقد مما يخلق نقاشًا جديدًا حول دور المأذون ومسئوليته في التحقق من دقة الأرقام المسجلة وصحتها

رسوم الطلاق بين الحضور والغياب

في المقابل لم تكن تعديلات الطلاق أقل إثارة للجدل إذ حددت النقابة رسوم الطلاق الحضوري بمبلغ ٦٠٠ جنيه بينما يرتفع الرسم إلى ٨٠٠ جنيه للطلاق الغيابي وهو فارق يعكس طبيعة الإجراءات الإضافية المرتبطة بالطلاق غير الحضوري وما يتطلبه من تحريات وإخطارات رسمية ويهدف هذا التمييز إلى تنظيم عمليات الطلاق وتقليل حالات الإقرار الغيابي التي كانت تؤدي في كثير من الأحيان إلى نزاعات لاحقة بسبب عدم علم الطرف الآخر بالقرار إلا بعد فترة طويلة

الأوراق المطلوبة بقيت كما هي

بالرغم من التعديلات المالية إلا أن الإجراءات الرسمية لم تشهد تغييرًا إذ لا تزال الأوراق المطلوبة لعقد الزواج كما كانت من قبل وتشمل بطاقات الرقم القومي والصور الشخصية وشهادات الميلاد والشهادة الطبية قبل الزواج والتي أصبحت جزءًا ثابتًا من إجراءات العقد منذ عدة سنوات بهدف ضمان الفحص الصحي للطرفين ولتقليل انتشار الأمراض الوراثية أو المعدية داخل نطاق الأسرة الجديدة ومع ذلك يرى البعض أن تثبيت الأوراق دون تغيير يؤكد أن الهدف من القرار مالي وتنظيمي أكثر منه تطوير لمنظومة التوثيق نفسها

ردود الفعل الشعبية والجدل العام

أثار القرار موجة واسعة من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يؤيده ومن يرفضه فالمؤيدون يعتبرون أن رفع الرسوم خطوة طبيعية في ظل ارتفاع التكاليف التشغيلية للمأذونين وزيادة التضخم وأن توحيد الرسوم على مستوى المحافظات سيقضي على تفاوت كبير كان يحدث سابقًا ويؤدي أحيانًا إلى استغلال البعض لعدم وجود مرجعية ثابتة بينما يرى الرافضون أن هذه الزيادات تأتي في توقيت غير مناسب على الإطلاق خصوصًا مع ارتفاع مصاريف الزواج مثل التجهيزات والشبكة والقائمة ومقدم الشقة ومستلزمات تأسيس البيت وأن أي رسوم إضافية مهما كانت تبدو بسيطة فإنها تضيف عبئًا نفسيًا وماديًا جديدًا على الشباب الذين يعانون أصلاً من صعوبة بناء حياة مستقرة

البعد الاجتماعي للقرار

يدفع هذا القرار إلى طرح أسئلة أعمق حول مستقبل منظومة الزواج في مصر إذ يرى خبراء الأسرة أن مصر تشهد في السنوات الأخيرة تغيرًا في نظرة الشباب للارتباط الرسمي مع تزايد حالات التأجيل بل والابتعاد عن الزواج نتيجة التكاليف المرتفعة وعدم القدرة على بناء وضع اقتصادي مستقر ويدفع البعض إلى الاعتقاد بأن زيادة الرسوم الجديدة قد تضيف سببًا جديدًا يدفع بعض الشباب إلى تأجيل الزواج أو البحث عن طرق غير رسمية لإتمام الارتباط في محاولة للهروب من المصاريف وهو أمر يحمل مخاطر اجتماعية وقانونية كبيرة وقد يؤثر على استقرار الأسر مستقبلًا

البعد القانوني والتنظيمي

من ناحية أخرى ترى النقابة أن القرار ضروري لضبط المهنة ومنع الفوضى التي شهدتها بعض المناطق التي كان المأذونون فيها يحددون الرسوم وفق اجتهادات شخصية دون وجود إطار رسمي ينظمها وهو ما أدى إلى تفاوت شديد في الأسعار وإلى شكاوى متعددة من المواطنين الذين شعروا أحيانًا بأنهم مجبرون على دفع مبالغ مبالغ فيها من أجل إتمام العقد ومع تطبيق الرسوم الجديدة سيتم توحيد المرجعية القانونية وضمان عدم تجاوز الرسوم الرسمية أو التلاعب بها

تأثير القرار على معدلات الزواج والطلاق

يبقى السؤال الأكبر هل يؤدي هذا القرار إلى ارتفاع أو انخفاض معدلات الزواج والطلاق في مصر وهو سؤال لا يمكن الإجابة عنه بشكل مباشر الآن لكن بعض الباحثين يشيرون إلى أن تكلفة الزواج المادية أصبحت عاملًا حاسمًا في قرار الكثيرين وأن أي زيادة مهما كانت بسيطة قد تؤثر على أعداد المتزوجين سنويًا بينما قد يؤدي ارتفاع رسوم الطلاق إلى إحجام البعض عن اتخاذ هذا القرار أو تأجيله وهو ما يمكن أن يقلل حالات الطلاق الشكلية لكنه في الوقت نفسه قد يزيد الضغط النفسي داخل العلاقات المتوترة

ما بين الجدل والقبول والرفض يبقى قرار رفع رسوم الزواج والطلاق خطوة ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وقانونية معقدة وربما يحتاج الأمر إلى فترة زمنية أطول لقياس تأثيره الحقيقي على المجتمع لكن المؤكد أن هذا القرار أعاد فتح نقاش واسع حول مستقبل الأسرة في مصر وحول مدى قدرة الشباب على مواجهة الأعباء المتزايدة لبناء حياة جديدة في ظل تغيرات اقتصادية مستمرة وأنه يعكس من جهة أخرى سعي الدولة لتنظيم الإجراءات وإيجاد إطار قانوني موحد يمنع الفوضى ويضمن حقوق الأطراف كافة

رسوم الزواج في مصر ٢٠٢٥، رسوم الطلاق، نقابة المأذونين، مؤخر الصداق، كتب الكتاب، الزواج في مصر، الطلاق الحضوري، الطلاق الغيابي، إجراءات الزواج، الشهادة الطبية، رسوم المأذون الجديدة، الجدل حول رسوم الزواج، الزواج والطلاق في مصر