العرب 24
العرب 24

لضرب أوكرانيا.. روسيا تدخل مقاتلة الصين الشبحية J-35A في أسطولها الجوي

مقاتلة الصين
أحمد العلامي -

في خطوة تكشف عن تحولات استراتيجية عميقة في ميزان القوى العالمي، بدأت روسيا دراسة إمكانية التزود بالمقاتلة الشبحية الصينية من الجيل الخامس "جي-35"، لتكون على متن حاملة طائرات روسية جديدة قيد التصنيع. هذا التوجه، الذي كشفت عنه صحيفة "إزفستيا" الروسية، يعكس رغبة موسكو في سد فجوات في قدراتها الجوية والبحرية، خاصة في ظل تعثر مشروعاتها المحلية مثل المقاتلة البحرية "سو-75".

الصين تملأ الفراغ التقني في روسيا

المقاتلة "جي-35"، التي دخلت رسميًا خطوط الإنتاج في الصين، تعتبر من أبرز ما أنتجته صناعة الطيران الصينية حتى اليوم. فهي مقاتلة ثنائية المحرك، تتمتع بأنظمة تسليح متطورة وقدرات تشويش إلكتروني حديثة، وصممت خصيصًا للعمل على متن حاملة الطائرات الصينية "فوجيان". وتتميز "جي-35" بقدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة موجهة، ومدى أطول من نظيرتها الأميركية "إف-35"، ما يجعلها خيارًا جاذبًا لموسكو في ظل القيود الغربية على صادرات السلاح إليها.

صفقة لا تتعلق بالمقاتلات فقط

الصفقة المحتملة لا تقتصر على "جي-35"، بل تشمل أيضًا طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوًا من طراز "كي جي-600"، والتي تُعد ضرورة استراتيجية لأي قوة بحرية حديثة. هذه الطائرات جُرّبت بالفعل على متن حاملة "فوجيان"، ويمكن أن تسد فجوة حساسة في قدرات الإنذار المبكر للأسطول الروسي، خاصة بعد تأثر مشروعات التطوير الروسية نتيجة الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية.

أبعاد سياسية وعسكرية متعددة

الخبير العسكري الروسي بافل فيلينكا هاور، اعتبر أن هذه الخطوة—لو تحققت—ستكون الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي تشتري فيها روسيا مقاتلات أجنبية لاستخدامها في قواتها النظامية. فروسيا لطالما اعتمدت على صناعاتها العسكرية الخاصة، وكانت في مواقع المصدر وليس المستورد. لكنه أشار إلى غياب خطط واضحة حتى الآن لبناء حاملة طائرات روسية جديدة بنظام الإقلاع الكهرومغناطيسي الذي تتطلبه "جي-35"، ما يطرح تساؤلات حول مدى جدية المشروع في الوقت الراهن.

هل تتغير قواعد اللعبة؟

في خلفية هذه التحركات، تتحرك الصين بدورها بسرعة لتسويق "جي-35" إلى الدول التي تُستبعد من الحصول على مقاتلات "إف-35" الأميركية، مثل باكستان وأوزبكستان. وهو ما يجعل الصفقة المحتملة مع روسيا فرصة مزدوجة: تعزيز القوة البحرية الروسية، وفي الوقت نفسه، فتح أبواب التصدير أمام بكين.

تغير في العقيدة البحرية

جي-35 ليست مجرد طائرة مقاتلة، بل تجسيد لتحول في العقيدة العسكرية الصينية. فبتقنياتها الحديثة وأجنحتها القابلة للطي، وسرعة إنتاج متوقعة تبلغ 50 طائرة سنويًا، تقترب الصين من الانضمام إلى نادي القوى البحرية العالمية القادرة على خوض حروب بحرية عابرة للمحيطات، في المحيطين الهادئ والهندي، وهو ما يعيد تشكيل ميزان القوى في آسيا والعالم.

مستقبل التعاون الروسي-الصيني في الميزان

رغم أن بكين لم تزود موسكو بأسلحة خلال الحرب في أوكرانيا، بحسب تصريحات فيلينكا هاور، إلا أن التعاون التكنولوجي بين الطرفين مستمر. ومع اشتداد الضغط الغربي، قد تجد موسكو نفسها مضطرة أكثر من أي وقت مضى لتغيير استراتيجيتها التقليدية، والانفتاح على استيراد أنظمة عسكرية متقدمة من حلفائها الشرقيين، وعلى رأسهم الصين.

روسيا، الصين، جي 35، مقاتلة شبحية، حاملة الطائرات فوجيان، سو 75، الجيش الروسي، الطيران الصيني، طائرات إنذار مبكر، سباق التسلح، حروب الجيل الخامس، الصناعات العسكرية الصينية، الحرب في أوكرانيا، الأسطول الروسي، كوزنيتسوف، الصفقات العسكرية، العقوبات الغربية، الجيش الصيني، تكنولوجيا الطيران، القوات الجوية الروسية، التوازن العسكري العالمي