العرب 24
العرب 24

شيطان يشل حركتك أثناء النوم .. ما هو الجاثوم وكيف تتجنبه؟

الجاثوم
أحمد واضح العلامي -

يستيقظ البعض في لحظة من النوم مرعوبين، غير قادرين على الحركة أو الكلام، يشعرون بثقل هائل يجثم على الصدر، وكأن كائنًا خفيًّا يمنعهم من النهوض أو حتى الصراخ. تُعرف هذه الظاهرة بـ"الجاثوم" أو "شلل النوم"، وقد حيّرت البشر على مر العصور، حيث ربطها القدماء بالمسّ الشيطاني، فيما يراها العلم اضطرابًا فسيولوجيًّا يمكن تفسيره والتحكم فيه.

ما هو الجاثوم؟

الجاثوم هو أحد اضطرابات النوم المعروفة طبيًا باسم Sleep Paralysis أو شلل النوم، ويحدث عندما يستيقظ الشخص جزئيًا في مرحلة نوم الأحلام، لكنه يعاني من شلل مؤقت في عضلات الجسم. يكون المريض في كامل وعيه، يرى ويسمع ما حوله، لكنه غير قادر على تحريك أي عضلة من جسده، ولا حتى لسانه. ويصاحب ذلك شعور بالاختناق أو الهلع، وقد تتخلله هلوسات سمعية أو بصرية تزيد من الشعور بالخوف.

خرافات قديمة وتفسيرات حديثة

لطالما فسّر الناس الجاثوم بأنه "جني يجثم على الصدر"، بسبب تجربة الشلل المفاجئ المقرون بالإحساس بثقلٍ كبير. ومع غياب التفسير العلمي في العصور الماضية، انتشرت الأساطير حول كائنات ليلية تسبب هذا الشلل، رغم أن العلم الحديث يقدّم تفسيرًا واضحًا مبنيًا على فهم مراحل النوم ووظائف الدماغ والجهاز العصبي.

كيف يحدث الجاثوم؟

ينقسم النوم إلى مرحلتين رئيسيتين:

  • نوم حركة العين غير السريعة (NREM)

  • نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام.

أثناء مرحلة الـREM، يفصل الدماغ الاتصال بينه وبين العضلات الإرادية، حتى لا تتفاعل أجسامنا فعليًا مع الأحلام. لكن إذا استيقظ الإنسان فجأة في منتصف هذه المرحلة، فقد يصبح واعيًا بما حوله، بينما تظل عضلاته في حالة "شلل مؤقت"، مما يسبب الجاثوم.

السمع والبصر فعالان، لكن الجسم مشلول

في تلك اللحظة، يستطيع المصاب بالجاثوم سماع الأصوات من محيطه ورؤية ما حوله بشكل طبيعي، وأحيانًا قد يتعرض لهلاوس بصرية أو صوتية ناتجة عن بقايا أحلامه. لكنه لا يستطيع تحريك عضلاته أو النطق، مما يولّد حالة من الرعب، خصوصًا إن لم يكن مدركًا أن ما يمر به هو حالة طبيعية ومؤقتة.

أسباب الجاثوم

تشير الدراسات إلى أن الجاثوم قد يحدث نتيجة عدة عوامل، أبرزها:

  • عدم انتظام النوم: النوم المتقطع أو السهر الطويل.

  • القلق والتوتر النفسي: الضغوط اليومية والصدمات العاطفية.

  • تعاطي المهلوسات: أو بعض الأدوية المنشطة والمؤثرة على الجهاز العصبي.

  • النوم على الظهر: وهي وضعية ترتبط غالبًا بحالات شلل النوم.

إجراءات الوقاية من الجاثوم

للوقاية من الجاثوم والتخفيف من نوباته، ينصح باتباع بعض العادات الصحية:

  • تنظيم وقت النوم: النوم والاستيقاظ في مواعيد ثابتة يوميًا.

  • التقليل من التوتر قبل النوم: عبر التأمل أو قراءة شيء مريح.

  • الابتعاد عن المنبهات والعقاقير المؤثرة على الوعي.

  • تجنب النوم على الظهر: خاصّةً لمن تكررت لديه هذه الظاهرة.

نصيحة مهمة عند التعافي من الجاثوم

إذا أصبت بالجاثوم وتحررت منه، يُفضّل عدم العودة إلى النوم مباشرة؛ لأن احتمالية تكرار النوبة قد تكون مرتفعة. ينصح بالوقوف والمشي قليلًا أو شرب ماء قبل معاودة النوم.

الجاثوم ليس كائنًا شيطانيًّا يهاجم الإنسان أثناء نومه، بل حالة عصبية معروفة تحدث عند التداخل بين مراحل النوم واليقظة. ورغم أن التجربة تبدو مرعبة، إلا أنها لا تُعدّ خطرًا صحيًا إذا تم التعامل معها بوعي، خاصة من خلال تنظيم نمط النوم ومعالجة التوتر.

الجاثوم، شلل النوم، ما هو الجاثوم، أسباب الجاثوم، علاج شلل النوم، النوم على الظهر والجاثوم، الجاثوم والهلوسة، الجاثوم والقلق، مراحل النوم، نوم حركة العين السريعة، اضطرابات النوم، الجاثوم في الإسلام، الجاثوم والمس الشيطاني، الوقاية من الجاثوم