مفاجآت الدفاع الجوي السعودي خلال الأيام الأخيرة
بالفيديو .. السعودية تعزز دفاعاتها الجوية وتسرع صناعاتها العسكرية «ما القصة؟»

مفاجآت الدفاع الجوي السعودي خلال الأيام الأخيرة.. خلال الأيام الثلاثة الماضية، شهدت الساحة العسكرية السعودية تحركات مفاجئة في مجال الدفاع الجوي، تزامنت مع موجة من التسريبات والتقارير الغربية التي سلطت الضوء على تعزيزات غير مسبوقة لأنظمة الدفاع الصاروخي داخل المملكة.
اللافت أن هذه التحركات لم تحظَ بتغطية موسعة في الإعلام العربي التقليدي، بينما تصدرت الصحف الأجنبية الكبرى مثل Forbes وThe National Interest.
الاحتفاظ بمنظومة باتريوت اليونانية حتى 2026
من أبرز التطورات ما كشفته Forbes حول إبقاء السعودية على بطارية باتريوت يونانية طراز MIM-104E مع طاقم تشغيل يوناني يضم 120 جنديًا حتى نوفمبر 2026، رغم انتهاء الحاجة الرسمية لها بعد هدنة الحرب مع الحوثيين.
هذا القرار أثار تساؤلات واسعة:
-
لماذا تُصر المملكة على الاحتفاظ بالمنظومة رغم امتلاكها أحدث أنظمة الدفاع؟
-
هل ترتبط الخطوة بتأخر تسليم 300 صاروخ باتريوت طلبتها الرياض من واشنطن منذ 2024؟
-
وهل يعكس الأمر استعدادًا سعوديًا لمواجهة تهديدات إيرانية محتملة أو انهيار التهدئة مع الحوثيين؟
تعزيزات منظومة ثاد وتخريج دفعات جديدة
بالتوازي مع ذلك، أعلنت قوات الدفاع الجوي السعودية تخريج الدفعة الثالثة لتشغيل وصيانة منظومات الدفاع الصاروخي "ثاد" بعد تدريب مكثف في قاعدة "فورت بليس" الأمريكية.
هذه المنظومة تمثل ركيزة أساسية لاعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية، ما يعكس توجه المملكة نحو تكامل دفاعاتها متعددة الطبقات.
برنامج الصواريخ الباليستية السعودي: تحت الأرض وفوق الأرض
تقارير استخباراتية أمريكية وأوروبية كشفت عن توسع سعودي في بناء قواعد ومصانع صواريخ تحت الأرض، أبرزها في منطقة النبهانية بوادي الدواسر.
هذه المنشآت يُعتقد أنها تنتج صواريخ باليستية صينية من طراز DF-3، وهو تطور يعزز قدرات الردع الإقليمي للمملكة.
وليس هذا فحسب، فقد أشارت تقارير من CNN إلى وجود مصنع صواريخ فوق الأرض بالتعاون مع الصين، في مؤشر واضح على توجه السعودية نحو الاكتفاء الذاتي الدفاعي.
صفقات دفاعية متعددة الاتجاهات: بين واشنطن وموسكو وبكين
التحركات السعودية الأخيرة تكشف سياسة تنويع مصادر التسليح:
-
صفقة مع الولايات المتحدة لشراء 300 صاروخ باتريوت حديث.
-
مباحثات مع روسيا للحصول على منظومات دفاع جوي متوسطة المدى "بانتسير S1/S2".
-
تعاون مع الصين في تطوير وإنتاج الصواريخ الباليستية.
هذا التوجه يعبّر عن استراتيجية استباقية لعدم الاعتماد الكامل على مخزونات السلاح الأمريكية، خصوصًا بعد تجربة تأخر الدعم خلال حرب اليمن وحرب روسيا–أوكرانيا.
التصنيع العسكري المحلي: قذائف ومدرعات وصناعات دفاعية
موقع Tactical Report كشف عن طلب سعودي لإنشاء مصنع ضخم لإنتاج قذائف مدفعية عيار 155 ملم (معيار الناتو) داخل المملكة، بالتعاون مع شركة Rheinmetall الألمانية–الأمريكية.
هذا المصنع لن يكتفي بتلبية احتياجات الجيش السعودي، بل يستهدف التصدير لدول الخليج وأفريقيا، مما قد يغير خريطة الصناعات الدفاعية الإقليمية.
ودخلت الهيئة السعودية للتصنيع العسكري في شراكات لتطوير العربات القتالية والمدرعات محليًا، استلهامًا لدروس حرب أوكرانيا حول ضرورة تعزيز الإنتاج الدفاعي المحلي بدل الاعتماد الكلي على الاستيراد.
هل تستعد المملكة لسيناريو مواجهة مع إيران؟
تزامنت هذه التحركات مع توتر متصاعد في المفاوضات النووية الإيرانية الأوروبية، واقتراب انتهاء مهلة العقوبات في أكتوبر المقبل.
في حال فشل المفاوضات وعودة العقوبات (آلية Snapback)، قد تشهد المنطقة تصعيدًا جديدًا مع إيران، وهو ما يبدو أن السعودية والخليج يستعدان له عبر:
-
تعزيز الدفاعات الجوية ضد الصواريخ والمسيّرات.
-
رفع مخزونات الذخائر والقذائف.
-
توسيع القدرات الصاروخية الهجومية.
الخليج يتحرك.. والسعودية تتصدر المشهد
التحركات لا تقتصر على السعودية وحدها، إذ تشهد الإمارات وقطر والكويت سباقًا لاقتناء أحدث أنظمة الدفاع الجوي، بينما تركز إسرائيل على مواجهة تهديدات الحوثيين والصواريخ الإيرانية.
ويؤكد خبراء عسكريون أن ما يجري ليس استعدادًا لحرب وشيكة بالضرورة، بل تحصين للمنطقة ضد مفاجآت المستقبل، بما يضمن مرونة الردع وسرعة الرد.
الانعكاسات الاقتصادية والسياسية
الاستثمارات السعودية الضخمة في قطاع الدفاع تمثل أيضًا:
-
فرصة اقتصادية للتصنيع المحلي وتوظيف الكفاءات.
-
رسالة سياسية بقدرة المملكة على حماية مصالحها دون الاعتماد المطلق على الغرب.
-
ورقة تفاوضية في أي تصعيد محتمل مع إيران أو الحوثيين.
خلاصة المشهد: بين الردع والتحول الصناعي
التحركات العسكرية السعودية الأخيرة، من إبقاء بطاريات الباتريوت، وتوسيع منظومات ثاد، وتطوير القواعد الصاروخية، إلى إطلاق مصانع ذخيرة محلية، تكشف عن مرحلة جديدة في استراتيجية المملكة الدفاعية:
-
ردع أي تهديد إقليمي محتمل.
-
الانتقال من مستورد للسلاح إلى منتج ومصدّر.
-
تأمين الخليج ضمن تحالفات متعددة المحاور.
السعودية الدفاع الجوي، منظومة باتريوت السعودية، برنامج الصواريخ الباليستية السعودي، منظومة ثاد السعودية، تصنيع الأسلحة السعودية، القذائف 155 ملم السعودية، بانستر إس الروسي السعودية، الصناعات العسكرية الخليجية، تحركات الجيش السعودي، التهديد الإيراني السعودية