داعش يعلن مهاجمة نظام الشرع .. هل يعيد تنظيم الرايات السود ترتيب أوراقه في سوريا؟

من بين ركام الهدوء الهش الذي يغلف المشهد السوري، يعود تنظيم داعش ليعلن عن نفسه من جديد، ليس بهجوم واحد أو تفجير معزول، بل بسلسلة من الهجمات المتصاعدة والمنظمة التي طالت مناطق شرق سوريا، وصولًا إلى مراكز نفوذ الحكومة السورية في دمشق. هذه الهجمات الأخيرة تثير تساؤلات جدية حول مدى قدرة التنظيم على إعادة ترتيب صفوفه، وما إذا كانت سوريا على وشك مواجهة موجة جديدة من العنف.
تصاعد النشاط في دير الزور: بصمات داعش تتكرر
شهدت مدينة دير الزور، خلال الأشهر الأخيرة، تصاعدًا ملحوظًا في نشاط تنظيم داعش، وفقًا لمصادر محلية. كثف التنظيم من هجماته ضد قوات قسد، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة في المنطقة. لم تتوقف العمليات عند هذا الحد، بل امتدت لتطال مواقع تابعة للقوات الحكومية السورية. هذا التصعيد جاء في أعقاب اتهامات وجهها التنظيم للرئيس السوري، مشيرًا إلى لقاء جمعه مؤخرًا بمسؤولين أمريكيين.
الأمر لا يقتصر على هجوم واحد، بل هو سلسلة من العمليات الممنهجة: هجوم في بلدة الطيانة، تلاه هجوم ثانٍ على موقع عسكري في ذيبان، ثم اشتباك في الشحيل، وهجوم استهدف نقطة عسكرية في بلدة الكبر بريف دير الزور الشمالي الغربي. جميعها مناطق تتكرر فيها بصمات داعش، وتكشف عن خلايا محلية تعيد ترتيب صفوفها بهدوء ودموية. تزامنت هذه الهجمات أيضًا مع إرسال رسائل تهديد علنية للتجار لدفع الزكاة، في مؤشر على محاولة التنظيم استعادة مصادر تمويله ونفوذه.
انفجار الميادين: عمق الاختراق والقدرة على التمويه
في تطور خطير، شهدت مدينة الميادين، شرقي محافظة دير الزور، انفجارًا ناجمًا عن سيارة مفخخة استهدفت مقر قيادة الشرطة. أدى الانفجار إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من المدنيين وعناصر الأمن. ولم يكن هذا الحدث معزولًا، فقد أعلنت وزارة الداخلية السورية قبل يوم واحد عن إحباط خلية لداعش في مدينة حلب خلال عملية أمنية أسفرت عن مقتل عنصر من قوى الأمن وتحييد ثلاثة عناصر من التنظيم. هذا يؤكد أن التنظيم لم يُهزم بالكامل، بل أعاد تشكيل نفسه في الظل، ويمتلك القدرة على التخطيط والتمويه داخل المدن الكبرى، مما يشير إلى وجود شبكات دعم لوجستي واستخباراتي تسمح له بالعمل بسرية.
الهجوم السياسي: دعوة مفتوحة للجهاديين الأجانب
اللافت أن داعش لم يكتفِ بالهجمات الميدانية، بل انتقل إلى الهجوم السياسي العلني. فقد أصدر بيانًا ضد الرئيس السوري عقب لقائه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ووصف البيان المسؤول السوري بـ"الطاغوت"، معلنًا الجهاد ضده وداعيًا الجهاديين الأجانب إلى العودة والانضمام إلى سرايا التنظيم في الأرياف والأطراف. هذا يحمل دلالة مقلقة للغاية؛ فهو اعتراف بوجود خلايا نشطة داخل مناطق سيطرة الحكومة، واستعداد لإطلاق موجة جديدة من الهجمات ضمن تحرك ميداني محتمل. هذه الدعوة العلنية تشير إلى محاولة التنظيم لإعادة بناء نفوذه وجذب المقاتلين الجدد، أو إعادة تنشيط الخلايا النائمة، مستغلًا أي تغيرات جيوسياسية أو نقاط ضعف في المنطقة.
إن هذه العودة المتصاعدة لداعش في سوريا، سواء عبر العمليات الميدانية أو البيانات السياسية، تضع تحديات جديدة ومعقدة أمام الأطراف الفاعلة في المنطقة. السؤال الأهم يبقى: هل تستطيع القوى المحلية والدولية احتواء هذا التهديد المتجدد قبل أن تتسع رقعة نفوذه مرة أخرى؟
تنظيم داعش، سوريا، دير الزور، حلب، عودة داعش، الإرهاب في سوريا، قوات قسد، الحكومة السورية، السخرة الحديثة، خلايا داعش، جهاد داعش، أمن سوريا، أخبار سوريا، الوضع في سوريا، تهديدات داعش، استغلال العمالة.