العرب 24
العرب 24

دواء جديد يوقف الشيخوخة ويعيد الشباب: اختراق علمي يطيل العمر ويكافح الأمراض المزمنة

علاج الشيخوخة
أحمد العلامي -

في إنجاز علمي غير مسبوق، توصل باحثون إلى ابتكار دواء جديد قادر على إيقاف الشيخوخة لدى البشر، بل وعكس آثار "موت الخلايا"، وهي العملية البيولوجية التي تسهم في تدهور الصحة وظهور أمراض مرتبطة بالتقدم في العمر. الدواء الجديد، الذي ينتمي إلى فئة أدوية "مضادات النخر" (Antinecroptotics)، سيخضع للتجارب السريرية الأولى في وقت لاحق من عام 2025، في خطوة قد تعيد صياغة مفاهيم الشيخوخة والطب الوقائي.

ما هو "النخر" ولماذا هو خطير؟

يعد "النخر" أحد أشكال موت الخلايا غير المنظم، ويحدث عندما تتضخم الخلايا المصابة ثم تنفجر، مما يؤدي إلى طرد محتوياتها إلى الأنسجة المحيطة. ينتج عن هذه العملية التهاب مزمن واضطراب في التوازن الجيني، ما يساهم في ظهور أمراض خطيرة مثل الزهايمر، والباركنسون، وأنواع متعددة من السرطان، وأمراض الكلى.

وقد أظهرت مجلة "أونكوجين" المتخصصة في علم الأورام، اهتمامًا خاصًا بنتائج دراسة حديثة تقودها الدكتورة كارينا كيرن، الرئيسة التنفيذية لشركة "لينكجيفيتي" وخبيرة الوراثة السابقة في كلية لندن الجامعية، حيث تؤكد أن هذا النمط من موت الخلايا هو أحد المحاور الأساسية التي تسهم في الشيخوخة البيولوجية.

كارينا كيرن: من معاناة الطفولة إلى قيادة الاكتشاف

لم تأتِ مشاركة كيرن في هذا المشروع من فراغ، بل استمدت دافعها من تجربة شخصية مؤلمة حين كانت طفلة، وشهدت تدهور صحة جدتها نتيجة مرض مرتبط بالعمر. هذه التجربة دفعتها لتطوير "نظرية المخطط التفصيلي للشيخوخة"، وهي نظرية تحليلية تهدف إلى تحديد النقاط البيولوجية التي يمكن التدخل فيها لتأخير ظهور الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن.

أحد هذه المحاور يتمثل في اختلال تركيز أيونات الكالسيوم داخل الخلايا، وهو ما تراه كيرن عاملًا جوهريًا يؤدي إلى انهيار آليات الإشارات الخلوية تحت الضغط، وبالتالي تسارع موت الخلايا.

نتائج واعدة: تثبيط النخر بنسبة 90%

في الدراسة التي نُشرت نتائجها مؤخرًا، أظهر فريق الباحثين بقيادة كيرن نتائج مشجعة للغاية، إذ نجحوا في حجب أكثر من هدف جزيئي واحد في آنٍ واحد، مما أدى إلى تثبيط النخر بنسبة وصلت إلى 90%، وهي نسبة تعتبر مذهلة في مجال البيولوجيا الخلوية.

وقد أكد الدكتور كيث سيو، المؤلف المشارك في الدراسة، أن هذه النتائج تمثل نقطة تحول، مشيرًا إلى أن تركيز الفريق الحالي ينصب على أمراض الكلى نظرًا لأنها الأكثر حاجة للتدخل العلاجي. وقال: "الكلى هي العضو الذي من المرجح أن تموت في قائمة الانتظار من أجله وغسيل الكلى ليس حلًا مستدامًا، بل يؤدي إلى تراجع فرص البقاء بنسبة 10% سنويًا".

من مختبرات الأرض إلى الفضاء

اللافت أن الدكتور سيو كان يعمل سابقًا مع وكالة "ناسا"، حيث شارك في دراسة تأثير الفضاء العميق على الكلى، خصوصًا مع تعرّض رواد الفضاء للإشعاع الكوني خارج الغلاف المغناطيسي للأرض، ووفقًا له، فإن مضادات النخر قد تكون وسيلة فعالة لحماية الأنسجة الحيوية من هذا النوع من الأضرار، ما يعزز أهمية الاكتشاف حتى في بعثات الفضاء المستقبلية.

اختراق أم مبالغة؟

رغم الحماس الذي يحيط بالدواء الجديد، يحرص الباحثون على التزام الحذر العلمي. فكما قال الدكتور سيو: "الادعاءات غير العادية تتطلب أدلة غير عادية". ولهذا، ستخضع مضادات النخر لتجارب سريرية صارمة خلال الفترة القادمة، على أمل إثبات فعاليتها بشكل قاطع.

ثورة في الطب أم بداية الطريق؟

إذا نجحت التجارب، فإن مضادات النخر قد تمثل ثورة في الطب الحديث، ليس فقط لمكافحة أمراض الشيخوخة، بل وربما لتأخيرها أو حتى عكسها. وتبقى النتائج المنتظرة من التجارب السريرية هي الحكم الفصل في تحديد ما إذا كان هذا الدواء سيمثل اختراقًا حقيقيًا أو سيبقى مجرد أمل واعد قيد البحث.

دواء مضاد للشيخوخة، مضادات النخر، موت الخلايا، النخر الخلوي، كارينا كيرن، كيث سيو، أمراض الكلى، الشيخوخة، الزهايمر، الباركنسون، السرطان، تنظيم الكالسيوم داخل الخلايا، البيولوجيا الخلوية، لينكجيفيتي، أدوية مضادة للالتهاب، تجارب سريرية 2025، مجلة أونكوجين، مستقبل الطب، وكالة ناسا، الشيخوخة وعلاجها