العرب 24
جريدة العرب 24

رغم حربها على أوكرانيا روسيا تغير خارطة الطاقة العالمية .. غاز موسكو يتدفق بقوة نحو الصين

تدفق الغاز الروسي نحو الصين
سناء محمد أحمد -

لم يعد الغاز الروسي يتدفق بشكل أساسي إلى أوروبا كما كان الحال لعقود طويلة، ففي تحول استراتيجي يغير قواعد اللعبة في سوق الطاقة العالمي، أصبحت شحنات الغاز الروسية تتجه بشكل متزايد نحو الشرق، لتجد في الصين شريكها الرئيسي الجديد، هذا التوجه ليس مجرد صفقة تجارية عابرة، بل هو انعكاس لتحولات جيوسياسية عميقة تُعيد رسم خارطة التحالفات الاقتصادية والسياسية في العالم.

تعتمد هذه الشراكة المتنامية بشكل أساسي على خط أنابيب "قوة سيبيريا"، الذي بدأ ضخ الغاز بشكل تجاري في عام 2019، هذا المشروع الضخم لم يكن مجرد بنية تحتية، بل كان بمثابة شريان حياة جديد لاقتصاد الطاقة الروسي بعد التوترات الجيوسياسية والعقوبات الغربية التي دفعت أوروبا إلى تقليل اعتمادها على الطاقة الروسية، بالنسبة لروسيا، أصبحت الصين تمثل الحل الأمثل لتأمين سوق ضخم ومستقر لصادراتها من الغاز الطبيعي، مما يضمن لها تدفقًا مستمرًا للإيرادات ويعزز من قدرتها على المناورة الاقتصادية.

أما بالنسبة للصين، فإن الغاز الروسي يمثل عنصرًا حيويًا لتحقيق أمنها الطاقي. في ظل اقتصادها المتنامي واحتياجها الهائل للطاقة، تبحث بكين دائمًا عن مصادر إمداد موثوقة ومتنوعة، الغاز الروسي، الذي يصل عبر الأنابيب البرية، يوفر لها ميزة استراتيجية تفوق الغاز الطبيعي المسال (LNG) الذي يأتي عن طريق البحر، حيث لا يخضع لمخاطر النقل البحري أو التقلبات في الأسواق العالمية، هذا التعاون يرسخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ويقوي من موقفهما في مواجهة الضغوط الغربية.

هذا التحول له تداعيات واسعة النطاق على سوق الطاقة العالمية. فبينما تحاول أوروبا البحث عن بدائل، تترسخ علاقة "روسيا-صين" كقطب جديد للطاقة. هذا الأمر لا يؤثر فقط على الأسعار العالمية، بل يعيد تشكيل التحالفات الدولية ويجعل الطاقة أداة أساسية في الصراع على النفوذ، إن تدفق الغاز الروسي إلى الصين ليس مجرد خبر اقتصادي، بل هو إعلان عن بداية مرحلة جديدة في عالم يزداد فيه الاعتماد المتبادل بين القوى الكبرى.

شحنات الغاز الروسي-روسيا والصين-خط أنابيب سيبيريا-أمن الطاقة-الطاقة العالمية-السياسة الجيوسياسية-الصادرات الروسية-الغاز الطبيعي-اقتصاد الصين-اقتصاد روسيا