العرب 24
جريدة العرب 24

بعد مسيرة حافلة مع الإعلام اللبناني.. من هو بسام براك الراحل؟

بسام براك
فرح جمال -

رحل عن عالمنا اليوم الإعلامي اللبناني "بسام براك" بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا إعلاميًا غنيًا ومسيرة حافلة بالعطاء في مجالي اللغة العربية والإلقاء الإخباري، عُرف "براك" بصوته المميز وحضوره القوي في نشرات الأخبار والبرامج الثقافية، إذ شكل علامة فارقة في الإعلام اللبناني والعربي.

بدأ "براك" مسيرته الإعلامية في التسعينيات عبر إذاعة صوت لبنان قبل أن ينتقل إلى شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC)، حيث قدم نشرات الأخبار وغطى أبرز الأحداث السياسية والثقافية محليًا ودوليًا، كما اشتهر ببرنامجه الحواري "خبرة عمر" الذي استضاف فيه نخبة من الشخصيات الفكرية والسياسية والثقافية، مقدمًا تجربة إعلامية راقية تمزج بين المعرفة والاحتراف.

وفي عام 2010، انتقل "براك" إلى تلفزيون المستقبل بعد تلقيه عرضًا رسميًا، ليواصل مسيرته في تقديم نشرات الأخبار والتفرغ لتدريب الإعلاميين على اللغة العربية وفن الأداء الإخباري، وتميز في هذا المجال كأحد أبرز المدربين في لبنان والعالم العربي، حيث أشرف على ورش تدريبية داخل وخارج البلاد، وأسهم في صقل مهارات مذيعين ومذيعات في مؤسسات مرموقة مثل: (تلفزيون لبنان، صوت لبنان، تيلي لوميير، السومرية العراقية، وتلفزيون المملكة في السعودية).

لم يقتصر عطاؤه على الإعلام فحسب، بل امتد إلى العمل الأكاديمي والتربوي، إذ شغل منصب أستاذ في كلية الإعلام بالجامعة الأنطونية، وعمل كمنسق للغة العربية ومقدم لمؤتمرات وندوات وبرامج تربوية، وكان أحد أبرز الوجوه المشاركة في برنامج "مذيع العرب"، حيث جسد نموذج الإعلامي المثقف الملتزم بلغة الضاد.

وكان للراحل دور بارز في التدريب داخل معهد "مي شدياق" للإعلام، حيث ساعد عشرات الصحفيين على تطوير مهارات الأداء الصوتي ومخارج الحروف، إلى جانب عمله في مؤسسة بالعربية للغة والتحديث التي مثلها في برامج تدريبية واختبارات لغوية متقدمة.

برحيل "بسام براك" يفقد الإعلام اللبناني والعربي أحد أبرز المدافعين عن اللغة العربية الفصحى، وأحد أعمدة الإلقاء الإخباري الذين تركوا بصمة لا تُمحى في وجدان كل من عرفه أو تتلمذ على يده، إرثه المهني واللغوي سيبقى شاهدًا على شغفه باللغة وإيمانه العميق بأهمية الإعلام المسؤول والراقي.