العرب 24
جريدة العرب 24

بالفيديو .. اعترافات الجاسوس عزام عزام: أنا درزي إسرائيلي أحب وطني وأكره العرب والمسلمين

الجاسوس عزام عزام والمجرم شارون
دعاء مكرم عبد اللطيف -

في مقابلة نادرة ومثيرة للجدل، كشف الجاسوس الإسرائيلي الشهير عزام عزام عن تفاصيل صادمة تتعلق بفترة سجنه في مصر، ورؤيته للعرب وإسرائيل، واعتزازه بانتمائه للدولة العبرية، من زنزانة ضيقة إلى صفقة تبادل مثيرة، تروي اعترافاته قصة تحمل مزيجًا من الولاء والجدل والهوية المزدوجة، بين كونه عربيًا من عرب 48 ودرزيًا يحمل جواز سفرًا إسرائيليًا، وبين إصراره على أنه لا يرى في إسرائيل سوى وطنه الذي لا بديل له.

في البداية: المصريون ليسوا دائمًا الأبرياء

بدأ عزام حديثه بنبرة حادة، قائلًا إن المصريين "ليسوا دائمًا أبرياء"، مضيفًا أن الصورة النمطية التي تصور العرب كمظلومين في مواجهة إسرائيل ليست دقيقة برأيه، وقال: "إحنا زي ما بيقولوا المصريين، إحنا المتهمين، إحنا اللي بنعمل الحاجة الوحشة، ما هم كمان"، في إشارة إلى أن الطرفين يتبادلان الاتهامات، وأنه لا يرى في إسرائيل الطرف الشرير وحده، وأضاف: "الستة المصريين اللي دخلوا من منهار حريس مش طلاب، دول مخربين، داخلين يخربوا ويسرقوا ويقتلوا ويخطفوا جنود".

اعترافه بالثقة في الإسرائيليين دون تردد

وعندما سُئل إن كان متأكدًا من هذه الاتهامات، أجاب عزام بوضوح: "زي ما المصريين بيصدقوا النيابة المصرية، أنا مصدق الإسرائيليين، وبختم لهم وأنا مغمض"، في إشارة إلى ثقته المطلقة في الرواية الإسرائيلية مقارنة بالجانب المصري.

قصة الراديو: كيف استمع إلى إسرائيل من زنزانته

ثم روى عزام واحدة من أكثر القصص إثارة في تجربته داخل السجن المصري. قال إنه كان يمتلك راديو ترانزستور صغيرًا بعد ثلاث سنوات من الحبس، سمح له به القنصل الإسرائيلي بموافقة السلطات المصرية، وأضاف أنه كان يسمع إذاعة "صوت إسرائيل" من داخل زنزانته دون علم الأمن المصري. "كنت أسمع الراديو AM موجه واحدة فقط، وكنت أبدّل الإشارات حتى ألتقط بث إسرائيل، وكنت أسمع الأخبار بالوش"، موضحًا أنه كان يقضي ساعات طويلة بين قراءة الصحف المصرية والاستماع إلى محطات إسرائيلية لمعرفة ما يدور في العالم.

وأكد أنه تابع من خلال الراديو أخبار الصفقة التي أُفرج عنه بموجبها، قائلًا: "عرفت كل شيء قبل ما يحصل، سمعت إنهم قبضوا على ستة طلاب مصريين، وبدأت الأخبار تربط الإفراج عنهم بالإفراج عني، والحمد لله تمت في النهاية".

عن الهوية والانتماء: "أنا درزي من عرب 48 وجنسيتي إسرائيلية"

في لحظة صريحة، قال عزام: "أنا أصنف نفسي لغة أمي عربي من عرب الـ48، الديانة درزية، ومقيم في دولة إسرائيل، وأحوز على جواز السفر الإسرائيلي"، وأضاف بفخر أنه تربى وتعلم وخدم في الجيش الإسرائيلي، وأن أبناءه سيخدمون أيضًا في صفوف الجيش، معتبرًا أن ذلك شرف وواجب وطني.

الصفقة الكبرى: الإفراج وتقديس إسرائيل

استعاد عزام لحظة الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل بين مصر وإسرائيل، قائلاً: "في لحظة الإفراج شعرت أني وُلدت من جديد، وقلت حبّي شديد وجمّل إسرائيل شارون"، مؤكدًا أن تلك المشاعر لم تكن مصطنعة، وأضاف: "هذه مشاعر حقيقية، عشتها طول حياتي، لأن هذه دولتي، عشت فيها، وتعلمت فيها، وخدمت فيها، وكلنا هنخدم، دي دولتنا وما لناش مكان تاني".

"لماذا لا أفرح أني إسرائيلي؟"

وعندما وُجه إليه سؤال حول فخره بإسرائيليته رغم أصوله العربية، أجاب بعفوية: "زي ما الأمريكاني فرحان إنه أمريكاني، والمصري فرحان إنه مصري، والأردني فرحان إنه أردني، ليه أنا ما أفرحش إني إسرائيلي؟"، وأضاف: "الناس بياخدوا عليّ إن إسرائيل بتظلم العرب، بس العرب نفسهم بيهاجروا لأمريكا وأوروبا، واللي بيحتل أراضي برضه، فهل بيكرهوهم؟".

عن الدروز والولاء لإسرائيل

وفي رده على الانتقادات التي وُجهت إليه بسبب كونه درزيًا عربيًا يخدم إسرائيل، قال عزام: "بيتاخدوا علينا موقف معادي شويه، بس أنا بقولك لو ما كنتش موالي لإسرائيل، ما كنتش موالي لأي دولة، أنا فرد من ملايين الناس، ومش هأقدر أعمل حاجة للقضية العربية، أنا عشت هنا وده وطني".

ثم أضاف بنبرة حاسمة: "أنا إسرائيلي ودرزي، ومخلص لهذه الدولة، وأحبها ولا أنكر انتمائي ليها، وأنا فخور جدًا، زي ما كل بني آدم مفتخر في بلده وهويته".

فخره بشارون ودفاعه عنه

تحدث عزام بإعجاب كبير عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون، الذي وصفه بأنه "رمز للقيادة الإسرائيلية"، وقال: "أنا فخور بالدولة وبشعبها، لأن الشعب هو اللي وصل شارون للمرتبة دي. الرئيس عندنا ما بيقعدش مدى الحياة، وكل رئيس بيهتم بالمواطن، وده سر قوتنا"، وأضاف مدافعًا عن شارون: "بيزور رؤساء عرب كتير، فليه بيكرهوه؟ هو بيتكلم معاهم وبيتعامل معاهم، فليه بيكرهوه؟".

رفض الهوية العربية: "لا قدر الله أكون عربيًا"

وفي ختام حديثه، صرح عزام عزام تصريحًا مثيرًا للدهشة يعكس مدى كراهيته للانتماء العربي، فقال: "لو خُيرت أن أكون عربيًا، لا قدر الله، لا قدر الله، بعد اللي شوفته بأم عيني، لا قدر الله؛ أعوذ بالله، أعوذ بالله، أعوذ بالله، أي دولة كانت عربية، أنا مسامح، مش عايز أكون منها"، وأضاف بابتسامة ساخرة: "أنا هنا مبسوط، الحمد لله رب العالمين، لا أريد أن أبدل وطني بأي وطن آخر، وليس أوروبي حتى، هو إسرائيل، وطني هو إسرائيل".

تظل قصة عزام عزام نموذجًا فريدًا لتشابك الهوية بين العروبة والإسرائيلية، بين الديانة الدرزية والانتماء السياسي، وبين الولاء والانقسام الداخلي. اعترافاته التي حملت مزيجًا من التحدي والاعتزاز والإثارة كشفت عن وجه آخر من الصراع، ليس فقط بين الدول، بل داخل الإنسان نفسه، وفي نهاية حديثه قال: "الافتخار بالهوية شعور فردي، ولكل شخص الحق أن يفتخر بما يشاء دون أن يسيء لأحد"، كلمات أنهت حوارًا ظل صداه يتردد طويلًا في الأوساط السياسية والإعلامية.

عزام عزام، الجاسوس الإسرائيلي، عرب 48، دروز إسرائيل، أرييل شارون، المخابرات المصرية، التجسس في الشرق الأوسط، إسرائيل ومصر، تبادل الأسرى، الولاء لإسرائيل، كراهية العرب، الهوية الدرزية، الصراع العربي الإسرائيلي، اعترافات الجواسيس