العرب 24
العرب 24

أعطني مفتاح الكعبة أعطك ما معي من الخمر .. حين طلبت قريش من النبي محمد إحياء قصي بن كلاب

قصي بن كلاب
دعاء مكرم عبد اللطيف -

قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: "أحيِ لنا الشيخ قصي بن كلاب يشهد لك أن ما جئت به حق، ونحن نؤمن بك"، فاشترطوا أن يقوم قصي بن كلاب ويشهد بنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم ليؤمنوا به.

مكانة قصي بن كلاب في قريش

كان قصي بن كلاب ذا مكانة عظيمة عند قريش؛ فأمه كانت يمنية قحطانية من بني كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وبعد وفاة والده، تزوجت أمه من رجل من قبيلة جرهم يُدعى زيد، وأخذته معها إلى الشام حيث عاش هناك.

سبب تسميته "قصي"

حين كبر، كان يُعرف باسم زيد، لكن أهله سموه قصي لأنه ابتعد عن قومه وذهب إلى مكان قصيّ، وذات يوم قال له أحد رجال جرهم: "أنت لست منا نسبًا"، فآلمه ذلك وعاد إلى أمه يسألها عن نسبه، فقالت له: ليس نسبك خسيسًا، بل نسبك أشرف.

الجاهلية ومفاخرة الأنساب

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "أربع في أمتي من أمور الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب...".
وكان قصي بن كلاب شاهدًا على هذه العادات الجاهلية، حيث كان العرب يفخرون بأنسابهم ويطعن بعضهم في أنساب الآخرين.

عودة قصي إلى قومه

عاد قصي بن كلاب إلى قومه، فتزوج ابنة سيد خزاعة، وكان هذا الرجل كبير السن. ولما حضرته الوفاة أوصى بأن يكون مفتاح الكعبة بيد صهره قصي، لأن خزاعة كانت تسيطر على الكعبة آنذاك.

قصة مفتاح الكعبة

رفضت خزاعة تسليم المفتاح بدايةً، لكن أحد رجالهم، أبو غبشان، شرب الخمر يومًا وسكر، فساومه قصي وقال: "أعطني مفتاح الكعبة أعطك ما معي من الخمر"، فوافق وهو سكران وأعطاه المفتاح مقابل زق خمر، وقال الشاعر العربي في وصف تلك الصفقة الرابحة لقصي بن كلاب: "باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت بزق خمر فبئست صفقة البادي".

قصي وجمع قريش

قصي هو من جمع قريش ووحّدهم، وبنى لهم دار الندوة، وأسس مكانتهم بين العرب، فصاروا يُعظمونه تعظيمًا كبيرًا. ولهذا قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: "أخرج لنا الشيخ قصي بن كلاب يشهد لك بالنبوة ونحن نؤمن".

الرد الإلهي

قال الله عز وجل: "ولو علم الله فيهم خيرًا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون" أي: لو علم الله أنهم سيؤمنون حقًا، لأحيا قصي بن كلاب لهم ليشهد، ولكن علم الله عدم صدق نياتهم فلم يحقق لهم ذلك.