العرب 24
جريدة العرب 24

بهدف تعزيز استقلال كابول.. طالبان تعيد رسم خريطتها السياسية بين الهند وباكستان

وزير الخارجية الأفغاني
فرح جمال -

تعمل حركة "طالبان" في الفترة الأخيرة على إعادة ترتيب تحالفاتها الإقليمية بين "الهند" ودولة "باكستان"، في محاولة لإعادة التوازن إلى علاقاتها الخارجية وتعزيز استقلال القرار السياسي في "كابول"، وسط ضغوط جيوسياسية متزايدة وانقسامات داخل المنطقة.

فمنذ توليها الحكم عام 2021، بدأت الحركة في الانفتاح التدريجي على "الهند"، مستفيدة من تراجع النفوذ الباكستاني نتيجة التوترات المستمرة على الحدود بين البلدين، وما يصاحبها من عمليات عسكرية واتهامات متبادلة.

وشكلت زيارة وزير الخارجية الأفغاني "أمير خان متقي" إلى "نيودلهي" خلال أكتوبر الماضي محطة مفصلية في هذا التحول، إذ دفعت "الهند" إلى رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في "كابول" من بعثة فنية إلى سفارة رسمية، وهي خطوة تشير إلى رغبة "نيودلهي" في استعادة دورها في "أفغانستان" بعد سنوات من التحفظ في التعامل مع "طالبان".

كما تسعى "طالبان" حاليًا إلى تقليص اعتمادها على "باكستان" سياسيًا ودينيًا، وهو ما ظهر في زيارة "متقي" إلى مدينة "ديوبند" الهندية، حيث حصل على شهادة علمية منحته لقب "قاسمي"، في خطوة رمزية تؤكد استقلال المرجعية الدينية الأفغانية عن المؤسسات الباكستانية.

ورغم هذا الانفتاح المتبادل بين "كابول" و "نيودلهي"، فإن "باكستان" لا تزال الطرف الأكثر تأثيرًا في الداخل الأفغاني، بفضل نفوذها التاريخي وقدرتها على إدارة ملفات الأمن والحدود، ومع ذلك فإن التجارب السابقة تُشير إلى أن محاولات "باكستان" للهيمنة الكاملة على القرار الأفغاني غالبًا ما تواجه عقبات داخلية وضغوطًا إقليمية تحد من نفوذها.