العرب 24
العرب 24

تفاصيل صادمة في حادث كورنيش الشاطبي بالإسكندرية .. شهود عيان يكشفون اللحظات الأخيرة «فيديو»

حادث الشاطبي الإسكندرية
أحمد واضح العلامي -

في ليلة صيفية هادئة على كورنيش الشاطبي، تحوّل مشهد البحر ونسيمه العليل إلى مأساة مروعة هزّت الإسكندرية ومصر بأكملها، بعدما أودى حادث دهس مروّع بحياة شخصين وأصاب سبعة آخرين، في لحظات حوّلت رحلة هروب من حرّ القاهرة إلى فاجعة أليمة.

القصة بدأت من أحد أحياء العاصمة، حين قرر تسعة أشخاص، جميعهم من منطقة واحدة، السفر إلى الإسكندرية لقضاء عطلة قصيرة، بعيدًا عن صخب وضوضاء المدينة ودرجات الحرارة المرتفعة. خططوا للاستمتاع بيوم هادئ على الشاطئ، لكن القدر كان يخبئ لهم مشهدًا مختلفًا.

مع بداية النهار في الشاطبي، وبينما كان المارة يعبرون الطريق من جهة البحر إلى الجهة المقابلة، فقد سائق ميكروباص السيطرة على مركبته، فانحرفت السيارة بسرعة كبيرة نحو مجموعة من المشاة، لتدهسهم في لحظة خاطفة، وسط صوت فرامل حاد وتحطم الزجاج. سقط اثنان بلا حراك، بينما علت صرخات الألم من المصابين وتناثرت أغراضهم على الطريق.

وزارة الداخلية تلقت بلاغًا عاجلًا بانقلاب ميكروباص على الكورنيش، لتتحرك قوات الشرطة وسيارات الإسعاف فورًا. تبين أن الحادث أسفر عن وفاة على عبدالحليم عبدالحميد (50 عامًا) وهيام صلاح مرسي السيد (47 عامًا)، فيما أصيب سبعة آخرون بإصابات تتراوح بين الخطيرة والمتوسطة.

شملت قائمة المصابين نور علي عبدالحميد (12 سنة) باشتباه كسر بالساق والحوض، همس ممتاز حسين (12 سنة) بكسر مضاعف في القدم والذراع، باسم حمدان حسين (19 سنة) باشتباه نزيف بالمخ والبطن، ممتاز حسين عواد (42 سنة) بكسر مضاعف في الساق، شيماء صلاح مرسي السيد (39 سنة) باشتباه كسر في القدم والذراع، ملاك ممتاز حسين (18 سنة) باشتباه كسر في القدم، تسنيم علي عبدالحليم (30 سنة) بجرح قطعي واشتباه كسر بالفقرات.

مصادر طبية أكدت أن بعض الإصابات خطيرة للغاية، وأن الفرق الطبية تعمل على مدار الساعة لإنقاذ الأرواح. أما الأهالي الذين حضروا إلى المستشفى فقد بدت عليهم علامات الصدمة وعدم التصديق، خاصة أن الضحايا كانوا قبل ساعات يضحكون ويخططون ليوم صيفي ممتع.

النيابة العامة في باب شرقي باشرت التحقيق، وأمرت بحبس السائق أربعة أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل والإصابة الخطأ نتيجة الإهمال والقيادة المتهورة، مع التحفظ على السيارة وكاميرات المراقبة. وأشارت المعاينة الأولية إلى أن السرعة الزائدة وفقدان السيطرة على المركبة كانا السبب الرئيسي في الحادث.

الحادث أشعل موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تصدر وسم "حادث الشاطبي" وسط دعوات لتشديد الرقابة على سائقي الميكروباصات وتنظيم حركة المرور على الكورنيش، خاصة في أوقات الذروة الصيفية.

استجابة للحادث، أصدرت محافظة الإسكندرية بيانًا عاجلًا بعنوان "سلامتك تهمنا" تضمن 13 نصيحة لعبور آمن للكورنيش، أبرزها الالتزام بممرات المشاة والإشارات الضوئية، التوقف قبل العبور والنظر في الاتجاهين، وتجنب الانشغال بالهواتف أو سماعات الأذن، إضافة إلى التواصل البصري مع السائقين قبل العبور.

هذه التوصيات جاءت في محاولة للحد من تكرار حوادث الدهس، لكن خبراء المرور يرون أن الحل لا يكمن فقط في توعية المشاة، بل أيضًا في إلزام السائقين بالسرعات الآمنة وتطبيق القانون بصرامة، إلى جانب تطوير البنية التحتية بإنشاء جسور مشاة وإشارات ذكية.

المشهد المأساوي على الكورنيش، حيث اختلطت دموع الأهالي بأصوات سيارات الإسعاف، سيبقى حاضرًا في ذاكرة كل من شاهده. الحقائب الصغيرة، والمناشف، وزجاجات المياه الملقاة على الأرض، تحولت إلى شواهد صامتة على يوم أسود في تاريخ الإسكندرية.

فاجعة الشاطبي لم تكن مجرد حادث عابر، بل جرس إنذار بضرورة التحرك السريع لإنقاذ الأرواح على الطرق، حتى تبقى رحلة البحر ذكرى جميلة لا ذكرى فقدان وألم.

حادث الإسكندرية 2025، ضحايا حادث الشاطبي، أسماء ضحايا الشاطبي، دهس ميكروباص الشاطبي، وفاة على عبدالحليم عبدالحميد، وفاة هيام صلاح مرسي السيد، إصابات حادث الشاطبي، محافظة الإسكندرية، نصائح عبور الكورنيش، دهس المشاة بالإسكندرية، حوادث الطرق في الإسكندرية، النيابة العامة الإسكندرية، السائق المتسبب بحادث الشاطبي، فاجعة كورنيش البحر