العرب 24
جريدة العرب 24

النهاية الحزينة لـ 4 عقود: وداعاً ملاهي عطا الله أيقونة الفرح على كورنيش جدة.. الأجيال تبكي رحيل ”ذاكرة الأعياد” للأبد

إغلاق ملاهي عطا الله جدة
هاجر هشام -

أغلقت ملاهي عطا الله أبوابها في جدة، تاركة وراءها ذكريات أربعة عقود من الضحكات والأعياد، فبم تكن هذه الملاهي مجرد مكان للعب، بل رمزاً للفرح يحتضن قلوب الجداويين، حيث كانت الأراجيح الملونة وأصوات الأطفال تملأ الكورنيش بالحياة، ورائحة غزل البنات تعيد الجميع إلى أيام الطفولة البسيطة.

كانت ملاهي عطا الله وجهة لا غنى عنها في مواسم الأعياد، حيث يتجمع الأهالي ليصنعوا ذكريات جديدة وسط أضواء المكان ونسمات البحر، واليوم، وبعد إغلاقها، تترك المدينة خلفها قطعة من روحها، وكأنها تودع جزءاً من هويتها التي ارتبطت بابتسامات الأطفال ودهشتهم أمام الألعاب.

ويذكر أن ملاهي عطا الله انضمت إلى قائمة طويلة من المعالم التي اختفت من جدة، مثل بحيرة القطار ودوّار الطيارة، التي كانت تشكل معاً لوحة الطفولة في المدينة، ومع رحيلها، تبدو جدة وكأنها تبحث عن نفسها بين الأبراج الحديثة، محاولة استعادة لمحات من الزمن الجميل الذي كان يعيش في قلوب زوارها.

لم تكن ملاهي عطا الله مجرد مدينة ألعاب، بل مساحة تجمع الأجيال تحت سماء البهجة، حيث كانت المكان الذي يرتبط فيه الكبار بذكريات طفولتهم، والصغار يكتشفون فيه الفرح لأول مرة، وإغلاقها الآن ليس مجرد خسارة مكان ترفيهي، بل وداع لجزء من قلب جدة العاطفي.