بعد تصاعد القتال في السودان.. نزوح جماعي من بارا والأبيض تستعد لمواجهة محتملة ضد الدعم السريع

تشهد الساحة السودانية توترًا متزايدًا بعد سيطرة "قوات الدعم السريع" على مدينة "الفاشر" عاصمة ولاية شمال "دارفور"، لتتسع رقعة المواجهات نحو مناطق جديدة، فبعد أيام من إعلان الجيش استعادة مدينة "بارا" بولاية شمال "كردفان"، عادت قوات الدعم السريع لتفرض سيطرتها عليها مجددًا، مما أدى إلى موجة نزوح كبيرة باتجاه مدينة "الأبيض" وسط مخاوف من امتداد القتال إليها.
حيث تحدثت نازحة للصحيفة البريطانية "بي بي سي" عن رحلة الهروب القاسية التي خاضها والدها سيرًا على الأقدام من "بارا"، مؤكدة أنه تعرض للضرب بعد مشاركته في دفن القتلى، مشيرة إلى أن الأهالي باتوا يضطرون لدفن ذويهم داخل المنازل خوفًا من الانتهاكات.
وفي شهادة أخرى فقد روت امرأة نزحت من "بارا" أن عناصر "الدعم السريع" اقتحموا منزلها مرتين، بحثًا عن العساكر في المرة الأولى، ثم عن الذهب والأموال في المرة الثانية، مؤكدة أن أسرتها لم تجد خيارًا سوى الفرار سيرًا على الأقدام حتى وصلت إلى "الأبيض".
ووفقًا لتقارير شبكة أطباء السودان، فإن نحو 4500 شخص نزحوا من "بارا" خلال الأيام الأخيرة، فيما اتهمت الشبكة "قوات الدعم السريع" بارتكاب انتهاكات خطيرة بعد تصفية 38 مدنيًا أعزل في منطقة "أم دم حاج أحمد" بشمال "كردفان"، وهو ما تنفيه "قوات الدعم السريع" بشدة.
وتسود حالة من الترقب والخوف في مدينة "الأبيض" حيث تعمل مراكز استقبال النازحين بأقصى طاقتها لاستيعاب الوافدين الجدد، بينما يتابع السكان مشاهد العنف القادمة من "الفاشر" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر إعدامات ميدانية وانتهاكات مرعبة بحق المواطنين.

