العرب 24
جريدة العرب 24

هل تم اغتيال وفد الحركة في قطر؟

عاجل .. حماس تصدر بيانًا رسميًا بشأن محاولة إسرائيل اغتيال قياداتها في الدوحة «ماذا حدث؟»

متحدث القسام
أحمد واضح العلامي -

في تطور خطير يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة، أعلنت حركة حماس فشل محاولة اغتيال استهدفت أعضاء وفدها المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "لا حصانة لقادة حماس في أي مكان"، الغارة التي نفذها الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك عبر سلاح الجو، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، بينهم نجل خليل الحية، وجهاد لبد مدير مكتبه، وثلاثة من المرافقين، إضافة إلى أحد أفراد قوة الأمن الداخلي القطري.

تفاصيل الهجوم وردود الفعل الأولية

الجيش الإسرائيلي وصف الضربة بأنها "غارة دقيقة" استهدفت قيادة حماس في الدوحة، بينما سارعت وزارة الداخلية القطرية إلى الإعلان عن سقوط ضحايا من قواتها الأمنية، في حين نفت وزارة الخارجية القطرية أي علم مسبق بالعملية، مؤكدة أن الأنباء التي تحدثت عن إبلاغ الدوحة قبل تنفيذ الهجوم "عارية عن الصحة".

ومن جهتها، أعلنت حماس أن محاولة الاغتيال "قد فشلت"، مؤكدة أن الوفد المستهدف كان يشارك في المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وأن ما جرى لن يثني الحركة عن مواصلة جهودها.

نتنياهو: لا حصانة لقادة حماس واستهدافهم قد ينهي حرب غزة

في تصريحات مثيرة للجدل، أكد نتنياهو أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تلقت توجيهاته المباشرة بعد هجومي غزة والقدس، لتنفيذ عملية استهداف لقيادات حماس في أي مكان، بما في ذلك داخل الدوح، قائلًا: إن استهداف هؤلاء القادة "قد يكون مفتاحاً لإنهاء حرب غزة"، في إشارة إلى أن إسرائيل باتت ترى أن تصفية القيادات السياسية للحركة خطوة ضرورية لتغيير موازين التفاوض.

البيت الأبيض على علم مسبق والقلق الدولي يتصاعد

مسؤول في البيت الأبيض صرّح بأن الولايات المتحدة أُبلغت بالضربة الإسرائيلية قبل تنفيذها، ما يثير تساؤلات حول دور واشنطن في تغطية أو دعم العملية، خاصة أن قطر تُعد حليفًا استراتيجيًا وتحتضن أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الخليج، كما أكدت تقارير إعلامية أن هذا الهجوم قد يقوّض الجهود الأميركية السابقة التي اعتمدت على الدوحة كوسيط رئيسي في المفاوضات بين إسرائيل وحماس.

ترامب والتحذير الأخير لحماس قبل الضربة

كشفت مصادر إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر قبل يومين من الضربة تحذيرًا وصفه بـ"الأخير" لحماس، مطالباً الحركة بتسليم جميع الرهائن في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار، ومهددًا بعواقب في حال الرفض؛ ويأتي ذلك في سياق محاولات إدارة ترامب السابقة للتوصل إلى اتفاق شامل يوقف الحرب على غزة، وهي محاولات بدت الآن وكأنها انهارت بالكامل.

هل انتهت وساطة قطر؟

الهجوم الإسرائيلي في قلب الدوحة يُعد سابقة خطيرة أنهت مبدأ كانت ترعاه كل من إسرائيل والولايات المتحدة بالسماح لقطر باحتضان مكتب سياسي لحماس بهدف إبقاء قنوات الحوار مفتوحة، ويشير محللون إلى أن هذا التطور وضع فكرة التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية "في مهب الريح"، مع احتمالات ضئيلة لاستعادة مسار التفاوض قريبًا.

تداعيات إقليمية واحتمالات التصعيد

التطور الجديد يهدد بتوسيع دائرة الصراع، إذ يرى مراقبون أن استهداف قيادات حماس في الخارج قد يدفع الحركة إلى الرد بأساليب غير تقليدية، كما أنه يفتح الباب أمام تصعيد سياسي بين قطر وإسرائيل، وربما بين الدوحة وواشنطن نفسها إذا اتضح أن العملية تمت بضوء أخضر أميركي. في المقابل، قد تسعى أطراف إقليمية أخرى مثل مصر وتركيا وإيران إلى استثمار هذا الفراغ الدبلوماسي لمحاولة إعادة تشكيل مسار الوساطة.

ما حدث في الدوحة ليس مجرد هجوم عسكري محدود، بل نقطة تحول استراتيجية قد تغيّر شكل المفاوضات المقبلة وتعيد رسم التحالفات في المنطقة. ومع استمرار الحرب في غزة وتصاعد الضغوط الداخلية في إسرائيل، تبدو المرحلة المقبلة مفتوحة على كل الاحتمالات، من تصعيد واسع إلى إعادة ترتيب أولويات التفاوض، وربما فرض معادلات جديدة على الأرض.

محاولة اغتيال حماس، خليل الحية، جهاد لبد، نتنياهو، الدوحة، الغارة الإسرائيلية على قطر، الحرب على غزة، وفد حماس المفاوض، قاعدة العديد، الولايات المتحدة وإسرائيل، ترامب وحماس، وساطة قطر، المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، التصعيد في الخليج، الأمن الإقليمي، الشاباك، الجيش الإسرائيلي، مقتل قيادات حماس، تبادل الأسرى، مفاوضات وقف إطلاق النار