العرب 24
العرب 24

دراسة عالمية تكشف: العمل أربعة أيام أسبوعيًا يفيد العامل وصاحب العمل ويزيد الإنتاج

العمل
أحمد العلامي -

في وقت تتزايد فيه الدعوات لإعادة النظر في نظم العمل التقليدية، كشفت دراسة عالمية حديثة أن تقليص أسبوع العمل إلى أربعة أيام فقط قد يكون مفتاحًا لتحسين صحة الموظفين النفسية والجسدية، ورفع مستويات الرضا والإنتاجية في بيئة العمل.

أربعة أيام... نتائج مذهلة

الدراسة، التي شارك في قيادتها فريق بحثي ضم الخبيرة الاقتصادية والاجتماعية جولييت شور من كلية بوسطن، أوضحت أن العاملين في الشركات التي اعتمدت نظام "4 أيام عمل مقابل نفس الأجر" بنسبة 80% من ساعات العمل المعتادة، سجلوا انخفاضًا ملحوظًا في مستويات الإرهاق الوظيفي، وارتفاعًا كبيرًا في معدلات الرضا الوظيفي.

وبحسب الباحثين، فقد تجاوز التحسن الملموس في الإرهاق والرضا حدود التوقعات، تلاهما تحسن واضح في الصحة العقلية، فيما جاءت التحسينات في الصحة الجسدية بدرجة أقل نسبيًا.

آلاف الموظفين .. تجربة ميدانية ناجحة

شملت التجربة نحو 2900 موظف في 141 شركة ومنظمة من دول مختلفة مثل أستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة، وأيرلندا، والولايات المتحدة، وقورنت نتائجهم مع 290 موظفًا من 12 شركة لم تعتمد النظام الجديد.

وأظهرت البيانات أن الموظفين الذين عملوا أربعة أيام أسبوعيًا قلصوا عدد ساعات عملهم بما يعادل خمس ساعات أسبوعيًا في المتوسط، دون التأثير سلبًا على مستوى الأداء.

كل ساعة أقل تُحدث فرقًا

الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر هيومان بيهيفيور"، أشارت إلى أن من خفضوا ثماني ساعات أو أكثر أسبوعيًا سجلوا أعلى نسب تحسن في الرضا الوظيفي والصحة النفسية وانخفاض الإرهاق. لكن حتى أولئك الذين حصلوا على إجازة أقل خلال أسبوع الأربعة أيام، سجلوا بدورهم تحسنًا ملموسًا وإن كان محدودًا.

وأوضح الباحثون أن هناك علاقة مباشرة بين تقليص ساعات العمل وتحسين الحالة النفسية والجسدية، حيث وصفوا ذلك بـ"العلاقة الجرعية": كلما قلت الساعات، زادت الفوائد.

نوم أفضل وأداء أعمق

أحد التفسيرات العلمية لهذه النتائج، بحسب الباحثين، هو تحسن جودة النوم والشعور براحة جسدية ونفسية أكبر، ما انعكس على الأداء الفعلي للموظفين. كما لاحظ الفريق البحثي أن هذه النقلة في جدول العمل دفعت الشركات والموظفين لإعادة تنظيم طرق العمل بفعالية أكبر.

وأضاف الباحثون أن "التحول إلى أسبوع العمل من أربعة أيام لم يكن مجرد تخفيض للزمن، بل أدى إلى تغييرات جوهرية في تجربة العمل ذاتها"، مشيرين إلى أن الموظفين أصبحوا أكثر قدرة على إتمام مهامهم بكفاءة وشعور داخلي بالرضا والإتقان.

هل يصلح لكل بيئة عمل؟

رغم النتائج الإيجابية، حذر الباحثون من التعميم، مؤكدين أن الشركات المشاركة كانت لديها أصلاً استعدادات مسبقة لتجربة هذا النوع من نظم العمل، وبالتالي قد تكون بيئات أكثر دعمًا لرفاهية الموظفين. وشددوا على ضرورة إجراء مزيد من الدراسات تشمل شركات من أنواع مختلفة ومجالات متعددة قبل اعتماد النظام على نطاق واسع.

تحوّل في فلسفة العمل

الدراسة تفتح الباب واسعًا أمام فكرة أن تقليص زمن العمل لا يعني بالضرورة تقليص الإنتاج، بل قد يقود إلى ثورة في طبيعة بيئة العمل، تجعلها أكثر إنسانية، وأكثر إنتاجًا في الوقت ذاته. وبينما العالم يتجه نحو إعادة تقييم أولويات الحياة والعمل، يبدو أن "أسبوع العمل من أربعة أيام" قد يتحول قريبًا من تجربة إلى سياسة عالمية.

أسبوع العمل من أربعة أيام، السعادة في العمل، الرضا الوظيفي، الصحة النفسية للموظفين، الإنتاجية، تجربة العمل المختصر، نظام العمل الحديث، الإرهاق الوظيفي، تقليص ساعات العمل، مجلة نيتشر، الصحة الجسدية، جودة النوم، تنظيم العمل، بيئة العمل الإيجابية، رفاهية الموظفين، جولييت شور، الدراسة العالمية، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، مستقبل العمل