العرب 24
جريدة العرب 24

سرقة الأسورة الذهبية من المتحف المصري تكشف ثغرات أمنية خطيرة

آثار مصرية
أحمد واضح العلامي -

أثارت واقعة سرقة الأسورة الذهبية الملكية من داخل المتحف المصري جدلًا واسعًا حول الإجراءات الأمنية المتبعة لحماية الكنوز الأثرية، بعد أن تبين من التحقيقات أن الجريمة ارتكبها عدد من العاملين بالمتحف بينهم أخصائية ترميم، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات عن ضعف الرقابة الداخلية في واحد من أهم الصروح الأثرية في العالم.

شهادة الأمين العام الأسبق للآثار

تحدث الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، عن خطورة الوضع، مؤكدًا أن "جميع مخازن الآثار من الداخل لا تحتوي على كاميرات مراقبة"، الأمر الذي وصفه بالخلل الجسيم. وأوضح خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج الحكاية على قناة MBC مصر، أن معامل الترميم أيضًا خالية من الكاميرات، وهو ما يثير علامات استفهام حول كيفية تأمين القطع النادرة.

وأضاف متسائلًا: "إزاي الكاميرات متبقاش داخل المخازن؟! لقد تم رفض وجود كاميرات داخل الغرف المغلقة للآثار، وهو ما جعلها عرضة للسرقة أو العبث".

تفاصيل عملية السرقة

وزارة الداخلية المصرية كشفت في بيان رسمي تفاصيل الحادثة، موضحة أن التحريات توصلت إلى تورط أخصائية ترميم بالمتحف المصري و3 آخرين في سرقة الأسورة الذهبية الملكية. وقد تم القبض على المتهمين وإحالتهم إلى النيابة العامة التي تباشر التحقيق؛ وتشير المعلومات الأولية إلى أن عملية السرقة استغلت غياب كاميرات المراقبة داخل المخازن، ما جعل تتبع تفاصيل الجريمة أكثر صعوبة.

أزمة أعمق من واقعة فردية

لا تقف خطورة الحادثة عند سرقة قطعة أثرية بعينها، بل تكشف عن أزمة أعمق تتعلق بآليات تأمين الكنوز المصرية؛ فالمتحف المصري ومخازنه يضمّان آلاف القطع النادرة التي تمثل ذاكرة حضارة عمرها آلاف السنين، غياب المراقبة التكنولوجية يثير مخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تهدد سمعة مصر عالميًا في مجال حماية آثارها.

دعوات لتعزيز الإجراءات الأمنية

عدد من خبراء الآثار والأمن شددوا على ضرورة إعادة النظر في منظومة التأمين داخل المتاحف والمخازن، مؤكدين أن الاعتماد فقط على العنصر البشري لم يعد كافيًا، وأوصوا بتركيب كاميرات حديثة داخل جميع غرف التخزين والمعامل، وربطها بأنظمة مركزية تتيح الرقابة الفورية، إلى جانب تفعيل برامج تدريب متخصصة للعاملين على إجراءات الحماية.

الخلاصة

حادثة سرقة الأسورة الذهبية من المتحف المصري ليست مجرد واقعة جنائية، بل جرس إنذار يفرض تحركًا عاجلًا لإعادة تقييم منظومة حماية الآثار، فالتاريخ المصري ملك للعالم كله، وضياع أي قطعة أثرية لا يعني فقدانها ماديًا فقط، بل خسارة جزء من هوية الأمة وذاكرتها الحضارية.

سرقة الأسورة الذهبية، المتحف المصري، وزارة الداخلية، سرقة الآثار في مصر، محمد عبد المقصود، مخازن الآثار، الكاميرات في المتاحف، الأمن الأثري في مصر، سرقة التراث المصري، أخبار الحوادث مصر،