العرب 24
جريدة العرب 24

الموساد وطائرات أمريكا تتجسس للوصول إلى الحوثي

عبد الملك الحوثي في خطر .. اختراق كبير يضرب عمق الحوثيين ويهدد رأس زعيم الجماعة «تفاصيل الضربة وتداعياتها»

عبد الملك الحوثي
أحمد واضح العلامي -

شهدت الساحة اليمنية تطورًا خطيرًا بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قلب القيادة الحوثية في صنعاء، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومة الجماعة غير المعترف بها أحمد الرهوي وعدد من أبرز وزرائه؛ هذه العملية التي وُصفت بأنها الأولى من نوعها منذ بدء الغارات الإسرائيلية على اليمن في يوليو 2024، أثارت جدلاً واسعًا حول قدرة الحوثيين على حماية قياداتهم ومستقبل الجماعة في ظل تصاعد الاختراقات الأمنية داخل صفوفها.

تفاصيل الضربة الإسرائيلية وأسماء القتلى

العملية وقعت الخميس قبل الماضي واستهدفت اجتماعًا لقيادات عليا في الجماعة، ما أسفر عن مقتل الرهوي وتسعة من وزرائه، بينهم وزراء الإعلام هاشم شرف الدين، والخارجية جمال عامر، والعدل وحقوق الإنسان مجاهد أحمد عبدالله علي، والاقتصاد معين هاشم أحمد المحاقري، والزراعة رضوان علي الرباعي، والكهرباء علي سيف محمد حسن، والثقافة علي قاسم اليافعي، والشؤون الاجتماعية سمير محمد أحمد باجعالة، والشباب والرياضة علي أحمد المولد، كما قُتل مدير مكتب رئاسة الوزراء محمد قاسم الكبسي وسكرتير مجلس الوزراء زاهد محمد العمدي، وقد شيعت الجماعة هؤلاء القيادات الإثنين الماضي وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور سياسي محدود.

انتقادات حادة تكشف الانهيار الداخلي

محمد أنعم، رئيس دائرة الإعلام والثقافة والإرشاد في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، اعتبر أن ما جرى يكشف حجم الفشل الأمني للجماعة. وأكد أن تحديد بنك الأهداف وتنفيذ ضربات دقيقة بهذا المستوى لا يمكن أن يكون من عمل موظفي وكالات إنسانية كما تحاول الجماعة الترويج، بل يعكس اختراقات أمنية عميقة وضربات استخباراتية نوعية؛ وقال أنعم في تصريحاته: "ما يحدث من ضربات نوعية وتصفية قيادات الصف الأول يشير إلى ضعف المنظومة الأمنية الحوثية، وفقدانها السيطرة على مفاصلها الداخلية".

رأس عبد الملك الحوثي في خطر؟

أثار أنعم جدلًا واسعًا بتصريحاته على منصة "إكس"، حيث كتب: "رأس المجرم عبد الملك الحوثي سيباع كما باعوا الإرهابي حسن نصرالله ومن على شاكلته، وهذا مرجح لأن عملية البيع والشراء داخل محور المقاولة في أوج ازدهارها"، هذه التصريحات فسّرها مراقبون على أنها إشارة لاحتمال وجود صفقات سرية أو ترتيبات دولية تستهدف رأس الجماعة مستقبلاً، خصوصًا بعد نجاح الضربة الأخيرة في شل القيادة التنفيذية لها.

أبعاد سياسية وأمنية للضربة

تُعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة تحولًا كبيرًا في طبيعة المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؛ فبعد سنوات من استهداف المواقع العسكرية والبنية التحتية، باتت الضربات اليوم تطال رؤوس القيادة السياسية، هذا التحول قد يدفع الجماعة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الأمنية والعسكرية، وربما يفتح الباب أمام مزيد من الاختراقات في المستقبل، كما يتزامن ذلك مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية لإضعاف نفوذ الحوثيين في اليمن وقطع أذرعهم العسكرية التي تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

سيناريوهات المستقبل: تفكك أم إعادة ترتيب الصفوف؟

يرى محللون أن مقتل الرهوي وعدد من وزرائه قد يسرّع من حالة التفكك الداخلي، خصوصًا مع تصاعد الشكوك والاتهامات المتبادلة داخل الجماعة بشأن تسريب المعلومات وتحديد مواقع الاجتماعات الحساسة، في المقابل، قد تدفع هذه الضربة الحوثيين إلى تعزيز قبضتهم الأمنية وتصفية العناصر المشكوك في ولائها، الأمر الذي ينذر بموجة جديدة من الاعتقالات والقمع في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

موقف المجتمع الدولي

ردود الفعل الدولية جاءت محدودة، حيث لم يصدر حتى الآن موقف رسمي من الأمم المتحدة بشأن العملية، رغم أن بعض موظفي الوكالات الأممية في صنعاء تعرضوا للاعتقال مؤخرًا من قبل الحوثيين، في محاولة على ما يبدو لتبرير الفشل الأمني وإلصاق التهم بعناصر خارجية، ويرى مراقبون أن هذه الاعتقالات قد تزيد من عزلة الجماعة وتعمّق أزمتها مع المجتمع الدولي.

ضربة موجعة تهز عرش الحوثيين

تمثل الضربة الأخيرة ضربة موجعة للحوثيين، ليس فقط لخسارتهم عدداً من أبرز قادتهم، بل لأنها كشفت عن هشاشة المنظومة الأمنية للجماعة، وأعادت فتح ملف الاختراقات التي باتت تهدد رأس عبد الملك الحوثي نفسه، ومع تزايد الحديث عن صفقات خفية وتقاطعات مصالح إقليمية، يبدو أن المرحلة المقبلة قد تحمل مزيدًا من المفاجآت، وربما تغير موازين القوى في اليمن بشكل غير مسبوق.

اغتيال عبد الملك الحوثي، الحوثيين، عبد الملك الحوثي، اختراق الحوثيين، الضربة الإسرائيلية في صنعاء، أحمد الرهوي، غارات إسرائيلية اليمن، مقتل وزراء الحوثي، اختراق أمني الحوثيين، صراع اليمن إسرائيل، مستقبل الحوثيين