العرب 24
جريدة العرب 24

محاولة اغتيال لرئيس الإكوادور .. شاهد دانيال نوبوا يواجه احتجاجات غاضبة

رئيس الإكوادور
القسم الخارجي -

شهدت الإكوادور تصعيدًا خطيرًا في التوترات الداخلية مساء الثلاثاء، بعدما تعرض موكب الرئيس دانيال نوبوا لهجوم مسلح خلال مروره وسط حشد من المتظاهرين الغاضبين من قرار الحكومة رفع أسعار وقود الديزل. الحادث الذي وُصف بأنه محاولة اغتيال فاشلة، أثار صدمة داخل البلاد، وأعاد تسليط الضوء على الأزمة الاجتماعية والسياسية المتفاقمة في الدولة الواقعة بأمريكا اللاتينية.

تفاصيل محاولة الاغتيال

بحسب تصريحات وزيرة البيئة الإكوادورية إيناس مانزانو، فإن نحو 500 متظاهر تجمعوا في إحدى المناطق التي مر بها موكب الرئيس، وبدأوا برشقه بالحجارة، قبل أن يُسمع صوت إطلاق نار أصاب سيارة الرئيس مباشرة. وأكدت الوزيرة أن آثار الرصاص شوهدت على هيكل السيارة، غير أن الرئيس نجا من الهجوم دون إصابات، فيما تابعت قوات الأمن السيطرة على الموقف وسط حالة من الفوضى.

وأضافت مانزانو في تصريحاتها: "الحمد لله، رئيسنا قوي جدًا وشجاع، ويواصل المضيّ قدمًا ويتابع جدول أعماله كالمعتاد"، مشيرة إلى أن الهجوم لم يمنع نوبوا من استكمال جولته الميدانية رغم المخاطر الأمنية المتزايدة.

الفيديو الذي وثّق اللحظات العصيبة

وبثّت الحكومة مقطع فيديو صوّر من داخل الموكب، أظهر لحظات الهجوم العنيفة، حيث يظهر متظاهرون يلفّون أنفسهم بالأعلام الوطنية، ويجمعون الحجارة وقطع الطوب لرشقها عند مرور سيارة الرئيس. وخلال المقطع، يُسمع صوت أحد المرافقين يصرخ قائلاً: "غطِّ رأسك! غطِّ رأسك!" في محاولة لحماية نوبوا بينما تتساقط المقذوفات على السيارة، محطّمة إحدى نوافذها الجانبية.

خلفية الأزمة.. غضب الوقود يشعل الشارع

تأتي محاولة الاغتيال في وقتٍ تشهد فيه الإكوادور احتجاجات واسعة منذ أيام، بسبب قرار الحكومة رفع أسعار وقود الديزل ضمن خطة إصلاح اقتصادي تهدف إلى تقليص العجز المالي الذي تعاني منه الدولة. القرار فجّر موجة غضب شعبي عارمة، خصوصًا بين سائقي الشاحنات والنقابات العمالية الذين اعتبروا أن الزيادة في الأسعار تهدد سبل عيشهم وترفع تكاليف النقل والسلع الأساسية.

الاحتجاجات، التي بدأت سلمية، تحوّلت تدريجيًا إلى أعمال عنف في عدد من المدن، حيث جرى قطع الطرق الرئيسية، وإغلاق مداخل العاصمة كيتو، مع اشتباكات محدودة بين قوات الأمن والمتظاهرين، فيما أكد مسؤولون حكوميون أن السلطات تبذل جهودًا لاحتواء الموقف دون اللجوء إلى العنف المفرط.

دانيال نوبوا.. رئيس في مواجهة العاصفة

يُعد الرئيس دانيال نوبوا من أصغر رؤساء أمريكا اللاتينية سنًا، وقد وصل إلى الحكم العام الماضي حاملًا وعودًا بإصلاح الاقتصاد وتحقيق الاستقرار بعد سنوات من الأزمات السياسية والمالية. إلا أن قراراته الأخيرة بشأن الدعم الحكومي للوقود أعادت إشعال الشارع، في مشهد يُذكّر بأحداث عام 2019 عندما خرجت تظاهرات مماثلة أطاحت بعدة قرارات حكومية.

نوبوا، الذي ينحدر من عائلة ثرية ذات نفوذ اقتصادي، يحاول تحقيق توازن صعب بين إرضاء المؤسسات المالية الدولية التي تطالب بتقليص الدعم، وبين الشارع الغاضب الذي يرفض تحميله أعباء إضافية.

تداعيات سياسية وأمنية محتملة

الهجوم على موكب الرئيس يُتوقع أن تكون له انعكاسات سياسية واسعة داخل البلاد، إذ بدأت المعارضة في البرلمان بالمطالبة بفتح تحقيق عاجل حول الثغرات الأمنية التي سمحت بحدوث الهجوم. كما حذر محللون من أن الحادث قد يُستخدم ذريعة لتشديد القبضة الأمنية وفرض حالة الطوارئ في بعض المناطق، ما قد يزيد التوتر بدلاً من احتوائه.

في المقابل، دعا نوبوا في تصريحات مقتضبة إلى "الوحدة الوطنية" ورفض العنف، مؤكدًا أن حكومته ستواصل العمل على إصلاح الاقتصاد "دون التراجع أمام الفوضى".

الإكوادور بين الإصلاح والاضطراب

تعيش الإكوادور لحظة دقيقة من تاريخها، إذ تتقاطع الأزمة الاقتصادية مع حالة عدم الاستقرار السياسي، في ظل انقسامات مجتمعية حادة وتراجع الثقة بالمؤسسات الحكومية. ويرى المراقبون أن استمرار الاحتجاجات مع تصاعد العنف قد يدفع البلاد إلى أزمة أعمق تهدد تجربة نوبوا السياسية برمتها.

في النهاية، يبقى السؤال الأبرز: هل يستطيع الرئيس دانيال نوبوا تجاوز هذه العاصفة واحتواء الغضب الشعبي دون أن تتكرر مشاهد الفوضى التي عرفتها البلاد في السابق؟

محاولة اغتيال دانيال نوبوا، رئيس الإكوادور، احتجاجات الإكوادور، ارتفاع أسعار الوقود، أزمة الديزل في الإكوادور، الهجوم على موكب الرئيس، الحكومة الإكوادورية، دانيال نوبوا اليوم، أخبار أمريكا اللاتينية، التوترات السياسية في الإكوادور، رفع أسعار الوقود، أعمال شغب الإكوادور.

تعرّض رئيس الإكوادور دانيال نوبوا، لمحاولة اغتيال حيث أطلق النار على موكبه بحسب التصريحات التي أدت بها وزيرة البيئة إيناس مانزانو الثلاثاء.

وحاول مئات المحتجين على ارتفاع أسعار وقود الديزل التعرّض لموكب رئيس الإكوادور وأوضحت وزيرة البيئة أن "نحو 500 شخص ظهروا وراحوا يرشقون (موكب الرئيس) بالحجارة، وهناك آثار رصاص على سيارة الرئيس".

وأضافت: "الحمد لله رئيسنا قوي جدًا وشجاع ويواصل المضيّ قدما ويتابع جدول أعماله كالمعتاد".

وبثّت الحكومة مقطع فيديو قالت إنه صوّر من داخل الموكب يظهر فيه متظاهرون يلفون أنفسهم بالأعلام وهم يتدافعون لالتقاط حجارة وقطع من الطوب لرشقها عند مرور سيارة الرئيس.

ويُسمع في الفيديو صوت يقول "غطِّ رأسك! غطِّ رأسك!" بينما كانت المقذوفات تصطدم بسيارة الدفع الرباعي، محطّمة نافذة واحدة على الأقل.

وتواجه الإكوادور منذ أيام تظاهرات تتخلّلها أحيانا أعمال عنف احتجاجا على قرار الحكومة رفع أسعار الديزل.